Description
كتاب نافع جمع فيه مؤلفه أثابه الله الأحاديث التي تضمنت تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين، ويهدف هذا الكتاب إلى إبراز تعامله صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين، وعرض جميع هذه المواقف التي حدثت بينه صلى الله عليه وسلم وبينهم؛ من يهود، ونصارى، ومشركين، أفرادًا وجماعات.
وهرگێڕانی تر 3
السلسلة (1)
تعامله صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين
جمع وإعداد:
محمد بن عبدالرحمن بن ناصر الزير
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم، وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجه، واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد/
فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه النبي الذي لاينطق عن الهوى، كما قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}، والهادي الذي يجب أن يتبع ويقتدى، قال تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}([1]).
وإن المتأمل في سيرته صلى الله عليه وسلم، وهديه، وتعامله مع من حوله، يرى أمراً عجباً ألا وهو الإحسان في تعامله مع الجميع، ذكراً كان أو أنثى، صغيراً كان أو كبيراً، مسلماً أو كافراً، حتى مع الجمادات صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}([2]).
ولقد عني العلماء -رحمهم الله قديماً وحديثاً- بسنته وسيرته صلى الله عليه وسلم فصنفت في ذلك الكتب والمؤلفات، منها المبسوط، ومنها المختصر، إلا أن إبراز تعامله صلى الله عليه وسلم وجمعه وحصره، ثم تبويبه، قليل جداً فيما أعلم.
فاستعنت بالله -سبحانه وتعالى- في جمع الأحاديث التي تضمنت تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع جميع من حوله، من الصحيحين فقط، وإن نسأ الله في العمر أكملت بقية الكتب الستة وغيرها من المسانيد والمصنفات، إن شاء الله تعالى.
ومن أهم الأسباب التي حثتني على جمع ذلك وإبرازه، حاجة المسلمين إلى تقريب هديه صلى الله عليه وسلم في هذا الباب، وتعريف عموم المسلمين به، وكذلك ما رأيته في تعامل بعض المسلمين هداهم الله، بعضهم مع بعض أو مع غيرهم، من أخطاء متنوعة، وتجاوزات مختلفة، نشأت من الجهل بسيرته صلى الله عليه وسلم والبعد عنها، مع مايقتضيه واجب القيام بالدعوة إلى الله تعالى عملاً بقوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}([3])، وقوله {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}([4]).
فالكلام في سيرته وتعامله صلى الله عليه وسلم محبب إلى القلوب؛ لما حباه ربه من خلق عظيم، حتى مع غير المسلمين، فالرحمة منهجه ورسالته {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}([5]). فبالاقتداء به صلى الله عليه وسلم يرتقي المسلم في أخلاقه، ويسمو ويرتفع عن غيره درجات، وتتحقق له الاستقامة، ويثمر عن ذلك كله محبة الله له ومغفرته. قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}([6]).
ومن الذب عن سيرته صلى الله عليه وسلم وتحقيق نصرته، وتقريب هذا الدين لغير المسلمين، وذلك ببيان موقف هذا النبي الكريم من المخالفين؛ رأيت البدء أولاً بإبراز تعامله صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين، وعرض جميع هذه المواقف التي حدثت بينه صلى الله عليه وسلم وبينهم من يهود، ونصارى، ومشركين، أفراداً وجماعات. وهي السلسلة الأولى في هذا التعامل.
1. قرأت صحيح البخاري، وصحيح مسلم، واقتصرت على اختيار الأحاديث التي تضمنت، أو اشتملت على موقف، أو تعامل منه صلى الله عليه وسلم ومع غيره، سواء إنسان، أو حيواناً، أو جماداً، معتمداً نسخة الرسالة ناشرون.
2. قسمت البحث إلى أجزاء، وسميت كل جزء سلسلة، وكل سلسلة تجمع أحاديث تحت عنوان واحد، وجعلت إبراز تعامله صلى الله عليه وسلم مع من حوله هدفاً أسعى لتحقيقه ما استطعت، وقد يسر الله لي الانتهاء من تعامله مع المخالفين، وهي السلسلة الأولى، والسلسلة الثانية في تعامله مع المنافقين، والثالثة مع الصغار، والرابعة مع النساء، والخامسة مع المستفتين، وهكذا حتى ينتهي المشروع بكامله بحول الله وقوته.
3. صنفت الأحاديث، ووضعت كل حديث ضمن الموضوع الذي يختص به، مع ذكر رقم الحديث من نسخة الرسالة ناشرون، وأضع له رقما حسب التسلسل الوارد في هذه السلسلة.
4. إذا كان الحديث المختار من صحيح البخاري، له أطراف، فأورد جميع أرقام هذه الأطراف، وأِشير في الحاشية إلى رقم الجزء والصفحة الوارد ذكره في فتح الباري لابن حجر رحمه الله، وإذا كان الحديث موافقاً لما في صحيح مسلم، أو جاء ذكره في صحيح مسلم فقط، فأذكر رقمه في صحيح مسلم، ورقم الجزء والصفحة في شرح الإمام النووي، رحمه الله تعالى.
5. أختار الحديث الأتم حسب اجتهادي من بين هذه الأحاديث المشار إليها، وقد أذكر بعض الروايات الأخرى عند الحاجة لذلك.
6. شرحت الألفاظ الغريبة في الأحاديث من: فتح الباري لابن حجر، أو شرح النووي على مسلم، أو تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري، أو تعليق محمد فؤاد عبدالباقي على صحيح مسلم، أو حاشية الصحيحين طبعة الرسالة. ناشرون
7. أستخرج أوجه التعامل للنبي صلى الله عليه وسلم الوارد في كل حديث من كتاب فتح الباري لابن حجر، أو من شرح النووي على مسلم، أو مما يفتح الله -سبحانه- به عليّ.
8. أذكر بعض الفوائد المهمة الواردة في الحديث، من كتاب فتح الباري لابن حجر، أو من شرح النووي على مسلم، أو مما يفتح الله -سبحانه- به عليّ.
9. قسمت البحث إلى فصلين:
-الفصل الأول: تعامله صلى الله عليه وسلم مع المشركين.
-الفصل الثاني: تعامله صلى الله عليه وسلم مع أهل الكتاب.
وأشكر الله -سبحانه وتعالى- على ما منّ به علي وتفضل، من اختيار هذا الموضوع، والإبحار في درره، ثم الكتابة فيه، فله الحمد والمنة والفضل، وأسأل الله أن يحقق به شفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
كما أشكر جميع الإخوة الذين كان لهم الأثر الأكبر بعد الله في خروج هذا الكتاب؛ لما تفضلوا به من مراجعة أو توجيه من أساتذة وطلبة علم، فجزاهم الله عني خيراً، وشكر سعيهم، وغفر لهم ولوالديهم.
وأقول لأخي القارئ: ما وجدت من صواب فذلك من فضل ربي وتوفيقه، وما وجدت خلافه فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله، وأتوب إليه.
وأسأل الله الإعانة في إخراج بقية هذه السلسلة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
محمد بن عبدالرحمن بن ناصر الزير
0505246823
نص الحديث (م 7065):([7])
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: (قَالَ أَبُو جَهْلٍ: هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ([8]) بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟ قَالَ: فَقِيلَ: نَعَمْ، فَقَالَ: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ، أَوْ لَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ، قَالَ: فَأَتَى رَسُولَ اللهِ
صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، زَعَمَ؛ لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ، قَالَ: فَمَا فَجِئَهُمْ([9]) مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ([10]) وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وَهَوْلًا وَأَجْنِحَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا». قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ -عز وجل- لَا نَدْرِي فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ شَيْءٌ بَلَغَهُ -: {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ (7)([11]) إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ (8)([12]) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَىٰ (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّىٰ (10) أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَىٰ (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَىٰ (12) أَرَأَيْتَ([13]) إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ}- يَعْنِي أَبَا جَهْلٍ -{أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ (14) كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ(15) ([14]) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) ([15]) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17)([16]) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)([17]) كَلَّا لَا تُطِعْهُ } ([18]) ، زَادَ عُبَيْدُ اللهِ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: وَأَمَرَهُ بِمَا أَمَرَهُ بِهِ. وَزَادَ ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} [العلق: 17]، يَعْنِي قَوْمَهُ).([19])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. شجاعته صلى الله عليه وسلم، فقد أقدم على صلاته، وهو يعلم بما توعده به أبو جهل عليه من الله مايستحق، وأيضا مواجهته للملأ من قريش، وجهره بالدعوة، وإعلانه شعائر هذا الدين رغم تهديدهم له، وليس معه أنصار.
2. ثباته صلى الله عليه وسلم في صلاته مع أن كبير المشركين -وهو أبو جهل- قد جاء لينفذ ماتوعده به من أن يطأ على رقبته، صلى الله عليه وسلم.
الفوائد:
1. ثقته بربه -سبحانه- وبنصر الله له، وهو يقين يحتاجه المسلم.
2. نصر الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، وحفظه وكفايته له -سبحانه-، وهذه الكفاية تشمل المؤمنين. كما قال تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}([20])، وقال تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)}([21])
نص الحديث (خ 3856):([22])
عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: (سَأَلْتُ ابْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ: أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ شَيْءٍ صَنَعَهُ المُشْرِكُونَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي حِجْرِ الكَعْبَةِ([23])، إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، فَوَضَعَ ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ، فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا» فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى أَخَذَ بِمَنْكِبِهِ، وَدَفَعَهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ}([24]) ).([25])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. شجاعته صلى الله عليه وسلم فقد صلى أمام هؤلاء المشركين.
2. صبره صلى الله عليه وسلم على أذية المشركين البالغة، وهو يصلي.
3. تأنيه صلى الله عليه وسلم في هذه المرحلة، بعدم محاولة التقاتل، والمدافعة عن نفسه، وفي ذلك من الحِكم ما فيه.
الفوائد:
1. خشيته صلى الله عليه وسلم لربه، وتعظيمه للصلاة، فلم يقطع صلاته مع هذا الأذى.
2. أن المشركين لا يكتفون في عنادهم واستكبارهم برد الحق، بل يؤذون المسلمين بجميع وسائل الأذى ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا.
3. حكمته صلى الله عليه وسلم في الدعوة.
نص الحديث (خ240):([26])
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي عِنْدَ البَيْتِ، وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ، إِذْ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ([27]): أَيُّكُمْ يَجِيءُ بِسَلَى جَزُورِ([28]) بَنِي فُلاَنٍ، فَيَضَعُهُ عَلَى ظَهْرِ مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ؟ فَانْبَعَثَ([29]) أَشْقَى القَوْمِ([30]) فَجَاءَ بِهِ، فَنَظَرَ حَتَّى سَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَضَعَهُ عَلَى ظَهْرِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ لاَ أُغْنِي شَيْئًا، لَوْ كَانَ لِي مَنَعَةٌ([31])، قَالَ: فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ، وَيُحِيلُ([32]) بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ لاَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، حَتَّى جَاءَتْهُ فَاطِمَةُ، فَطَرَحَتْ عَنْ ظَهْرِهِ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ([33])». ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ([34]) إِذْ دَعَا عَلَيْهِمْ، قَالَ: وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الدَّعْوَةَ فِي ذَلِكَ البَلَدِ([35]) مُسْتَجَابَةٌ، ثُمَّ سَمَّى: «اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ، وَعَلَيْكَ بِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ» - وَعَدَّ السَّابِعَ، فَلَمْ يَحْفَظْ -، قَالَ: فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ عَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَرْعَى، فِي القَلِيبِ([36]) قَلِيبِ بَدْرٍ).([37])
وفي رواية للبخاري: (بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ، وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ، جَاءَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ بِسَلَى جَزُورٍ، فَقَذَفَهُ عَلَى ظَهْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ،. ......).([38])
وفي رواية لمسلم: (حَتَّى انْطَلَقَ إِنْسَانٌ، فَأَخْبَرَ فَاطِمَةَ، فَجَاءَتْ وَهِيَ جُوَيْرِيَةٌ، فَطَرَحَتْهُ عَنْهُ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَشْتِمُهُمْ. ..فَلَمَّا سَمِعُوا صَوْتَهُ ذَهَبَ عَنْهُمُ الضِّحْكُ، وَخَافُوا دَعْوَتَهُ..).([39])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. قوته وشجاعته صلى الله عليه وسلم فقد صلَّى أمام هؤلاء المشركين، ولم يخف منهم؛ بل شرع في عبادة ربه، وهم ينظرون إليه.
2. دعاؤه صلى الله عليه وسلم على أئمة الكفر وطغاته بأسمائهم سواء أكانوا أفرادا أم جماعة، بالهلاك إذا تبين له من حالهم، أو بالوحي، أنهم لن يؤمنوا، وإنما استحقوا الدعاء حينئذ؛ لما أقدموا عليه من الأذية له صلى الله عليه وسلم حال عبادته لربه.
3. حلمه صلى الله عليه وسلم عمن آذاه، فلم يرد على سفاهتهم، ولكنه لجأ إلى ربه بالدعاء عليهم([40]).
4. عدله صلى الله عليه وسلم فلم يدع على كل الملأ من قريش، وإنما دعا على صناديد الكفر الذين حملوا لواء العداوة، وقاموا بالأذى.
5. صبره صلى الله عليه وسلم وصموده في الدعوة إلى الله، وإخلاصه فيها، فكل خطب دونها يسير، فلم يحل بينه وبينها أذى المشركين.
6. الدعوة تكون بالقول والعمل، وهكذا كان صلى الله عليه وسلم داعيًا لهؤلاء المشركين إلى عبادة الله بمقاله، وبفعاله، وبأخلاقه.
الفوائد:
1. قوة يقينه بالله -سبحانه-، وأن الله ناصره ومنتقم له من أعدائه.
2. خشيته وتعظيمه صلى الله عليه وسلم لله -سبحانه وتعالى-، مما ظهر في صموده وثباته واستمراره في سجوده لربه، ولم يزده إيذاؤهم له إلا استغراقًا في العبادة.
3. تعظيمه صلى الله عليه وسلم للصلاة، فقد رافق جهره بالتوحيد ملازمته للصلاة والإكثار منها، وكانت هي العبادة الظاهرة التي يرد بها على عباداتهم الباطلة.
4. تعظيمه صلى الله عليه وسلم للدعاء، فقد كان يكثر منه ويلح فيه، فيعيد دعاءه ثلاثًا، متحريًا بذلك الأوقات والأماكن التي يستجاب فيها الدعاء، ومنها مكة، فقد كان الكفار يعظمون الدعاء فيها، وما ازدادت عند المسلمين إلا تعظيمًا.
5. معرفة الكفار بصدقه صلى الله عليه وسلم وخوفهم من دعائه، فقد تحول ضحكهم صمتًا، وسرورهم خوفًا؛ لأن للنبي صلى الله عليه وسلم دعوة مستجابة يعلمونها.([41])
6. قوة نفس فاطمة وشجاعتها رضي الله عنها، فقد شتمت أولئك الطغاة، ودعت عليهم دون أن يردوا عليها بشيء.([42])
نص الحديث (خ 4392):([43])
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: (جَاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ دَوْسًا قَدْ هَلَكَتْ: عَصَتْ وَأَبَتْ، فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا، وَأْتِ بِهِمْ»).([44])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. استقباله صلى الله عليه وسلم لهذا الصحابي -وهو الطفيل- واستماعه إلى طلبه بالدعاء على قبيلة دوس؛ لعصيانها.
2. حسن معالجته صلى الله عليه وسلم لما يعرض عليه، ومعالجته بما يراه مناسبًا وصالحًا، فهذه القبيلة المشركة مع إدبارها دعا لهم صلى الله عليه وسلم بالهداية، وأن يأتي الله بهم، حيث تؤمن غائلتهم، ويرجى تآلفهم.([45])
3. رحمته صلى الله عليه وسلم بالمدعوين، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}([46]).
الفوائد:
1. اهتمام الصحابة رضي الله عنهم بالدعوة إلى الله، وهذا ظهر في مجيء هذا الصحابي، وهو الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه، إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بأن قبيلة دوس عصت وأبت.
2. لجوء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه، والاستعانة به على هداية المدعوين، فهل يعي هذا الآباء مع أولادهم، والمربون والدعاة؟
نص الحديث (خ 1007):([47])
عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: (إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا رَأَى مِنَ النَّاسِ إِدْبَارًا، قَالَ: «اللَّهُمَّ سَبْعٌ كَسَبْعِ يُوسُفَ»، فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ([48]) حَصَّتْ([49]) كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى أَكَلُوا الجُلُودَ وَالمَيْتَةَ وَالجِيَفَ، وَيَنْظُرَ أَحَدُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ، فَيَرَى الدُّخَانَ مِنَ الجُوعِ، فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَانَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ تَأْمُرُ بِطَاعَةِ اللَّهِ، وَبِصِلَةِ الرَّحِمِ، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا([50])، فَادْعُ اللَّهَ لَهُمْ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ}([51]).([52]) إِلَى قَوْلِهِ {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ}([53]). فَالْبَطْشَةُ: يَوْمَ بَدْرٍ، وَقَدْ مَضَتِ الدُّخَانُ وَالبَطْشَةُ وَاللِّزَامُ وَآيَةُ الرُّومِ)([54])
وفي رواية لمسلم: فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَغْفِرِ اللهَ لِمُضَرَ؛ فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا، فَقَالَ: «لِمُضَرَ؟ إِنَّكَ لَجَرِيءٌ([55])» قَالَ: فَدَعَا اللهَ لَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ:{إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}([56]). قَالَ: فَمُطِرُوا، فَلَمَّا أَصَابَتْهُمُ الرَّفَاهِيَةُ، قَالَ: عَادُوا إِلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11)}([57]) {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ}([58]). قَالَ: يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ.([59])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. اتخاذه صلى الله عليه وسلم في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام جميع الأساليب المشروعة الممكنة والموصلة إلى الحق. وذلك عندما: دعا قريشاً إلى الإسلام فأبطؤوا عليه، فقال: اللهم أعني.. ثم جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو لهم فمطروا، ثم عادوا إلى ما كانوا عليه، فوعظهم، ودعا لهم، ثم دعا عليهم، ثم دعا لهم.
2. أنه صلى الله عليه وسلم لم يبدأ بالدعاء على المشركين منذ أول وهلة، بل أخر الدعاء عليهم إلى أن عاندوا، واستكبروا، و أدبروا عن اتباع الحق.
3. حسن خلقه صلى الله عليه وسلم, ورحمته بالخلق, وصلته لرحمه، حتى ولو كانوا كافرين.
4. استماعه صلى الله عليه وسلم لطلب المشركين وشكواهم من الجدب والقحط رجاء إسلامهم، فعلى الرغم من عداوة قريش للرسول صلى الله عليه وسلم، ومعاندته، واستفراغ الوسع في معاداته، فقد اجتهد في دعاء ربه طمعاً في هدايته.
5. سعة صدره وحلمه صلى الله عليه وسلم مع من أساؤوا إليه من المشركين، فمع إساءتهم إليه، يطلبون منه أن يستسقي لهم.
6. رفقه صلى الله عليه وسلم حتى في دعائه على هؤلاء المشركين، فلم يدع عليهم بأن يهلكهم عن آخرهم، بل قال: (اللهم أعني عليهم)([60])، وهذا يذكرنا بموقفه صلى الله عليه وسلم عندما ( أرسل الله إليه ملك الجبال، فقال: تريد أن أطبق عليهم الأخشبين...)([61])
7. حرصه صلى الله عليه وسلم على تحقيق الهدف الأسمى والأعظم، وهو دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، وإنقاذهم مما هم فيه من الضلال، فبعد أن عاندوا وكابروا وآذوا وصدوا عن دين الله طلب من الله أن يعينه عليهم بأن يصيبهم القحط حتى يراجعوا أنفسهم؛ ولهذا قال: ( اللهم أعني عليهم......) فهو يطلب الإعانة على هذا الأمر العظيم الذي أهمه، وليس المراد التشفي أو هلاكهم عن آخرهم.
الفوائد:
1. لجوؤه صلى الله عليه وسلم إلى الله -سبحانه-بالدعاء والتضرع إليه؛ ليعينه في دعوته، ثم في أن يغيث هؤلاء المشركين.
2. من إكرام الله -سبحانه وتعالى- لنبيه صلى الله عليه وسلم استجابة الله دعاءه في جميع الحالات، ففي الحالة الأولى لما عاندوا واستكبروا دعا عليهم، وفي الحالة الثانية لما أصابهم الجدب والقحط، وجاؤوا يشكون إليه حالهم، حتى صار المشركون إذا نظر أحدهم إلى السماء لا يراها، بل يرى دخان يحول بينه وبينها من شدة الجوع.
3. أنه كما شرع الدعاء بالاستسقاء للمؤمنين، كذلك شرع الدعاء بالقحط على الكافرين؛ لأن فيه إضعافهم، وهو نفع للمسلمين. فقد ظهر من ثمرة ذلك التجاؤهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو لهم برفع القحط.([62])
4. ثناء المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حباه الله من صفات عظيمة، من الصدق والأمانة والشفقة والرحمة، واعترافهم بفضله ومكانته مع معاداتهم له.
5. ما أحلم الله على خلقه، فإن هؤلاء المعاندين يعرفون أن الله هو الذي ينزل الغيث، ومع ذلك لم يؤمنوا بأنه إله واحد، نعوذ بالله من العناد والاستكبار. قال تعالى: {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}([63]).
6. قلة الحياء والأدب عند هؤلاء المشركين، حيث آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل أنواع الأذى، ومع ذلك يأتون إليه، ويطلبون منه أن يستسقي لهم؛ ولذا قال صلى الله عليه وسلم لأبي سفيان: (إنك لجريء).
نص الحديث (خ 1360):([64])
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: (أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الوَفَاةُ([65]) جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ المُغِيرَةِ،([66]) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي طَالِبٍ: " يَا عَمِّ، قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ " فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ؟ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ، وَيَعُودَانِ([67]) بِتِلْكَ المَقَالَةِ حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ: هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ([68])، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا وَاللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ» فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ}([69]). الآيَةَ). وفي رواية مسلم إضافة: (وأنزل الله تعالى في أبي طالب، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ([70]) وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }([71])).([72])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. اهتمامه صلى الله عليه وسلم بدعوة غير المسلم إلى الإسلام، سواء كان قريباً له أو غير قريب.
2. تحريه صلى الله عليه وسلم الألفاظ التي فيها استعطاف للقلوب في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، مثل قوله: (يا عم).
3. تكراره صلى الله عليه وسلم دعوة غير المسلمين إلى الإسلام أكثر من مرة.
4. قيامه صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله مع وجود هؤلاء المشركين المعاندين الصادين عن دين الله، وتكرار الطلب.
5. وفاؤه ومحبته صلى الله عليه وسلم لعمه، فقد ذهب إليه، ودعاه إلى الإسلام، وهذا من عنايته بأقاربه، وهم غير مسلمين.
6. عنايته صلى الله عليه وسلم الفائقة ومحبته لعمه وشفقته عليه، ولمّا رأى أنه مصرٌ على الشرك قال: (أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك)، وتوكيده صلى الله عليه وسلم ذلك باليمين؛ تطييباً لنفس عمه أبي طالب.
7. حرصه صلى الله عليه وسلم وصبره وثباته في دعوة غير المسلمين للإسلام، مع مايسمعه من كلام أبي جهل وصاحبه، كما في هذه القصة.
الفوائد:
1. أدبه صلى الله عليه وسلم مع ربه، حيث قال: (لأستغفرن لك مالم أنه عنك).
2. الهداية مطلب عظيم لا يملكها إلا الله، فعلى المسلم إذا هداه الله أن يحافظ على هذه النعمة، وعليه أن يبذل الأسباب في دعوة الآخرين بالأساليب الحسنة، ولكن يجب أن يعلم أن الهداية بيد الله -سبحانه وتعالى-: { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }([73])
3. من عجائب الاتفاق أن الذين أدركهم الإسلام من أعمام النبي صلى الله عليه وسلم أربعة، أسلم منهم اثنان هما حمزة والعباس، ولم يسلم اثنان، هما أبو طالب، واسمه عبد مناف، وأبو لهب، واسمه عبد العزى.([74])
4. استسلامه لربه -سبحانه-فبعد ذهابه إلى عمه، وطلبه منه الإسلام، ومحاولته معه عدة مرات، ومقابلته ذلك كله بالرفض، واستغفاره له، ثم نهي الله له عن ذلك، فلم يتجاوز حدوده صلى الله عليه وسلم، بل رضي بقضاء الله وقدره، وتوقف عن الاستغفار له، وأنزل الله: { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }([75])
نص الحديث (خ 3883):([76])
عن العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ رضي الله عنه، قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (مَا أَغْنَيْتَ عَنْ عَمِّكَ([77])؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ([78]) وَيَغْضَبُ لَكَ؟ قَالَ: «هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ([79]) مِنْ نَارٍ، وَلَوْلاَ أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرَكِ([80]) الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ».([81])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. شفاعته صلى الله عليه وسلم لعمه وهو مشرك؛ مكافأة له على إحسانه إليه.
2. تذكره صلى الله عليه وسلم للجميل المسدى إليه، واعترافه به.
3. استغفاره صلى الله عليه وسلم لعمه، وهو مشرك حتى نهي عنه.
4. بيانه صلى الله عليه وسلم لأثر شفاعته لعمه، وأنه خفف عنه العذاب بسبب هذه الشفاعة.
الفوائد:
1. إكرام الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في قبول شفاعته.
2. جواز التعامل مع غير المسلم، والاستفادة منه فيما فيه مصلحة للإسلام والمسلمين.
3. رد الجميل لمن أحسن إليك، ولو كان غير مسلم.
4. حسن الوفاء من الإسلام.
نص الحديث (خ 4770):([82])
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ }([83]). صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الصَّفَا، فَجَعَلَ يُنَادِي: «يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ» - لِبُطُونِ قُرَيْشٍ - حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ مَا هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ، فَقَالَ: «أَرَأَيْتَكُمْ([84]) لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟» قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا، قَالَ: «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ([85]) بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ»، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ([86]): تَبًّا لَكَ سَائِرَ اليَوْمِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ فَنَزَلَتْ: { مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ }([87]).
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. نداؤه صلى الله عليه وسلم للقبائل من كفار قريش قبل عشيرته الأقربين، ليكرر إنذار عشيرته، ولدخول قريش كلها في أقاربه، ولأن إنذار العشيرة يقع بالطبع، وإنذار غيرهم يكون بطريق الأولى.([88])
2. اهتمامه صلى الله عليه وسلم بدعوة غير المسلمين إلى الإسلام، وبذل الخير، وإيصاله إلى الناس.
3. اهتمامه صلى الله عليه وسلم بتسمية كل قبيلة باسمها؛ وذلك أدعى إلى الاستجابة في الدخول في دين الله، وإقامة الحجة عليهم.
4. عنايته صلى الله عليه وسلم بأقاربه وعشيرته، ولو كانوا غير المسلمين، فلمَّا نادى القبائل البعيدة نادى القريبين عامة، ثم نادى الأقربين، ثم الأقرب، فالأقرب.
5. اتخاذه صلى الله عليه وسلم للأسلوب البرهاني الذي سبق بيانه وهو: (أرأيتم لو أخبرتكم. ..) مع المدعوين من المشركين وغيرهم، وكل ذلك من أجل قبول ما سيدعوهم إليه.
6. صبره صلى الله عليه وسلم على ما لاقاه من عمه أبي لهب المشرك، ومن كان على شاكلته، فقد سب وأرعد وأزبد، ومع ذلك لم يزده ذلك إلا تمسكًا واستمرارًا وثباتًا، عاملًا بقوله سبحانه: { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }([89]).
7. تواضعه صلى الله عليه وسلم لربه وعدم تجاوز حدوده، حين قال لأقاربه الأقربين من عمه وزوجه: (إني لا أغني عنكم من الله شيئًا).
8. بيانه صلى الله عليه وسلم أن النجاة لا تكون إلا باتباع الحق، والاستجابة لأمر الله.
9. أن القرابة من النبي صلى الله عليه وسلم لا تنفع، إلا بأن يسبق ذلك الإيمان بالله سبحانه.
10. عنايته صلى الله عليه وسلم بأن يصل الصوت إلى أبعد مسافة ما استطاع إلى ذلك سبيلًا؛ ولذا صعد على الصفا حتى يرتفع، وينتشر صوته.
الفوائد:
1. سرعة استجابته صلى الله عليه وسلم لأمر ربه -سبحانه وتعالى- فبعد نزول قول الله تعالى: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ }([90]). صعد على الصفا.
2. أن الداعية إذا صدق مع الله، وثبت على دعوته إلى الله، وصبر على ما قد يصيبه من أذى وصد عن القيام بالدعوة، فالله يتولى حفظه، وينتقم له ممن عاداه، وآذاه في الدنيا والآخرة.
3. إكرام الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فقد صرف عنه كيد المشركين، وأذاهم.
نص الحديث (خ 2801):([91])
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَقْوَامًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ([92]) إِلَى بَنِي عَامِرٍ فِي سَبْعِينَ، فَلَمَّا قَدِمُوا قَالَ لَهُمْ خَالِي: أَتَقَدَّمُكُمْ، فَإِنْ أَمَّنُونِي حَتَّى أُبَلِّغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِلَّا كُنْتُمْ مِنِّي قَرِيبًا، فَتَقَدَّمَ فَأَمَّنُوهُ، فَبَيْنَمَا يُحَدِّثُهُمْ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَوْمَؤُوا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ فَطَعَنَهُ، فَأَنْفَذَهُ([93])، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فُزْتُ، وَرَبِّ الكَعْبَةِ، ثُمَّ مَالُوا عَلَى بَقِيَّةِ أَصْحَابِهِ، فَقَتَلُوهُمْ إِلَّا رَجُلًا أَعْرَجَ صَعِدَ الجَبَلَ. قَالَ هَمَّامٌ: فَأُرَاهُ آخَرَ مَعَهُ، «فَأَخْبَرَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُمْ قَدْ لَقُوا رَبَّهُمْ، فَرَضِيَ عَنْهُمْ، وَأَرْضَاهُمْ»، فَكُنَّا نَقْرَأُ([94]): "أَنْ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا، وَأَرْضَانَا" ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ، فَدَعَا عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا([95]) عَلَى رِعْلٍ،([96]) وَذَكْوَانَ، وَبَنِي لَحْيَانَ، وَبَنِي عُصَيَّةَ الَّذِينَ عَصَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).([97])
1545 م: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: (دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعُونَةَ ثَلَاثِينَ صَبَاحًا، يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَلِحْيَانَ، وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللهِ وَرَسُولَهُ) قَالَ أَنَسٌ: (أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الَّذِينَ قَتَلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنًا قَرَأْنَاهُ حَتَّى نُسِخَ بَعْدُ: أَنْ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا، فَرَضِيَ عَنَّا، وَرَضِينَا عَنْهُ)([98])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. دعاؤه صلى الله عليه وسلم على رعل وذكوان وبني لحيان من القبائل المشركة أربعين يومًا بسبب غدرهم ونكثهم العهود. والدعاء من أعظم مايستنصر به على الأعداء، كما فعله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، وغيرها من المواضع، وكذلك الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام.
2. تعظيمه صلى الله عليه وسلم لجرم نقض العهد من قبل المشركين، بل هذا معظم في جميع الشرائع، حتى أهل الجاهلية يعظمونه.
3. حرصه صلى الله عليه وسلم على دعوة غير المسلمين إلى الله، وتنوع أساليب الدعوة، ومن ذلك إرسال الرسل الذين يبلغون الناس عنه صلى الله عليه وسلم.
4. صبره صلى الله عليه وسلم على هذا الحدث الجلل، وهو غدر المشركين بصحابته رضي الله عنهم.
5. ثباته ورباطة جأشه صلى الله عليه وسلم، فهذا الحدث الجلل مع عظمه وخطره لم يفت في عضده صلى الله عليه وسلم، ولم يثنه عن العمل في الدعوة إلى الله.
الفوائد:
1. حرصه صلى الله عليه وسلم على تعليم الناس القرآن، وأمور دينهم.
2. محبته صلى الله عليه وسلم لصحابته كثيًرا، وحزنه على فراقهم.
3. تمكن الإيمان من قلوب صحابته رضي الله عنهم.
4. حسن تربيته صلى الله عليه وسلم لصحابته في أنهم كانوا يتسابقون في تنفيذ أمره، ولوكان في ذلك خطرٌ على حياتهم رضي الله عنهم.
نص الحديث (خ 64):([99])
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (بَعَثَ بِكِتَابِهِ رَجُلًا([100])، وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ البَحْرَيْنِ([101]) فَدَفَعَهُ عَظِيمُ البَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى([102])، فَلَمَّا قَرَأَهُ مَزَّقَهُ، فَحَسِبْتُ([103]) أَنَّ ابْنَ المُسَيِّبِ قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ)([104])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. حرصه صلى الله عليه وسلم على دعوة غير المسلمين إلى الإسلام.
2. اهتمامه صلى الله عليه وسلم بأن تصل كتبه إلى الملوك والرؤساء.
3. تبليغه صلى الله عليه وسلم دين الله عبر الوسائل المتاحة، ومن ذلك الرسائل للمشركين.([105])
4. دعاؤه صلى الله عليه وسلم بعد أن أقدم كسرى على تمزيق كتابه صلى الله عليه وسلم بأن يمزق الله ملكه.([106])
الفوائد:
1. لجوء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أعظم سلاح، وهو الدعاء، وذلك عندما تجرأ هذا المشرك على تمزيق كتاب النبي صلى الله عليه وسلم.
2. أن الكتاب قد ينسب إلى قائله، وليس إلى كاتبه، فالرسول صلى الله عليه وسلم لايكتب، ولايقرأ، ومع ذلك نُسب الكتاب له.
3. بذل الصحابة رضي الله عنهم نفوسهم وأموالهم في سبيل تبليغ دين الإسلام، في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعده، فجزاهم الله عن الإسلام خير الجزاء.
نص الحديث (خ 344):([107])
عَنْ عِمْرَانَ رضي الله عنه، قَالَ: (كُنَّا فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّا أَسْرَيْنَا([108]) حَتَّى كُنَّا فِي آخِرِ اللَّيْلِ، وَقَعْنَا وَقْعَةً([109])، وَلاَ وَقْعَةَ أَحْلَى عِنْدَ المُسَافِرِ مِنْهَا، فَمَا أَيْقَظَنَا إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ فُلاَنٌ، ثُمَّ فُلاَنٌ، ثُمَّ فُلاَنٌ يُسَمِّيهِمْ أَبُو رَجَاءٍ، فَنَسِيَ عَوْفٌ ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ الرَّابِعُ وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَامَ لَمْ يُوقَظْ حَتَّى يَكُونَ هُوَ يَسْتَيْقِظُ؛ لِأَنَّا لاَ نَدْرِي مَا يَحْدُثُ لَهُ فِي نَوْمِهِ،([110]) فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ عُمَرُ وَرَأَى مَا أَصَابَ النَّاسَ، وَكَانَ رَجُلًا جَلِيدًا([111])، فَكَبَّرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ، فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ، وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى اسْتَيْقَظَ بِصَوْتِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ شَكَوْا إِلَيْهِ الَّذِي أَصَابَهُمْ([112])، قَالَ: «لاَ ضَيْرَ- أَوْ لاَ يَضِيرُ - ارْتَحِلُوا»، فَارْتَحَلَ، فَسَارَ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ نَزَلَ، فَدَعَا بِالوَضُوءِ، فَتَوَضَّأَ، وَنُودِيَ بِالصَّلاَةِ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا انْفَتَلَ([113]) مِنْ صَلاَتِهِ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مُعْتَزِلٍ لَمْ يُصَلِّ مَعَ القَوْمِ، قَالَ: «مَا مَنَعَكَ يَا فُلاَنُ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ القَوْمِ؟» قَالَ: أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ، وَلاَ مَاءَ، قَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ، فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ»، ثُمَّ سَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَاشْتَكَى إِلَيْهِ النَّاسُ مِنَ العَطَشِ، فَنَزَلَ فَدَعَا فُلاَنًا([114]) - كَانَ يُسَمِّيهِ أَبُو رَجَاءٍ نَسِيَهُ عَوْفٌ - وَدَعَا عَلِيًّا، فَقَالَ: «اذْهَبَا، فَابْتَغِيَا المَاءَ»، فَانْطَلَقَا، فَتَلَقَّيَا امْرَأَةً بَيْنَ مَزَادَتَيْنِ([115]) - أَوْ سَطِيحَتَيْنِ- مِنْ مَاءٍ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا، فَقَالاَ لَهَا: أَيْنَ المَاءُ؟ قَالَتْ: عَهْدِي بِالْمَاءِ أَمْسِ هَذِهِ السَّاعَةَ، وَنَفَرُنَا([116]) خُلُوفٌ([117])، قَالاَ لَهَا: انْطَلِقِي إِذًا، قَالَتْ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالاَ: إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: الَّذِي يُقَالُ لَهُ: الصَّابِئُ، قَالاَ: هُوَ الَّذِي تَعْنِينَ، فَانْطَلِقِي، فَجَاءَا بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَحَدَّثَاهُ الحَدِيثَ، قَالَ: فَاسْتَنْزَلُوهَا عَنْ بَعِيرِهَا،([118]) وَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِإِنَاءٍ، فَفَرَّغَ فِيهِ مِنْ أَفْوَاهِ المَزَادَتَيْنِ - أَوْ سَطِيحَتَيْنِ - وَأَوْكَأَ.([119]) أَفْوَاهَهُمَا وَأَطْلَقَ العَزَالِيَ([120])، وَنُودِيَ فِي النَّاسِ اسْقُوا وَاسْتَقُوا، فَسَقَى مَنْ شَاءَ، وَاسْتَقَى مَنْ شَاءَ، وَكَانَ آخِرُ ذَاكَ أَنْ أَعْطَى الَّذِي أَصَابَتْهُ الجَنَابَةُ إِنَاءً مِنْ مَاءٍ، قَالَ: «اذْهَبْ فَأَفْرِغْهُ عَلَيْكَ»، وَهِيَ قَائِمَةٌ تَنْظُرُ إِلَى مَا يُفْعَلُ بِمَائِهَا، وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ أُقْلِعَ عَنْهَا، وَإِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْنَا أَنَّهَا أَشَدُّ مِلْأَةً مِنْهَا حِينَ ابْتَدَأَ فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اجْمَعُوا لَهَا»، فَجَمَعُوا لَهَا مِنْ بَيْنِ عَجْوَةٍ وَدَقِيقَةٍ وَسَوِيقَةٍ([121]) حَتَّى جَمَعُوا لَهَا طَعَامًا، فَجَعَلُوهَا فِي ثَوْبٍ، وَحَمَلُوهَا عَلَى بَعِيرِهَا، وَوَضَعُوا الثَّوْبَ بَيْنَ يَدَيْهَا، قَالَ لَهَا: «تَعْلَمِينَ، مَا رَزِئْنَا مِنْ مَائِكِ شَيْئًا، وَلَكِنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي أَسْقَانَا»، فَأَتَتْ أَهْلَهَا، وَقَدِ احْتَبَسَتْ عَنْهُمْ، قَالُوا: مَا حَبَسَكِ يَا فُلاَنَةُ؟ قَالَتْ: العَجَبُ، لَقِيَنِي رَجُلاَنِ، فَذَهَبَا بِي إِلَى هَذَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ: الصَّابِئُ، فَفَعَلَ كَذَا وَكَذَا، فَوَاللَّهِ، إِنَّهُ لَأَسْحَرُ النَّاسِ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ وَهَذِهِ، وَقَالَتْ: بِإِصْبَعَيْهَا([122]) الوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ، فَرَفَعَتْهُمَا إِلَى السَّمَاءِ - تَعْنِي السَّمَاءَ وَالأَرْضَ - أَوْ إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، فَكَانَ المُسْلِمُونَ بَعْدَ ذَلِكَ يُغِيرُونَ عَلَى مَنْ حَوْلَهَا مِنَ المُشْرِكِينَ، وَلاَ يُصِيبُونَ الصِّرْمَ([123]) الَّذِي هِيَ مِنْهُ، فَقَالَتْ يَوْمًا لِقَوْمِهَا: مَا أُرَى أَنَّ هَؤُلاَءِ القَوْمَ يَدَعُونَكُمْ عَمْدًا،([124]) فَهَلْ لَكُمْ فِي الإِسْلاَمِ؟ فَأَطَاعُوهَا، فَدَخَلُوا فِي الإِسْلاَمِ). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: "صَبَأَ: خَرَجَ مِنْ دِينٍ إِلَى غَيْرِهِ ".([125])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. حسن أدبه صلى الله عليه وسلم مع هذه المرأة المشركة، فلم يؤاخذها بقولها: الصابئ.
2. حسن خطابه صلى الله عليه وسلم مع هذه المرأة الأجنبية الكافرة، في قوله: [ما رزئنا من مائك شيئاً، ولكن الله هو الذي أسقانا].
3. دعوته صلى الله عليه وسلم لهذه المرأة إلى التوحيد أثناء قوله: (وَلَكِنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي أَسْقَانَا).
4. كرمه ومروءته ووفاؤه صلى الله عليه وسلم مع هذه المرأة المشركة، حيث أمر صحابته بأن يجمعوا لها ما تيسر من الطعام، ووضعوه لها في ثوب، وحملوها على بعيرها، ووضعوا الثوب بين يديها، وفي ذلك تربية لأصحابه على الكرم والمكافأة على المعروف.
5. أنه صلى الله عليه وسلم في دعوته لغير المسلمين إلى الإسلام لم يقتصر على الكلمة المباشرة، بل تجاوز ذلك إلى حسن التعامل، وحسن الخلق، والعطاء، ظهر أثر ذلك مع هذه المرأة وقومها (حينما قدموا بعد ذلك، وأسلموا)، وما أحوج المسلمين إلى مثل هذا في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، وخاصة الدعاة والعاملين في هذا المجال.
6. عدم إغارته صلى الله عليه وسلم على أهل هذه المرأة، أو تأخير ذلك؛ لما أصابوا من مائها ورجاء إسلامهم.([126])
7. رفقه صلى الله عليه وسلم ورفق صحابته في تعاملهم مع هذه المرأة المشركة.
الفوائد:
1. حسن أدبه صلى الله عليه وسلم مع ربه -سبحانه- حينما قال: (ولكن الله هو الذي أسقانا).
2. وفي استعمال عمر رضي الله عنه للتكبير سلوك طريق الأدب، والجمع بين المصلحتين، وخص التكبير؛ لأنه أصل الدعاء إلى الصلاة.([127])
3. إجلال الصحابة رضي الله عنهم وكمال أدبهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث لم يتجرؤوا على إيقاظه.
4. نباهة عمر رضي الله عنه في كيفية إيقاظ النبي صلى الله عليه وسلم.
5. صدقهم رضي الله عنهم في الحديث، ورفقهم في تفاعلهم مع هذه المرأة.
6. مناداته صلى الله عليه وسلم للصلاة، مع أنه قد فات وقتها، وجاء في رواية مسلم من حديث أبي قتادة التصريحُ بالتأذين.([128])
7. قضاء الصلاة الفائتة، ولو بعد خروج وقتها، والمبادرة بذلك.
8. البعد عن المكان الذي حضر فيه الشيطان، كما في صحيح مسلم.([129])
9. مشروعية الأذان والجماعة للفوائت.([130])
نص الحديث (خ 4566):([131])
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَخْبَرَهُ: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَى قَطِيفَةٍ فَدَكِيَّةٍ([132])، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَرَاءَهُ يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي الحَارِثِ بْنِ الخَزْرَجِ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، قَالَ: حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، فَإِذَا فِي المَجْلِسِ أَخْلاَطٌ مِنَ المُسْلِمِينَ وَالمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ وَاليَهُودِ وَالمُسْلِمِينَ، وَفِي المَجْلِسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا غَشِيَتِ المَجْلِسَ عَجَاجَةُ([133]) الدَّابَّةِ، خَمَّرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: لاَ تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا، فَسَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ، ثُمَّ وَقَفَ، فَنَزَلَ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ القُرْآنَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ: أَيُّهَا المَرْءُ، إِنَّهُ لاَ أَحْسَنَ مِمَّا تَقُولُ، إِنْ كَانَ حَقًّا فَلاَ تُؤْذِنَا بِهِ فِي مَجْلِسِنَا، ارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ([134]) فمَنْ جَاءَكَ فَاقْصُصْ عَلَيْهِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: بَلَى، يَارَسُولَ اللَّهِ، فَاغْشَنَا([135]) بِهِ فِي مَجَالِسِنَا، فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ، فَاسْتَبَّ المُسْلِمُونَ وَالمُشْرِكُونَ وَاليَهُودُ، حَتَّى كَادُوا يَتَثَاوَرُونَ([136])، فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَنُوا، ثُمَّ رَكِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دَابَّتَهُ، فَسَارَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " يَا سَعْدُ، أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ؟ - يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ - قَالَ: كَذَا وَكَذَا "، قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اعْفُ عَنْهُ وَاصْفَحْ عَنْهُ، فَوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ لَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالحَقِّ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ، لَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ البُحَيْرَةِ([137]) عَلَى أَنْ يُتَوِّجُوهُ([138]) فَيُعَصِّبُوهُ بِالعِصَابَةِ([139])، فَلَمَّا أَبَى اللَّهُ ذَلِكَ بِالحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ شَرِقَ([140]) بِذَلِكَ، فَذَلِكَ فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ، فَعَفَا عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عَنِ المُشْرِكِينَ، وَأَهْلِ الكِتَابِ، كَمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ، وَيَصْبِرُونَ عَلَى الأَذَى، قَالَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: { وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا }([141]) الآيَةَ، وَقَالَ اللَّهُ: { وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم }([142]) إِلَى آخِرِ الآيَة، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَأَوَّلُ العَفْوَ([143]) مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ، حَتَّى أَذِنَ اللَّهُ فِيهِمْ،([144]) فَلَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَدْرًا، فَقَتَلَ اللَّهُ بِهِ صَنَادِيدَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، قَالَ ابْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ المُشْرِكِينَ وَعَبَدَةِ الأَوْثَانِ: هَذَا أَمْرٌ قَدْ تَوَجَّهَ، فَبَايَعُوا الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم عَلَى الإِسْلاَمِ، فَأَسْلَمُوا).([145])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. إلقاؤه صلى الله عليه وسلم السلام على هذه المجموعة من المسلمين، والمنافقين واليهود والمشركين.
2. حسن معالجته صلى الله عليه وسلم للخلافات، وتسكين الثائرة التي حدثت بين المسلمين والمشركين حتى سكنوا.
3. صبره وحلمه صلى الله عليه وسلم على أذية هؤلاء الكفار في ردهم العنيف للنبي صلى الله عليه وسلم.
4. اغتنامه صلى الله عليه وسلم الفرص لدعوة المشركين وغيرهم إلى الله -سبحانه وتعالى-.
5. تواضعه صلى الله عليه وسلم وأسلوبه الناجح في الدعوة حين نزل من الدابة.
6. تجاهله صلى الله عليه وسلم لموقف وكلام عبدالله بن أبيّ بن سلول، وكلامه.
7. تلاوته صلى الله عليه وسلم للقرآن على المدعوين.
8. أدب رفيع، وخلق جميل منه صلى الله عليه وسلم، حتى مع هذا المنافق، وهو عبدالله بن أبيّ، فقد تطاول في الكلام، ولم يقاطعه، أو يسكته صلى الله عليه وسلم، مع ما تلفظ به من كلام قبيح، و لم يسمه بغير اسمه، أو وصفه بصفة أخرى، بل كناه النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك.
9. إبلاغه صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة رضي الله عنه بما قال عبدالله بن أبي ابن سلول كبير المنافقين، واستماعه صلى الله عليه وسلم لاعتذار سعد بن عبادة عن صنع عبدالله بن أبيّ بن سلول.
10. استجابته صلى الله عليه وسلم لطلب صحابته بالعفو عن عبدالله بن أبي سلول، وهو من المنافقين.
الفوائد:
1. محبة الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه.
2. طلب الصحابة رضي الله عنهم من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقرأ عليهم القرآن، وأن يزورهم في مجالسهم، ويدعوهم إلى الله.
3. الحاجة إلى التلطف بالمدعويين.
4. على الداعية أن يوطن نفسه على التعامل مع مختلف أجناس الناس، ويصبر على أذاهم.
نص الحديث (خ 5979):([146])
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: (قَدِمَتْ أُمِّي([147]) وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ وَمُدَّتِهِمْ إِذْ عَاهَدُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، مَعَ ابْنِهَا([148])، فَاسْتَفْتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ، وَهِيَ رَاغِبَةٌ؟([149])، أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ»)([150])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. عنايته صلى الله عليه وسلم بشأن الوالدين ولو كانا غير مسلمين، قال تعالى: { وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }([151]).
2. أعطى صلى الله عليه وسلم العالم أجمع درسا عظيما، وهو: أن هذا الدين يؤكد حق التواصل مع الوالدين، ولو كانا على غير الإسلام، بل جعل للجار غير المسلم حقاً، ولو لم يكن بينك وبينه قرابة، فما أعظمه من دين! فلله الحمد والمنة.
3. أنه صلى الله عليه وسلم لم يجعل صلة الأم وهي مشركة، موقوفة على إذن الزوج.([152])
4. تأكيده صلى الله عليه وسلم شأن حق الأم، حيث أجابها بقوله: (صلي أمك)، ولم يكتف بقوله: (نعم).
الفوائد:
1. حرص الصحابة رضي الله عنهم على السؤال عما أشكل عليهم، فقد سألت أسماء رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يتعلق بأمر دينها من التعامل مع أمها المشركة، وهكذا كان بقية أصحابه، رضوان الله عليهم.([153])
نص الحديث (خ 2711-2712):([154])
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، (أَنَّهُ سَمِعَ مَرْوَانَ، وَالمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُخْبِرَانِ، عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَمَّا كَاتَبَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو يَوْمَئِذٍ كَانَ فِيمَا اشْتَرَطَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ لا يَأْتِيكَ مِنَّا أَحَدٌ، وَإِنْ كَانَ عَلَى دِينِكَ، إِلَّا رَدَدْتَهُ إِلَيْنَا، وَخَلَّيْتَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ، فَكَرِهَ المُؤْمِنُونَ ذَلِكَ، وَامْتَعَضُوا([155]) مِنْهُ، وَأَبَى سُهَيْلٌ إِلَّا ذَلِكَ، فَكَاتَبَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى ذَلِكَ، فَرَدَّ يَوْمَئِذٍ أَبَا جَنْدَلٍ إِلَى أَبِيهِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَلَمْ يَأْتِهِ أَحَدٌ مِنَ الرِّجَالِ إِلَّا رَدَّهُ فِي تِلْكَ المُدَّةِ، وَإِنْ كَانَ مُسْلِمًا، وَجَاءَتِ المُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ، وَكَانَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ مِمَّنْ خَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ، وَهِيَ عَاتِقٌ([156])، فَجَاءَ أَهْلُهَا يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرْجِعَهَا إِلَيْهِمْ، فَلَمْ يُرْجِعْهَا إِلَيْهِمْ؛ لِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ } ([157]) إِلَى قَوْلِهِ: { لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ }).([158])
2731-2732: عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمَرْوَانَ، يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدِيثَ صَاحِبِهِ، قَالاَ: (خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الحُدَيْبِيَةِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ خَالِدَ بْنَ الوَلِيدِ بِالْغَمِيمِ([159]) فِي خَيْلٍ لِقُرَيْشٍ طَلِيعَةٌ([160])، فَخُذُوا ذَاتَ اليَمِينِ» فَوَاللَّهِ مَا شَعَرَ بِهِمْ خَالِدٌ حَتَّى إِذَا هُمْ بِقَتَرَةِ([161]) الجَيْشِ، فَانْطَلَقَ يَرْكُضُ نَذِيرًا لِقُرَيْشٍ، وَسَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ([162]) الَّتِي يُهْبَطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، فَقَالَ النَّاسُ: حَلْ حَلْ([163]) فَأَلَحَّتْ([164])، فَقَالُوا: خَلَأَتْ([165]) القَصْوَاءُ([166])، خَلَأَتْ القَصْوَاءُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا خَلَأَتْ القَصْوَاءُ، وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الفِيلِ([167])»، ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لاَ يَسْأَلُونِي خُطَّةً([168]) يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ([169]) إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا»، ثُمَّ زَجَرَهَا، فَوَثَبَتْ، قَالَ: فَعَدَلَ عَنْهُمْ([170]) حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَى الحُدَيْبِيَةِ([171]) عَلَى ثَمَدٍ([172]) قَلِيلِ المَاءِ، يَتَبَرَّضُهُ([173]) النَّاسُ تَبَرُّضًا، فَلَمْ يُلَبِّثْهُ([174]) النَّاسُ حَتَّى نَزَحُوهُ، وَشُكِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم العَطَشُ، فَانْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ فِيهِ، فَوَاللَّهِ مَا زَالَ يَجِيشُ([175]) لَهُمْ بِالرِّيِّ حَتَّى صَدَرُوا عَنْهُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الخُزَاعِيُّ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَانُوا عَيْبَةَ نُصْحِ([176]) رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ تِهَامَةَ، فَقَالَ: إِنِّي تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَيٍّ، وَعَامِرَ بْنَ لُؤَيٍّ نَزَلُوا أَعْدَادَ([177]) مِيَاهِ الحُدَيْبِيَةِ، وَمَعَهُمُ العُوذُ([178]) المَطَافِيلُ([179])، وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنِ البَيْتِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ، وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ، وَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهِكَتْهُمُ الحَرْبُ، وَأَضَرَّتْ بِهِمْ، فَإِنْ شَاءُوا مَادَدْتُهُمْ مُدَّةً،([180]) وَيُخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ، فَإِنْ أَظْهَرْ([181]): فَإِنْ شَاءُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا، وَإِلَّا فَقَدْ جَمُّوا([182])، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي([183])، وَلَيُنْفِذَنَّ اللَّهُ أَمْرَهُ "، فَقَالَ بُدَيْلٌ: سَأُبَلِّغُهُمْ مَا تَقُولُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى قُرَيْشًا، قَالَ: إِنَّا قَدْ جِئْنَاكُمْ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ، وَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ قَوْلًا، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ نَعْرِضَهُ عَلَيْكُمْ فَعَلْنَا، فَقَالَ سُفَهَاؤُهُمْ: لاَ حَاجَةَ لَنَا أَنْ تُخْبِرَنَا عَنْهُ بِشَيْءٍ، وَقَالَ ذَوُو الرَّأْيِ مِنْهُمْ: هَاتِ مَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَحَدَّثَهُمْ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ، أَلَسْتُمْ بِالوَالِدِ؟([184]) قَالُوا: بَلَى، قَالَ: أَوَلَسْتُ بِالوَلَدِ([185])؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَهَلْ تَتَّهِمُونِي؟ قَالُوا: لاَ، قَالَ: أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي اسْتَنْفَرْتُ أَهْلَ عُكَاظَ، فَلَمَّا بَلَّحُوا([186]) عَلَيَّ جِئْتُكُمْ بِأَهْلِي وَوَلَدِي وَمَنْ أَطَاعَنِي؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّ هَذَا قَدْ عَرَضَ لَكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ، اقْبَلُوهَا وَدَعُونِي آتِيهِ، قَالُوا: ائْتِهِ، فَأَتَاهُ، فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَحْوًا مِنْ قَوْلِهِ لِبُدَيْلٍ، فَقَالَ عُرْوَةُ عِنْدَ ذَلِكَ: أَيْ مُحَمَّدُ، أَرَأَيْتَ إِنِ اسْتَأْصَلْتَ أَمْرَ قَوْمِكَ، هَلْ سَمِعْتَ بِأَحَدٍ مِنَ العَرَبِ اجْتَاحَ([187]) أَهْلَهُ قَبْلَكَ؟ وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى، فَإِنِّي، وَاللَّهِ، لَأَرَى وُجُوهًا، وَإِنِّي لَأَرَى أَوْشَابًا([188]) مِنَ النَّاسِ خَلِيقًا([189]) أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: امْصُصْ بِبَظْرِ اللَّاتِ([190])، أَنَحْنُ نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ؟ فَقَالَ: مَنْ ذَا؟ قَالُوا: أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: أَمَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلاَ يَدٌ كَانَتْ لَكَ عِنْدِي لَمْ أَجْزِكَ بِهَا لَأَجَبْتُكَ، قَالَ: وَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَكُلَّمَا تَكَلَّمَ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، وَالمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَهُ السَّيْفُ، وَعَلَيْهِ المِغْفَرُ([191])، فَكُلَّمَا أَهْوَى عُرْوَةُ بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ يَدَهُ بِنَعْلِ السَّيْفِ، وَقَالَ لَهُ: أَخِّرْ يَدَكَ عَنْ لِحْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأْسَهُ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: المُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، فَقَالَ: أَيْ غُدَرُ، أَلَسْتُ أَسْعَى فِي غَدْرَتِكَ؟ وَكَانَ المُغِيرَةُ صَحِبَ قَوْمًا فِي الجَاهِلِيَّةِ فَقَتَلَهُمْ، وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ، ثُمَّ جَاءَ فَأَسْلَمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا الإِسْلاَمَ فَأَقْبَلُ، وَأَمَّا المَالَ فَلَسْتُ مِنْهُ فِي شَيْءٍ»، ثُمَّ إِنَّ عُرْوَةَ جَعَلَ يَرْمُقُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِعَيْنَيْهِ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا تَنَخَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ، وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى المُلُوكِ، وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ، وَكِسْرَى، وَالنَّجَاشِيِّ، وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مُحَمَّدًا، وَاللَّهِ إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ([192]) مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ: دَعُونِي آتِيهِ، فَقَالُوا: ائْتِهِ، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «هَذَا فُلاَنٌ، وَهُوَ مِنْ قَوْمٍ يُعَظِّمُونَ البُدْنَ([193])، فَابْعَثُوهَا لَهُ([194])» فَبُعِثَتْ لَهُ، وَاسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ يُلَبُّونَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا يَنْبَغِي لِهَؤُلاَءِ أَنْ يُصَدُّوا عَنِ البَيْتِ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ، قَالَ: رَأَيْتُ البُدْنَ قَدْ قُلِّدَتْ وَأُشْعِرَتْ، فَمَا أَرَى أَنْ يُصَدُّوا عَنِ البَيْتِ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: مِكْرَزُ بْنُ حَفْصٍ، فَقَالَ: دَعُونِي آتِيهِ، فَقَالُوا: ائْتِهِ، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «هَذَا مِكْرَزٌ، وَهُوَ رَجُلٌ فَاجِرٌ»، فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَمَا هُوَ يُكَلِّمُهُ إِذْ جَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ مَعْمَرٌ: فَأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ لَمَّا جَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ». قَالَ مَعْمَرٌ: قَالَ الزُّهْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ: فَجَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، فَقَالَ: هَاتِ اكْتُبْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابًا، فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الكَاتِبَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»، قَالَ سُهَيْلٌ: أَمَّا الرَّحْمَنُ، فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا هُوَ؟ وَلَكِنِ اكْتُبْ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ كَمَا كُنْتَ تَكْتُبُ، فَقَالَ المُسْلِمُونَ: وَاللَّهِ لاَ نَكْتُبُهَا إِلَّا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ» ثُمَّ قَالَ: «هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ»، فَقَالَ سُهَيْلٌ: وَاللَّهِ لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا صَدَدْنَاكَ عَنِ البَيْتِ، وَلاَ قَاتَلْنَاكَ، وَلَكِنِ اكْتُبْ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَاللَّهِ إِنِّي لَرَسُولُ اللَّهِ، وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي، اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ» - قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ: «لاَ يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا» - فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «عَلَى أَنْ تُخَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ البَيْتِ، فَنَطُوفَ بِهِ»، فَقَالَ سُهَيْلٌ: وَاللَّهِ لاَ تَتَحَدَّثُ العَرَبُ أَنَّا أُخِذْنَا ضُغْطَةً([195])، وَلَكِنْ ذَلِكَ مِنَ العَامِ المُقْبِلِ، فَكَتَبَ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: وَعَلَى أَنَّهُ لاَ يَأْتِيكَ مِنَّا رَجُلٌ، وَإِنْ كَانَ عَلَى دِينِكَ، إِلَّا رَدَدْتَهُ إِلَيْنَا، قَالَ المُسْلِمُونَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، كَيْفَ يُرَدُّ إِلَى المُشْرِكِينَ، وَقَدْ جَاءَ مُسْلِمًا؟ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو يَرْسُفُ([196]) فِي قُيُودِهِ، وَقَدْ خَرَجَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ حَتَّى رَمَى بِنَفْسِهِ بَيْنَ أَظْهُرِ المُسْلِمِينَ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: هَذَا، يَا مُحَمَّدُ، أَوَّلُ مَا أُقَاضِيكَ عَلَيْهِ أَنْ تَرُدَّهُ إِلَيَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّا لَمْ نَقْضِ الكِتَابَ بَعْدُ»، قَالَ: فَوَاللَّهِ إِذًا لَمْ أُصَالِحْكَ عَلَى شَيْءٍ أَبَدًا، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَأَجِزْهُ لِي»، قَالَ: مَا أَنَا بِمُجِيزِهِ لَكَ، قَالَ: «بَلَى فَافْعَلْ»، قَالَ: مَا أَنَا بِفَاعِلٍ، قَالَ مِكْرَزٌ: بَلْ قَدْ أَجَزْنَاهُ لَكَ، قَالَ أَبُو جَنْدَلٍ: أَيْ مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ، أُرَدُّ إِلَى المُشْرِكِينَ وَقَدْ جِئْتُ مُسْلِمًا، أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ لَقِيتُ؟ وَكَانَ قَدْ عُذِّبَ عَذَابًا شَدِيدًا فِي اللَّهِ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ: فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: أَلَسْتَ نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا؟، قَالَ: «بَلَى»، قُلْتُ: أَلَسْنَا عَلَى الحَقِّ، وَعَدُوُّنَا عَلَى البَاطِلِ؟ قَالَ: «بَلَى»، قُلْتُ: فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا؟ قَالَ: «إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَلَسْتُ أَعْصِيهِ، وَهُوَ نَاصِرِي»، قُلْتُ: أَوَلَيْسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي البَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ؟ قَالَ: «بَلَى، فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ العَامَ»، قَالَ: قُلْتُ: لاَ، قَالَ: «فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ»، قَالَ: فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَيْسَ هَذَا نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا؟ قَالَ: بَلَى، قُلْتُ: أَلَسْنَا عَلَى الحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى البَاطِلِ؟ قَالَ: بَلَى، قُلْتُ: فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ([197]) فِي دِينِنَا إِذًا؟ قَالَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَيْسَ يَعْصِي رَبَّهُ، وَهُوَ نَاصِرُهُ، فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ([198])، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ عَلَى الحَقِّ، قُلْتُ: أَلَيْسَ كَانَ يُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي البَيْتَ وَنَطُوفُ بِهِ؟ قَالَ: بَلَى، أَفَأَخْبَرَكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ العَامَ؟ قُلْتُ: لاَ، قَالَ: فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ، - قَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ عُمَرُ -: فَعَمِلْتُ لِذَلِكَ أَعْمَالًا، قَالَ: فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الكِتَابِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ: «قُومُوا فَانْحَرُوا، ثُمَّ احْلِقُوا»، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَتُحِبُّ ذَلِكَ؟ اخْرُجْ، ثُمَّ لاَ تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً، حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ، فَخَرَجَ، فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ نَحَرَ بُدْنَهُ، وَدَعَا حَالِقَهُ([199]) فَحَلَقَهُ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا، فَنَحَرُوا، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا، ثُمَّ جَاءَهُ نِسْوَةٌ مُؤْمِنَاتٌ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ}([200]). حَتَّى بَلَغَ { بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ }([201]) فَطَلَّقَ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ امْرَأَتَيْنِ، كَانَتَا لَهُ فِي الشِّرْكِ، فَتَزَوَّجَ إِحْدَاهُمَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَالأُخْرَى صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، ثُمَّ رَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى المَدِينَةِ، فَجَاءَهُ أَبُو بَصِيرٍ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَهُوَ مُسْلِمٌ، فَأَرْسَلُوا فِي طَلَبِهِ رَجُلَيْنِ([202])، فَقَالُوا: العَهْدَ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا، فَدَفَعَهُ إِلَى الرَّجُلَيْنِ، فَخَرَجَا بِهِ حَتَّى بَلَغَا ذَا الحُلَيْفَةِ، فَنَزَلُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تَمْرٍ لَهُمْ، فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ لِأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ: وَاللَّهِ، إِنِّي لَأَرَى سَيْفَكَ هَذَا، يَا فُلاَنُ([203])، جَيِّدًا، فَاسْتَلَّهُ([204]) الآخَرُ([205])، فَقَالَ: أَجَلْ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَجَيِّدٌ، لَقَدْ جَرَّبْتُ بِهِ، ثُمَّ جَرَّبْتُ، فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ: أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْهِ، فَأَمْكَنَهُ مِنْهُ،([206]) فَضَرَبَهُ حَتَّى بَرَدَ([207])، وَفَرَّ الآخَرُ حَتَّى أَتَى المَدِينَةَ، فَدَخَلَ المَسْجِدَ يَعْدُو، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُ: «لَقَدْ رَأَى هَذَا ذُعْرًا» فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قُتِلَ، وَاللَّهِ صَاحِبِي، وَإِنِّي لَمَقْتُولٌ([208])، فَجَاءَ أَبُو بَصِيرٍ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ وَاللَّهِ أَوْفَى اللَّهُ ذِمَّتَكَ([209])، قَدْ رَدَدْتَنِي إِلَيْهِمْ، ثُمَّ أَنْجَانِي اللَّهُ مِنْهُمْ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَيْلُ أُمِّهِ([210]) مِسْعَرَ حَرْبٍ([211])، لَوْ كَانَ لَهُ أَحَدٌ([212])» فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُ سَيَرُدُّهُ إِلَيْهِمْ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى سِيفَ البَحْرِ([213]) قَالَ: وَيَنْفَلِتُ مِنْهُمْ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلٍ، فَلَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ، فَجَعَلَ لاَ يَخْرُجُ مِنْ قُرَيْشٍ رَجُلٌ قَدْ أَسْلَمَ إِلَّا لَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ، حَتَّى اجْتَمَعَتْ مِنْهُمْ عِصَابَةٌ([214])، فَوَاللَّهِ مَا يَسْمَعُونَ بِعِيرٍ([215]) خَرَجَتْ لِقُرَيْشٍ إِلَى الشَّأْمِ إِلَّا اعْتَرَضُوا لَهَا، فَقَتَلُوهُمْ، وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ، فَأَرْسَلَتْ قُرَيْشٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تُنَاشِدُهُ([216]) بِاللَّهِ وَالرَّحِمِ، لَمَّا أَرْسَلَ، فَمَنْ أَتَاهُ فَهُوَ آمِنٌ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: { وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ([217])}([218]). حَتَّى بَلَغَ {الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ}([219]).، وَكَانَتْ حَمِيَّتُهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يُقِرُّوا أَنَّهُ نَبِيُّ اللَّهِ، وَلَمْ يُقِرُّوا بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَحَالُوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ البَيْتِ.([220])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. استتاره صلى الله عليه وسلم عن طلائع المشركين ومفاجأتهم بالجيش طَلَبًا لِغِرَّتِهِمْ وغفلتهم تحقيقًا لعنصر المفاجأة.([221])
2. استنصاحه صلى الله عليه وسلم بعض المعاهدين وأهل الذمة إذا دلت القرائن على نصحهم، وشهدت التجربة بإيثارهم أهل الإسلام على غيرهم، ولو كانوا من أهل دينهم....([222])
3. حسن جوابه صلى الله عليه وسلم للمشركين كيف لا؟ وقد أُعطي جوامع الكلم.
4. بُعد نظره صلى الله عليه وسلم في تعامله حتى مع المشركين.
5. بسطه صلى الله عليه وسلم لمطالبه من المشركين حتى يزول اللبس.
6. شجاعته صلى الله عليه وسلم أمام المشركين، وعدم خوفه مهما كان الأمر.
7. استماعه صلى الله عليه وسلم لكلام المشرك حتى ينتهي من كلامه.
8. قبوله صلى الله عليه وسلم لمن جاء من المسلمين في قوله: (أما الإسلام فأقبل...)، لكنه لا يتحمل ما على الغير من أموال ولا يقبل الغدر حتى ولو كان في حق الكفار والمشركين.
9. إيضاحه صلى الله عليه وسلم للمشركين وغيرهم رسالة الإسلام.
10. صلته للرحم صلى الله عليه وسلم, والإبقاء على من كان من أهل مكة.([223])
11. بذله صلى الله عليه وسلم النصيحة للقرابة([224])
12. قوته وثباته صلى الله عليه وسلم في تنفيذ حكم الله، وتبليغ أمره للمشركين وغيرهم([225])
13. إقراره صلى الله عليه وسلم القيام على رأسه بالسيف بقصد الحراسة ونحوها من ترهيب العدو, وإظهار المهابة والعزة للإسلام وأهله، ولا يعارضه النهي عن القيام على رأس الجالس؛ لأن محله ما إذا كان على وجه العظمة والكبر.([226])
14. تفاؤله صلى الله عليه وسلم بمجيء سهيل بن عمرو، وهو مشرك؛ فقال عليه الصلاة والسلام: (سهل لكم من أمركم).
15. حلمه وأدبه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع المشركين عندما رفضوا كتابة باسم الله الرحمن الرحيم. ., وعندما رفضوا كتابة: محمد رسول الله.
16. إفهامه صلى الله عليه وسلم للمشركين بأنه رسول الله، وإن كذبوا بذلك.
17. تقديمه صلى الله عليه وسلم الطلائع والعيون بين يدي الجيش؛ لرصد تحركات العدو ومعرفة أخباره.([227])
18. أخذه صلى الله عليه وسلم بالحزم في أمر العدو؛ لئلا ينالوا غرة من المسلمين.([228])
الفوائد:
1. إصراره صلى الله عليه وسلم على تنفيذ أمر ربه في الدعوة إلى الله، وقسمه على ذلك.
2. قوة إيمانه صلى الله عليه وسلم بالله وصدق توكله حيث قال: (ولينفذن الله أمره)، وقال أيضاً: (وهو ناصري).
3. خشيته صلى الله عليه وسلم لربه وحسن ظنه بربه حيث قال: ( لست عاصيه، وهو ناصري).
4. جواز النطق بما يستبشع من الألفاظ لإرادة زجر من بدا منه مايستحق به ذلك.([229])
5. حسن معاملة الصحابة رضوان الله عليهم للنبي صلى الله عليه وسلم ظهر ذلك في دفاعهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قولًا وعملًا, وإجلالهم له، واحترامهم له، وإظهار ذلك أمام المشركين حتى يعلموا مدى تمسك المسلمين بدينهم ومحبتهم لنبيهم.
6. ثبات الصحابة رضي الله عنهم على الإيمان، وصبرهم وحسن سؤالهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما يتعلق بالتعامل مع المشركين وفي غيره.
7. حرصه صلى الله عليه وسلم على حقن الدماء.
8. المسارعة إلى الصالحات رجاء مغفرة الله وعفوه.
نص الحديث (خ 4251):([230])
عَنِ البَرَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: (لَمَّا اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي ذِي القَعْدَةِ، فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهُ يَدْخُلُ مَكَّةَ، حَتَّى قَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يُقِيمَ بِهَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ([231])، فَلَمَّا كَتَبُوا الكِتَابَ، كَتَبُوا: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، قَالُوا: لاَ نُقِرُّ لَكَ بِهَذَا، لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا مَنَعْنَاكَ شَيْئًا، وَلَكِنْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ «أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ»، ثُمَّ قَالَ: لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: «امْحُ رَسُولَ اللَّهِ»، قَالَ عَلِيٌّ: لاَ وَاللَّهِ لاَ أَمْحُوكَ أَبَدًا، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الكِتَابَ، وَلَيْسَ يُحْسِنُ يَكْتُبُ، فَكَتَبَ: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، لاَ يُدْخِلُ مَكَّةَ السِّلاَحَ إِلَّا السَّيْفَ فِي القِرَابِ، وَأَنْ لاَ يَخْرُجَ مِنْ أَهْلِهَا بِأَحَدٍ إِنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَهُ، وَأَنْ لاَ يَمْنَعَ مِنْ أَصْحَابِهِ أَحَدًا، إِنْ أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا. فَلَمَّا دَخَلَهَا([232]) وَمَضَى الأَجَلُ([233]) أَتَوْا عَلِيًّا، فَقَالُوا: قُلْ لِصَاحِبِكَ: اخْرُجْ عَنَّا، فَقَدْ مَضَى الأَجَلُ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَتَبِعَتْهُ ابْنَةُ حَمْزَةَ([234]) تُنَادِي يَا عَمِّ([235])، يَا عَمِّ، فَتَنَاوَلَهَا عَلِيٌّ، فَأَخَذَ بِيَدِهَا، وَقَالَ لِفَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ: دُونَكِ([236]) ابْنَةَ عَمِّكِ حَمَلَتْهَا، فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ وَزَيْدٌ وَجَعْفَرٌ، قَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَخَذْتُهَا، وَهِيَ بِنْتُ عَمِّي، وَقَالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي، وَخَالَتُهَا تَحْتِي([237])، وَقَالَ زَيْدٌ: ابْنَةُ أَخِي. فَقَضَى بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِخَالَتِهَا، وَقَالَ: «الخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الأُمِّ([238]) » وَقَالَ لِعَلِيّ([239]): «أَنْتَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْكَ» وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: «أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي»، وَقَالَ لِزَيْدٍ([240]): «أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلاَنَا»، وَقَالَ عَلِيٌّ([241]): أَلاَ تَتَزَوَّجُ بِنْتَ حَمْزَةَ؟ قَالَ: «إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ»).([242])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. استماعه صلى الله عليه وسلم لرد المشركين، واعتراضهم على كتابة محمد رسول الله وعدم مقاطعتهم.
2. رفقه صلى الله عليه وسلم، وتجاوبه مع المشركين، حيث وافق على أن يكتب باسمك اللهم.
3. سعة صدره صلى الله عليه وسلم وحلمه وصبره فيما يصدر من كلام المشركين.
4. قوته صلى الله عليه وسلم في بيان الحق للمشركين، في قوله: (أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبدالله، ولو عاندوا، وكابروا).
5. تواضعه صلى الله عليه وسلم، وحسن معالجته للخلاف بين المشركين وصحابته عندما طلب المشركون أن يمح كلمة (رسول الله) فمحاها بنفسه.
6. وفاؤه صلى الله عليه وسلم بما تم الاتفاق عليه مع المشركين في رحيله من مكة.
الفوائد:
1. أن الخالة بمنزلة الأم من حيث الرحمة والشفقة.
2. حب الصحابة رضي الله عنهم لبذل المعروف للأيتام وغيرهم.
نص الحديث (خ 3139):([243])
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ رضي الله عنه، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه: (أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي أُسَارَى بَدْرٍ: «لَوْ كَانَ المُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا، ثُمَّ كَلَّمَنِي([244]) فِي هَؤُلاَءِ النَّتْنَى([245]) لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ»).([246])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. وفاؤه صلى الله عليه وسلم حتى مع المشركين، وهذا من كرم خلقه صلى الله عليه وسلم.
2. عدم نسيانه صلى الله عليه وسلم للجميل، وعدم النكران له حتى مع الكفار.
3. أن موافقته صلى الله عليه وسلم على فك أسرى بدر مقيدة بأن يكلمه المطعم، فقط.
4. مكافأته صلى الله عليه وسلم للمحسن، ولو كان مشركاً من باب (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه).
نص الحديث (م 4639):([247])
عن حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ رضي الله عنه ، قَالَ: (مَا مَنَعَنِي أَنْ أَشْهَدَ بَدْرًا إِلَّا أَنِّي خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي حُسَيْلٍ([248])، قَالَ: فَأَخَذَنَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ، قَالُوا: إِنَّكُمْ تُرِيدُونَ مُحَمَّدًا، فَقُلْنَا: مَا نُرِيدُهُ، مَا نُرِيدُ إِلَّا الْمَدِينَةَ، فَأَخَذُوا مِنَّا عَهْدَ اللهِ وَمِيثَاقَهُ لَنَنْصَرِفَنَّ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَلَا نُقَاتِلُ مَعَهُ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ: «انْصَرِفَا، نَفِي لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَنَسْتَعِينُ اللهَ عَلَيْهِمْ»)([249])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. وفاؤه صلى الله عليه وسلم بالعهد حتى مع المشركين المحاربين.
الفوائد:
1. صدق توكله صلى الله عليه وسلم على الله واستعانته بربه –سبحانه-.
2. إيمانه صلى الله عليه وسلم بربه، وتمسكه بدينه لا يتغير، ولا يتبدل حتى مع الأعداء.
نص الحديث (خ 4372):([250])
عن سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: (بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ([251])، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ([252]) يُقَالُ لَهُ: ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي المَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «مَا عِنْدَكَ،([253]) يَا ثُمَامَةُ؟» فَقَالَ: عِنْدِي خَيْرٌ، يَا مُحَمَّدُ، إِنْ تَقْتُلْنِي تَقْتُلْ ذَا دَمٍ([254])، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ المَالَ فَسَلْ مِنْهُ مَا شِئْتَ، فَتُرِكَ حَتَّى كَانَ الغَدُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: «مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟» قَالَ: مَا قُلْتُ لَكَ: إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، فَتَرَكَهُ حَتَّى كَانَ بَعْدَ الغَدِ، فَقَالَ: «مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟» فَقَالَ: عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ، فَقَالَ: «أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ»، فَانْطَلَقَ إِلَى نَجْلٍ([255]) قَرِيبٍ مِنَ المَسْجِدِ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ دَخَلَ المَسْجِدَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، يَا مُحَمَّدُ، وَاللَّهِ مَا كَانَ عَلَى الأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الوُجُوهِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ، فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ، فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ البِلاَدِ إِلَيَّ، وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي، وَأَنَا أُرِيدُ العُمْرَةَ، فَمَاذَا تَرَى؟ فَبَشَّرَهُ([256]) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لَهُ قَائِلٌ: صَبَوْتَ([257])، قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ([258]) رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلاَ وَاللَّهِ، لاَ يَأْتِيكُمْ مِنَ اليَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ، حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم)([259]).([260])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. خروج النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه إلى ثمامة، وهو رجل مشرك.
2. سؤاله صلى الله عليه وسلم ثمامة أكثر من مرة واستماعه إلى إجابته.
3. إقراره صلى الله عليه وسلم ربط الكافر في المسجد، ولعل الغرض منه أن يرى عبادة المسلمين ويطلع على أحوال عبادتهم فيترك الشرك، والله أعلم
4. عفو الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا الرجل المشرك، وله سوابق سيئة بدون مقابل، لما يرجى من إسلامه.
5. ملاطفته صلى الله عليه وسلم أثناء سؤاله وحديثه مع ثمامة، وهو رجل مشرك، وهذا من تأليف القلوب، وملاطفة من يرجى إسلامه، وقد أثمر هذا التعامل الحسن إسلام ثمامة، ومحبته لهذا الدين، ومحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولبلده.([261])
6. بعثه صلى الله عليه وسلم السرايا إلى بلاد الكفار.([262])
7. مكافأة الرسول صلى الله عليه وسلم لثمامة بعد إسلامه فبشره بخيري الدنيا والآخرة، أو بشره بالجنة، أو بمحو ذنوبه وتبعاته السابقة.([263])
الفوائد:
1. الإحسان مطلوب مع المسلم وغير المسلم، ويتأكد إذا رغب في إسلامه أو كف شره.
2. الكافر إذا أسلم، وهو في عمل خير، شرع له أن يستمر في عمله، فيتمه.
3. ظهر أثر الإيمان لدى هذا الصحابي رضي الله عنه أثناء تعامله مع المشركين في الولاء والبراء، فعندما قالوا له: صبوت، قال: لا، ثم أراد رضي الله عنه أن يبدل أعماله المشينة عندما كان مشركاً بأعمال طيبة، فقال: لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة، حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم.
نص الحديث (خ 4136):([264])
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه ، قَالَ: (كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذَاتِ الرِّقَاعِ، فَإِذَا أَتَيْنَا عَلَى شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ تَرَكْنَاهَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ المُشْرِكِينَ، وَسَيْفُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُعَلَّقٌ بِالشَّجَرَةِ، فَاخْتَرَطَهُ، فَقَالَ: تَخَافُنِي؟ قَالَ: «لاَ»، قَالَ: فَمَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: «اللَّهُ». .......)([265])
م 1949: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: (غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةً قِبَلَ نَجْدٍ، فَأَدْرَكَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ،([266]) فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَعَلَّقَ سَيْفَهُ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا قَالَ وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْوَادِي يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ رَجُلًا([267]) أَتَانِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَأَخَذَ السَّيْفَ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي، فَلَمْ أَشْعُرْ إِلَّا وَالسَّيْفُ صَلْتًا([268]) فِي يَدِهِ، فَقَالَ لِي: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ قُلْتُ: اللهُ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّانِيَةِ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ قُلْتُ: اللهُ، قَالَ: فَشَامَ السَّيْفَ([269]) فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ " ثُمَّ لَمْ يَعْرِضْ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم )([270])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. ثباته صلى الله عليه وسلم مع أن هذا المشرك واقف على رأسه والسيف في يده، وهو يقول: من يمنعك مني.
2. إجابته صلى الله عليه وسلم لهذا المشرك بأن الله هو المانع.
3. أنه صلى الله عليه وسلم وإن اشتد عليه الخطب وتسلط العدو عليه كان قرير العين ثابت الجأش، مع أنه كرر عليه القول من يمنعك مني؟
4. شجاعته صلى الله عليه وسلم بالقول والفعل.
5. عفوه صلى الله عليه وسلم وحلمه على هذا المشرك، ومقابلته السيئة بالحسنة.([271])
الفوائد:
1. كفاية الله -سبحانه- لأنبيائه وأوليائه.
2. قوة توكله صلى الله عليه وسلم واعتماده على ربه –سبحانه-.
3. أنه صلى الله عليه وسلم لا يخاف إلا الله -سبحانه وتعالى-.
4. جواز المنّ على الكافر الحربي إذا رأى الإمام في ذلك خيراً.([272])
نص الحديث (خ 3231):([273])
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، (أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ قَالَ: " لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ العَقَبَةِ([274])، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ([275]) بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي([276])، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الجِبَالِ([277]) لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، فَنَادَانِي مَلَكُ الجِبَالِ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ، ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ([278])؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ، لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ").([279])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. اهتمامه صلى الله عليه وسلم العظيم بدعوة غير المسلمين إلى الإسلام.
2. تحمله صلى الله عليه وسلم للمشاق والمصاعب، وبعد الطريق؛ من أجل دعوة غير المسلمين إلى الله.
3. ظهور الهم عليه صلى الله عليه وسلم أثناء قيامه بالدعوة عندما وجد الإعراض من المشركين عن دين الله.
4. عرضه صلى الله عليه وسلم نفسه ودعوته على القبائل، فيمن الله على بعضهم، ويستجيب لقبول الحق، ومنهم من لا يستجيب، لكنه يقوم بنصرة الدعوة وحمايتها، ومنهم من يعادي الدعوة.
5. شفقته ورحمته صلى الله عليه وسلم للعالمين، فلم يشأ أن يطبق عليهم الأخشبين، بل قال: (لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا شريك له).
6. بعد نظره صلى الله عليه وسلم فيما يؤمله من صلاح أولاد هؤلاء المشركين، وقد تحقق له صلى الله عليه وسلم أمله ورجاؤه.
7. صبره صلى الله عليه وسلم وحلمه على هؤلاء المشركين المعاندين.
8. عدم الانتقام لنفسه صلى الله عليه وسلم، إذ بعد هذا الأذى المتنوع بالكلام والفعل والصد عن دين الله لم يوافق على تعذيب هؤلاء المشركين.
الفوائد:
1. صدق توكله صلى الله عليه وسلم على الله، ورجاؤه فيما عنده –سبحانه-.
2. اهتمامه صلى الله عليه وسلم العظيم بتحقيق التوحيد حين قال: (من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً).
3. من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم إرسال الله الملائكة إليه.
4. إكرام الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بإرسال ملك الجبال، ومخاطبته له.
5. عظم فضل الصبر والحلم.
نص الحديث (خ 3014):([280])
عَنْ نَافِعٍ، (أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ رضي الله عنه، أَخْبَرَهُ: أَنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِي بَعْضِ مَغَازِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَقْتُولَةً، «فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ»)([281])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. توجيهه صلى الله عليه وسلم لصحابته عند ما يرى أمرًا مخالفًا لمنهجه في التعامل مع غير المسلمين.
2. أنه صلى الله عليه وسلم لا يبتغي القتل ولا يتمناه، ولذا نهى عن قتل النساء والصبيان، ولا يبدأ به، بل إنه يدعو غير المسلمين بالكتابة أو بإرسال رسله إليهم، فإن أبوا إلا القتال قاتلهم، ولذلك قال: (لاتتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا).([282])
3. تفقده صلى الله عليه وسلم لما يدور في المعركة قبل وبعد، وسؤاله حتى عن المقتولين.
نص الحديث (خ 4194):([283])
عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ رضي الله عنه ، يَقُولُ: (خَرَجْتُ قَبْلَ أَنْ يُؤَذَّنَ بِالأُولَى([284])، وَكَانَتْ لِقَاحُ([285]) رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرْعَى بِذِي قَرَدَ([286])، قَالَ: فَلَقِيَنِي غُلاَمٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ([287])، فَقَالَ: أُخِذَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: مَنْ أَخَذَهَا؟ قَالَ: غَطَفَانُ،([288]) قَالَ: فَصَرَخْتُ ثَلاَثَ صَرَخَاتٍ يَا صَبَاحَاهْ([289])، قَالَ: فَأَسْمَعْتُ مَا بَيْنَ لاَبَتَيِ المَدِينَةِ، ثُمَّ انْدَفَعْتُ عَلَى وَجْهِي([290]) حَتَّى أَدْرَكْتُهُمْ، وَقَدْ أَخَذُوا يَسْتَقُونَ مِنَ المَاءِ، فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ بِنَبْلِي، وَكُنْتُ رَامِيًا، وَأَقُولُ:
أَنَا ابْنُ الأَكْوَعْ. .. وَاليَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعْ([291])
وَأَرْتَجِزُ([292]) حَتَّى اسْتَنْقَذْتُ اللِّقَاحَ مِنْهُمْ، وَاسْتَلَبْتُ([293]) مِنْهُمْ ثَلاَثِينَ بُرْدَةً،([294]) قَالَ: وَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ حَمَيْتُ القَوْمَ([295]) المَاءَ، وَهُمْ عِطَاشٌ، فَابْعَثْ إِلَيْهِمُ السَّاعَةَ، فَقَالَ: «يَا ابْنَ الأَكْوَعِ، مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ([296])» قَالَ: ثُمَّ رَجَعْنَا، وَيُرْدِفُنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَتِهِ حَتَّى دَخَلْنَا المَدِينَةَ.([297])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. رفقه صلى الله عليه وسلم حتى مع الأعداء، وهم مشركون، انظر وتأمل هنا الموقف مع هؤلاء الذين سرقوا لقاح النبي صلى الله عليه وسلم، ولما أخبر سلمة ابن الأكوع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحال هؤلاء أرشده عليه الصلاة والسلام إلى الرفق.
2. استجابته صلى الله عليه وسلم للنداء، وذهابه بنفسه مع صحابته رضي الله عنهم في ملاحقة المشركين.
الفوائد:
1. حرص صحابته رضي الله عنهم على أموال المسلمين، وقيامهم بواجب الدفاع عن المسلمين، إن كان في وسعهم ذلك.
نص الحديث (خ 5397):([298])
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، (أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا كَثِيرًا، فَأَسْلَمَ،([299]) فَكَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا قَلِيلًا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِنَّ المُؤْمِنَ يَأْكُلُ فِي مِعيٍ وَاحِدٍ، وَالكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ([300])»).([301])
م 5379- عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه، (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَافَهُ ضَيْفٌ، وَهُوَ كَافِرٌ، فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِشَاةٍ فَحُلِبَتْ، فَشَرِبَ حِلَابَهَا، ثُمَّ أُخْرَى فَشَرِبَهُ، ثُمَّ أُخْرَى فَشَرِبَهُ، حَتَّى شَرِبَ حِلَابَ سَبْعِ شِيَاهٍ، ثُمَّ إِنَّهُ أَصْبَحَ فَأَسْلَمَ، فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِشَاةٍ، فَشَرِبَ حِلَابَهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِأُخْرَى، فَلَمْ يَسْتَتِمَّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤْمِنُ يَشْرَبُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَشْرَبُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ»)([302])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. كرمُهُ صلى الله عليه وسلم حتى مع غير المسلمين.
2. سعة صدره صلى الله عليه وسلم وصبره على إطعام هذا المشرك حيث حلب له سبع شياه.
3. تعامله صلى الله عليه وسلم الحسن مع هذا المشرك من كرم، وسعة صدر، أثمر إسلام هذا الرجل.
الفوائد:
1. مشروعية إكرام الضيف.
2. أن المسلم متميز عن الكافر حتى في مقدار أكله.
3. أن الكرم وسيلة من وسائل الدعوة.
نص الحديث (م 2008):([303])
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، (أَنَّ ضِمَادًا، قَدِمَ مَكَّةَ وَكَانَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، وَكَانَ يَرْقِي([304]) مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ([305])، فَسَمِعَ سُفَهَاءَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، يَقُولُونَ: إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ، فَقَالَ: لَوْ أَنِّي رَأَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ لَعَلَّ اللهَ يَشْفِيهِ عَلَى يَدَيَّ، قَالَ فَلَقِيَهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي أَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ، وَإِنَّ اللهَ يَشْفِي عَلَى يَدِي مَنْ شَاءَ، فَهَلْ لَكَ؟([306]) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ» قَالَ: فَقَالَ: أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ، فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ، وَقَوْلَ السَّحَرَةِ، وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ، فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ، وَلَقَدْ بَلَغْنَ نَاعُوسَ الْبَحْرِ([307])، قَالَ: فَقَالَ: هَاتِ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الْإِسْلَامِ، قَالَ: فَبَايَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «وَعَلَى قَوْمِكَ»، قَالَ: وَعَلَى قَوْمِي، قَالَ: فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، فَمَرُّوا بِقَوْمِهِ، فَقَالَ صَاحِبُ السَّرِيَّةِ لِلْجَيْشِ: هَلْ أَصَبْتُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ شَيْئًا؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَصَبْتُ مِنْهُمْ مِطْهَرَةً، فَقَالَ: رُدُّوهَا، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمُ ضِمَادٍ)([308]).([309])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. إجابته صلى الله عليه وسلم ابتداءً لهذا المشرك بالتوحيد، والثناء على الله.
2. سعة صدره وحلمه وصبره صلى الله عليه وسلم على ما يلاقيه من المشركين، فقد عامل ضمادًا بحلم وأناة، فلم يستثره اتهامه له بالجنون.
3. عدم مدافعته صلى الله عليه وسلم عن نفسه مع اتهام هذا المشرك له بما لايليق.
4. استماعه صلى الله عليه وسلم لكلام هذا المشرك دون مقاطعة.
5. حسن جوابه صلى الله عليه وسلم مع المشركين، وعدم مؤاخذتهم بما يقولون.
6. حرصه صلى الله عليه وسلم على نشر الدعوة بين الناس عامة ممن هم على الشرك.
7. إعادته صلى الله عليه وسلم الكلام ثلاث مرات عند الحاجة، وذلك عندما طلب منه هذا المشرك.
8. عنايته صلى الله عليه وسلم باختيار الكلمات المؤثرة والمختصرة في مخاطبته لضماد.
الفوائد:
1. وفاء الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم حيث قاموا برد ما أخذوه عندما علموا بأنهم قوم ضماد.
2. استصغاره صلى الله عليه وسلم لنفسه، وتذلـله لربه عندما قال: (وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ).
نص الحديث (م 4245):([310])
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه، قَالَ: (كَانَتْ ثَقِيفُ حُلَفَاءَ لِبَنِى عُقَيْلٍ، فَأَسَرَتْ ثَقِيفُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَسَرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، رَجُلًا مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ، وَأَصَابُوا مَعَهُ الْعَضْبَاءَ([311])، فَأَتَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْوَثَاقِ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: «مَا شَأْنُكَ؟» فَقَالَ: بِمَ أَخَذْتَنِي؟ وَبِمَ أَخَذْتَ سَابِقَةَ الْحَاجِّ([312])؟ فَقَالَ: «إِعْظَامًا لِذَلِكَ أَخَذْتُكَ بِجَرِيرَةِ حُلَفَائِكَ ثَقِيفَ»، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ، فَنَادَاهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، يَا مُحَمَّدُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَحِيمًا رَقِيقًا، فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «مَا شَأْنُكَ؟» قَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ، قَالَ: «لَوْ قُلْتَهَا، وَأَنْتَ تَمْلِكُ أَمْرَكَ([313]) أَفْلَحْتَ كُلَّ الْفَلَاحِ»، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَنَادَاهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، يَا مُحَمَّدُ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: «مَا شَأْنُكَ؟» قَالَ: إِنِّي جَائِعٌ فَأَطْعِمْنِي، وَظَمْآنُ فَأَسْقِنِي، قَالَ: «هَذِهِ حَاجَتُكَ»، فَفُدِيَ بِالرَّجُلَيْنِ، قَالَ: وَأُسِرَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَأُصِيبَتِ الْعَضْبَاءُ، فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ فِي الْوَثَاقِ، وَكَانَ الْقَوْمُ يُرِيحُونَ نَعَمَهُمْ بَيْنَ يَدَيْ بُيُوتِهِمْ، فَانْفَلَتَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنَ الْوَثَاقِ، فَأَتَتِ الْإِبِلَ، فَجَعَلَتْ إِذَا دَنَتْ مِنَ الْبَعِيرِ رَغَا، فَتَتْرُكُهُ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى الْعَضْبَاءِ، فَلَمْ تَرْغُ، قَالَ: وَنَاقَةٌ مُنَوَّقَةٌ([314]) فَقَعَدَتْ فِي عَجُزِهَا، ثُمَّ زَجَرَتْهَا فَانْطَلَقَتْ، وَنَذِرُوا بِهَا([315]) فَطَلَبُوهَا فَأَعْجَزَتْهُمْ، قَالَ: وَنَذَرَتْ لِلَّهِ إِنْ نَجَّاهَا اللهُ عَلَيْهَا لَتَنْحَرَنَّهَا، فَلَمَّا قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ رَآهَا النَّاسُ، فَقَالُوا: الْعَضْبَاءُ نَاقَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنَّهَا نَذَرَتْ إِنْ نَجَّاهَا اللهُ عَلَيْهَا لَتَنْحَرَنَّهَا، فَأَتَوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ، بِئْسَمَا جَزَتْهَا، نَذَرَتْ لِلَّهِ إِنْ نَجَّاهَا اللهُ عَلَيْهَا لَتَنْحَرَنَّهَا، لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةٍ، وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ الْعَبْدُ»، وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ حُجْرٍ: «لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ».([316])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. سعة صدره صلى الله عليه وسلم في استجابته لنداء من دعاه عدة مرات، ولو كان مشركًا.
2. استفساره صلى الله عليه وسلم عن حاجة وطلب من دعاه من المشركين.
3. بيانه صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل المشرك وتعليمه بأحكام الأسير إذا أسلم قبل الأسر أو بعده.
4. تواضعه صلى الله عليه وسلم مع جميل من يتعامل معه.
5. رفقه وصبره صلى الله عليه وسلم حتى مع المشركين.
6. صراحته صلى الله عليه وسلم وصدقه في تعامله حتى مع المشركين.
7. كرمه صلى الله عليه وسلم و شفقته حتى مع الأسرى.
8. استماعه صلى الله عليه وسلم لما يرد إليه من أسئلة، وإجابته عليها من مسلم أو مشرك.
9. تصحيحه صلى الله عليه وسلم لأي مفهوم خاطئ.
10. رحمته صلى الله عليه وسلم ورقة قلبه في تعامله مع هذا الأسير.
الفوائد:
1. تعظيمه صلى الله عليه وسلم وتنزيهه لله -سبحانه- عند تعجبه.
2. أن نذر الإنسان فيما لايملك لايصح.
3. أن الأسير الحربي الأصل، إن أسلم فإن إسلامه لا يزيل عنه حكم الأسر.
نص الحديث (خ 4810):([317])
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (أَنَّ نَاسًا، مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ كَانُوا قَدْ قَتَلُوا وَأَكْثَرُوا، وَزَنَوْا وَأَكْثَرُوا، فَأَتَوْا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو إِلَيْهِ لَحَسَنٌ، لَوْ تُخْبِرُنَا أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا([318]) كَفَّارَةً، فَنَزَلَ: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا}([319]). وَنَزَلَتْ {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}([320]). )([321])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. استماعه صلى الله عليه وسلم لسؤال المشركين.
2. سعة صدره صلى الله عليه وسلم، لما يرد في سؤال المشركين من اعتداء وإساءة للغير من قتل وزنا وغيره.
3. إجابته صلى الله عليه وسلم على سؤال المشركين بعد نزول الآية.
4. حسن خلقه صلى الله عليه وسلم وتعامله الجميل مما جعل المشركين يقبلون عليه، ويسألون.
5. ترغيبه صلى الله عليه وسلم للمشركين في الإسلام، وذلك من خلال إخبارهم أن الله يغفر آثامهم وسيئاتهم إذا أسلموا.
الفوائد:
1. سعة رحمة الله، وفضله على عباده.
2. حاجة الداعية إلى الصبر وسعة الصدر أثناء دعوته إلى الله.
نص الحديث (خ 4043):([322])
عَنِ البَرَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: (لَقِينَا المُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ([323])، وَأَجْلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَيْشًا مِنَ الرُّمَاةِ([324])، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ([325])، وَقَالَ: «لاَ تَبْرَحُوا، إِنْ رَأَيْتُمُونَا ظَهَرْنَا عَلَيْهِمْ فَلاَ تَبْرَحُوا، وَإِنْ رَأَيْتُمُوهُمْ ظَهَرُوا عَلَيْنَا فَلاَ تُعِينُونَا» فَلَمَّا لَقِينَا هَرَبُوا حَتَّى رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ([326]) فِي الجَبَلِ، رَفَعْنَ عَنْ سُوقِهِنَّ([327])، قَدْ بَدَتْ خَلاَخِلُهُنَّ، فَأَخَذُوا يَقُولُونَ: الغَنِيمَةَ الغَنِيمَةَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ لاَ تَبْرَحُوا، فَأَبَوْا، فَلَمَّا أَبَوْا صُرِفَ وُجُوهُهُمْ([328])، فَأُصِيبَ سَبْعُونَ قَتِيلًا، وَأَشْرَفَ أَبُو سُفْيَانَ، فَقَالَ: أَفِي القَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ فَقَالَ: «لاَ تُجِيبُوهُ» فَقَالَ: أَفِي القَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ قَالَ: «لاَ تُجِيبُوهُ» فَقَالَ: أَفِي القَوْمِ ابْنُ الخَطَّابِ؟ فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلاَءِ قُتِلُوا، فَلَوْ كَانُوا أَحْيَاءً لَأَجَابُوا، فَلَمْ يَمْلِكْ عُمَرُ نَفْسَهُ، فَقَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، أَبْقَى اللَّهُ عَلَيْكَ مَا يُخْزِيكَ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: اعْلُ هُبَلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَجِيبُوهُ» قَالُوا: مَا نَقُولُ؟ قَالَ: " قُولُوا: اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ " قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَنَا العُزَّى وَلاَ عُزَّى لَكُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَجِيبُوهُ» قَالُوا: مَا نَقُولُ؟ قَالَ: «قُولُوا اللَّهُ مَوْلاَنَا، وَلاَ مَوْلَى لَكُمْ» قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالحَرْبُ سِجَالٌ، وَتَجِدُونَ مُثْلَةً([329])، لَمْ آمُرْ بِهَا، وَلَمْ تَسُؤْنِي([330])).([331])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. حسن تدبيره وترتيبه صلى الله عليه وسلم العسكري، وتنظيمه لأفراد الجيش، ومواقعهم لمواجهة عدوهم، والاستعداد لذلك.
2. همته العالية صلى الله عليه وسلم، وبُعد نظره، لما قد يستجد من أحداث وتغيرات في المعركة ضد هؤلاء المشركين.
3. قوته صلى الله عليه وسلم وثبات جأشه، وشجاعته أمام المشركين، حيث ثبت في مكانه عندما تفرق عنه أصحابه، ولم يبق حوله إلا القليل.
4. توجيهه صلى الله عليه وسلم لصحابته في عدم إجابة رئيس العصابة من كفار قريش (أبو سفيان) عندما سأل: أفي القوم محمد؟, أفي القوم...؟
5. أنه صلى الله عليه وسلم مع ما قاله أبو سفيان، وما عمله أصحابه من التمثيل بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يعاملهم بالمثل، بل نهى عن ذلك.
6. اهتمامه صلى الله عليه وسلم العظيم بالتوحيد، وإجابته لرئيس العصابة من المشركين في ذلك الوقت، وهو أبو سفيان، فعندما قال: أبو سفيان: اعل هبل. . اعل هبل.. قال ألا تجيبوه، قالوا: ومانقول؟، قال: قولوا: الله أعلى وأجل، ولما قال أبو سفيان: إن لنا العزى ولا عزى لكم، قال: صلى الله عليه وسلم ألا تجيبوا له، فقال: (قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم).
الفوائد:
1. ثقته بربه -سبحانه وتعالى-، وصدق توكله على الله، حيث قال: (الله مولانا، ولا مولى لكم).
2. تفاؤله صلى الله عليه وسلم مع شدة المحن والابتلاء، فإنه مع كثرة القتلى والإصابات يقول: (الله مولانا ولا مولى لكم).
3. الدرس العظيم والمهم من هذه الغزوة هو: أن الخير والتوفيق والسعادة في طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن الشر والضرر في مخالفة أمره، كيف لا والله تعالى يقول: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}([332]).، وهذا يستفاد مما حصل في غزوة أحد من مخالفة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ومانتج عن ذلك من قتل وجرح وغيره.
4. حسن تربيته صلى الله عليه وسلم لصحابته رضي الله عنهم وأدبهم معه؛ فإنه عندما قال لصحابته: (ألا تجيبوا), لم يجيبوا من تلقاء أنفسهم، بل قالوا: ماذا نقول؟ فأخبرهم صلى الله عليه وسلم.
5. مكانة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما حتى عند المشركين، ومعرفتهم بهما، فقد قاما بأعباء هذه الدعوة خير قيام.
6. السكوت عن أبي سفيان أولاً تصغيراً له، حتى إذا ملأه الكبر وانتشى، أخبروه بحقيقة الأمر، وردوا عليه بشجاعة.
7. أنه عند افتخارهم بآلهتهم وشركهم، أمرهم بالرد بقوة تعظيماً للتوحيد، وإعلاماً بعزة الله، وأنه لايغلب جنده.
نص الحديث (خ 4357):([333])
عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: (قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ تُرِيحُنِي([334]) مِنْ ذِي الخَلَصَةِ؟»([335]) فَقُلْتُ: بَلَى، فَانْطَلَقْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ فَارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ،([336]) وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ، وَكُنْتُ لاَ أَثْبُتُ عَلَى الخَيْلِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَضَرَبَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ يَدِهِ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا» قَالَ: فَمَا وَقَعْتُ عَنْ فَرَسٍ بَعْدُ، قَالَ: وَكَانَ ذُو الخَلَصَةِ بَيْتًا بِاليَمَنِ لِخَثْعَمَ، وَبَجِيلَةَ، فِيهِ نُصُبٌ تُعْبَدُ، يُقَالُ لَهُ الكَعْبَةُ، قَالَ: فَأَتَاهَا فَحَرَّقَهَا بِالنَّارِ وَكَسَرَهَا، قَالَ: وَلَمَّا قَدِمَ جَرِيرٌ اليَمَنَ، كَانَ بِهَا رَجُلٌ يَسْتَقْسِمُ بِالأَزْلاَمِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَا هُنَا، فَإِنْ قَدَرَ عَلَيْكَ ضَرَبَ عُنُقَكَ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ يَضْرِبُ بِهَا إِذْ وَقَفَ عَلَيْهِ جَرِيرٌ، فَقَالَ: لَتَكْسِرَنَّهَا وَلَتَشْهَدَنَّ: أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَوْ لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ؟ قَالَ: فَكَسَرَهَا وَشَهِدَ، ثُمَّ بَعَثَ جَرِيرٌ رَجُلًا مِنْ أَحْمَسَ يُكْنَى أَبَا أَرْطَاةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُهُ بِذَلِكَ، فَلَمَّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، مَا جِئْتُ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْرَبُ([337])، قَالَ: فَبَرَّكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ).([338])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. إرساله صلى الله عليه وسلم الرسل والسرايا لإزالة الأصنام والأوثان وكل ما يكون وسيلة للشرك.
2. قلقه واهتمامه صلى الله عليه وسلم العظيم والبالغ بشأن التوحيد وما يضاده، ظهر ذلك جليًا في قوله صلى الله عليه وسلم لجرير رضي الله عنه: (ألا تريحني) فدلَّ أن هذا الموضوع قد شغل باله وهمه. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله (المراد بالراحة: راحة القلب وما كان شيء أتعب لقلب النبي صلى الله عليه وسلم من بقاء ما يشرك به من دون الله تعالى).([339])
الفوائد:
1. سرعة استجابة ذلك الصحابي لطلب النبي صلى الله عليه وسلم وإنجاز ما طلب منه.
2. حرص الصحابة رضي الله عنهم على إدخال السرور على النبي صلى الله عليه وسلم بتحقيق ما طلب منهم، وبشارته بإزالة هذا الصنم. قال النووي رحمه الله: (وفي هذا الحديث استحباب إرسال البشير بالفتوح ونحوها).([340])
3. مكانة الصحابة رضي الله عنهم وجهودهم العظيمة في نشر العقيدة الصحيحة، وإزالة ما يخالف ذلك.
نص الحديث (خ 2808):([341])
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ البَرَاءَ رضي الله عنه، يَقُولُ: (أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ([342]) مُقَنَّعٌ([343]) بِالحَدِيدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُ، أَوْ أُسْلِمُ؟ قَالَ: «أَسْلِمْ، ثُمَّ قَاتِلْ»، فَأَسْلَمَ، ثُمَّ قَاتَلَ، فَقُتِلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عَمِلَ قَلِيلًا وَأُجِرَ كَثِيرًا([344])»).([345])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. استماعه صلى الله عليه وسلم لما يوجه إليه من سؤال من مسلم أو غيره، وإجابته صلى الله عليه وسلم عليه، وتوجيههم الوجهة الحكيمة.
2. دعوته صلى الله عليه وسلم لغير المسلمين إلى الدخول في الإسلام، فهو من أفضل الأعمال وأهمها، وأول عمل مطلوب من الإنسان في هذه الحياة أن يكون مسلمًا.
3. توجيهه صلى الله عليه وسلم لهذا المشرك بأنه لا يقبل من أي شخص أي عمل مهما كان هذا العمل حتى يتحقق إسلامه. {وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا}([346]).
الفوائد:
1. العبرة بالخواتيم، فهذا الرجل عاش في جاهلية وشِرك، بل كان يأبى على قومه الإسلام ويَصدّ عن سبيل الله، ثم أسلم، وخُتِم له بخاتمة الحسنى.
2. أعطى أمته درساً عظيماً في أهمية العقيدة الصحيحة، وبيان فضل الله ورحمته بعد تحقيق التوحيد، فهذا الرجل لم يركع لله ركعة، لكنه أسلم، ثم قاتل.
3. سعة رحمة الله التي وسعت كل شيء لمن مات موحداً، فهذا الرجل أنعم الله عليه بالإسلام، ثم أكرمه بالشهادة، ولم يعمل إلا قليلاً.
4. أنه صلى الله عليه وسلم لم يوافق على مشاركة هذا الكافر من أجل نصرة الإسلام، بل طلب منه أن يسلم أولاً، ثم يشترك في الجهاد ونصرة الإسلام.([347])
نص الحديث (خ 1602):([348])
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ، فَقَالَ المُشْرِكُونَ: إِنَّهُ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ وَقَدْ وَهَنَهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ،([349]) فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «أَنْ يَرْمُلُوا([350]) الأَشْوَاطَ الثَّلاَثَةَ، وَأَنْ يَمْشُوا مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ([351])، وَلَمْ يَمْنَعْهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الأَشْوَاطَ كُلَّهَا إِلَّا الإِبْقَاءُ عَلَيْهِمْ»).([352])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. إظهاره صلى الله عليه وسلم للمشركين أن المسلمين في نشاط وقوة حتى يزرع في قلوبهم الرعب، وأن يقدروا للمسلمين قدرهم. حيث قال المشركون حينما رأوا قوّة المسلمين: (هَؤُلاَءِ أَجْلَدُ مِنْ كَذَا وَكَذَا ! ولا يعد ذلك من الرياء المذموم).([353])
2. قوّة قلبه صلى الله عليه وسلم وقلوب أصحابه أمام هؤلاء المشركين حيث توكّلوا على الله ولم يَخافوا حَسد أهل مكة، ففي رواية لمسلم: فقال المشركون: (إن محمدا وأصحابه لا يستطيعون أن يطوفوا بالبيت من الهزال، وكانوا يحسدونه)([354]). وفي رواية له: (وَكَانَ أَهْلُ مَكَّةَ قَوْمَ حَسَدٍ).([355])
3. فطنته صلى الله عليه وسلم في تحقيق الغرض المنشود في إظهار قوة صحابته.
الفوائد:
1. جواز المعاريض بالفعل كما يجوز بالقول، وربما كانت بالفعل أولى([356]).
2. النبي صلى الله عليه وسلم أظهر قوة صحابته رضي الله عنهم أمام هؤلاء المشركين، وهي أشد تأثيراً من بيان القوة بالقول. والله أعلم.
3. صبر الصحابة رضي الله عنهم في تحمل المشاق؛ من أجل إظهار عزة الإسلام.
4. مشروعية إظهار قوة الإسلام وعزته أمام غير المسلمين.
نص الحديث (خ 1846):([357])
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، دَخَلَ عَامَ الفَتْحِ، وَعَلَى رَأْسِهِ المِغْفَرُ([358])، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ،([359]) مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الكَعْبَةِ فَقَالَ «اقْتُلُوهُ»).([360])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. اهتمامه صلى الله عليه وسلم بإقامة الحدود واستيفاء القصاص، وإن تعلق المجرم بأستار الكعبة، لم يعفِه عن إقامة الحدود، فكيف إذا كان مشركاً.([361])
2. إقراره صلى الله عليه وسلم رفع أخبار أهل الفساد من المشركين أو غيرهم إلى ولاة الأمر، ولا يكون ذلك من الغيبة المحرمة ولا النميمة.([362]) على ألا يترتب عليه تتبع العورات، وابتغاء العثرات.
الفوائد:
1. أخذه صلى الله عليه وسلم بالأسباب، وأنه لا ينافي التوكل على الله، ولذا لبس المغفر، فهو صلى الله عليه وسلم سيد المتوكلين، قال ابن حجر: (وقد ظاهَر بين درعين مع أنهم كانوا إذا اشتد البأس كان أمام الكل، وأيضا فالتوكل لا ينافي تعاطي الأسباب؛ لأن التوكل عمل القلب، وهي عمل البدن). اهـ.([363])
2. حرمة الدماء وتعظيمها في نفوس صحابته رضي الله عنهم ظهر ذلك في تثبتهم، ورجوعهم للنبي صلى الله عليه وسلم وسؤالهم عن ابن خطل.
3. أن الكعبة لا تعيذ عاصياً، ولا تمنع من إقامة حد واجب..([364])
نص الحديث (خ 2537):([365])
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسٌ رضي الله عنه: (أَنَّ رِجَالًا مِنَ الأَنْصَارِ([366]) اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: ائْذَنْ لَنَا، فَلْنَتْرُكْ لِابْنِ أُخْتِنَا عَبَّاسٍ([367]) فِدَاءَهُ، فَقَالَ: «لاَ تَدَعُونَ([368]) مِنْهُ دِرْهَمًا»).([369])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. مساواته صلى الله عليه وسلم في الفدية من الأسرى، ولو كان قريباً.
2. إضعافه صلى الله عليه وسلم للمشركين ماديًا، بما يأخذه منهم من الفداء، وتوهينهم عن الإنفاق في حربهم للمسلمين، وتقوية المسلمين بما أخذه منهم.
3. رحمته صلى الله عليه وسلم بأعدائه والمحاربين له، حيث قبل الفداء من أسرى المشركين، ولو كانت الغلبة لهم لأثخنوا بالمسلمين قتلاً وتنكيلاً.
4. الموالاة في الله وفي دين الله للمسلمين، ولا موالاة للمشركين، ولو كانوا أولي قربى.
5. تأكيده صلى الله عليه وسلم لصحابته في شأن فدية العباس ألا يدعوا منه درهماً، باليمين في قوله: (والله لاتدعون منه درهماً).
الفوائد:
1. وإنما قالوا: ابن أختنا؛ لأن جدة العباس أم عبدالمطلب من بني النجار؛ وإنما قالوا: ابن أختنا، ولم يقولوا: عمك؛ لتكون المنة عليهم في إطلاقه بخلاف ما لو قالوا عمك لكانت المنة عليه صلى الله عليه وسلم وهذا من قوة الذكاء وحسن الأدب في الخطاب.([370])
2. مشروعية العدل، والبعد عن التهمة في محاباة القريب.
نص الحديث (خ 2780):([371])
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: (خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَهْمٍ مَعَ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، وَعَدِيِّ([372]) بْنِ بَدَّاءٍ، فَمَاتَ السَّهْمِيُّ بِأَرْضٍ لَيْسَ بِهَا مُسْلِمٌ([373])، فَلَمَّا قَدِمَا بِتَرِكَتِهِ([374])، فَقَدُوا جَامًا([375]) مِنْ فِضَّةٍ مُخَوَّصًا([376]) مِنْ ذَهَبٍ، «فَأَحْلَفَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»، ثُمَّ وُجِدَ الجَامُ بِمَكَّةَ، فَقَالُوا: ابْتَعْنَاهُ مِنْ تَمِيمٍ وَعَدِيٍّ، فَقَامَ رَجُلاَنِ مِنْ أَوْلِيَائِهِ([377])، فَحَلَفَا لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا، وَإِنَّ الجَامَ لِصَاحِبِهِمْ، قَالَ: وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ ۚ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۙ وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الْآثِمِينَ}([378]).([379])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. استماع الرسول صلى الله عليه وسلم لشكاوى صحابته على غير المسلمين والحكم فيها.
2. تعظيم اليمين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنها من الأدلة في إثبات شيء أو نفيه، وهذا أمر موجود في كل الشرائع والأديان والقوانين يتم اللجوء إليها عند عدم وجود أدلة تثبت الحق سواها.
3. إلزامه صلى الله عليه وسلم للخصم باليمين، ولو كان غير مسلم عند عدم وجود البينة.
4. التأكد من ادعاء الخصم، وعدم قبوله إلا ببينة، لا سيما إذا كان غير مسلم.
5. سعيه صلى الله عليه وسلم لتحقيق العدل، ورد المظالم.
نص الحديث(خ 4086):([380])
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: (بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً([381]) عَيْنًا([382])، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ» وَهُوَ جَدُّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ([383]) ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو لَحْيَانَ، فَتَبِعُوهُمْ بِقَرِيبٍ مِنْ مِائَةِ رَامٍ، فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ([384]) حَتَّى أَتَوْا مَنْزِلًا نَزَلُوهُ، فَوَجَدُوا فِيهِ نَوَى تَمْرٍ تَزَوَّدُوهُ مِنَ المَدِينَةِ، فَقَالُوا: هَذَا تَمْرُ يَثْرِبَ، فَتَبِعُوا آثَارَهُمْ حَتَّى لَحِقُوهُمْ، فَلَمَّا انْتَهَى عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ لَجَؤوا إِلَى فَدْفَدٍ([385])، وَجَاءَ القَوْمُ فَأَحَاطُوا بِهِمْ، فَقَالُوا: لَكُمُ العَهْدُ وَالمِيثَاقُ إِنْ نَزَلْتُمْ إِلَيْنَا، أَنْ لاَ نَقْتُلَ مِنْكُمْ رَجُلًا، فَقَالَ عَاصِمٌ: أَمَّا أَنَا فَلاَ أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ، اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ، فَقَاتَلُوهُمْ حَتَّى قَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةِ([386]) نَفَرٍ بِالنَّبْلِ، وَبَقِيَ خُبَيْبٌ وَزَيْدٌ وَرَجُلٌ آخَرُ([387])، فَأَعْطَوْهُمُ العَهْدَ وَالمِيثَاقَ، فَلَمَّا أَعْطَوْهُمُ العَهْدَ وَالمِيثَاقَ نَزَلُوا إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ حَلُّوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ، فَرَبَطُوهُمْ بِهَا، فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ الَّذِي مَعَهُمَا: هَذَا أَوَّلُ الغَدْرِ، فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ فَجَرَّرُوهُ وَعَالَجُوهُ عَلَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ، فَلَمْ يَفْعَلْ فَقَتَلُوهُ، وَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبٍ، وَزَيْدٍ حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ([388])، فَاشْتَرَى خُبَيْبًا بَنُو الحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ، وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الحَارِثَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَمَكَثَ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا، حَتَّى إِذَا أَجْمَعُوا قَتْلَهُ، اسْتَعَارَ مُوسًى([389]) مِنْ بَعْضِ بَنَاتِ الحَارِثِ لِيَسْتَحِدَّ([390]) بِهَا فَأَعَارَتْهُ، قَالَتْ: فَغَفَلْتُ عَنْ صَبِيٍّ لِي([391])، فَدَرَجَ إِلَيْهِ حَتَّى أَتَاهُ فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ فَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَ ذَاكَ مِنِّي وَفِي يَدِهِ المُوسَى، فَقَالَ: أَتَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ذَاكِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَكَانَتْ تَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ، لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ وَمَا بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ ثَمَرَةٌ، وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الحَدِيدِ، وَمَا كَانَ إِلَّا رِزْقٌ رَزَقَهُ اللَّهُ، فَخَرَجُوا بِهِ مِنَ الحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ، فَقَالَ: دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: لَوْلاَ أَنْ تَرَوْا أَنَّ مَا بِي([392]) جَزَعٌ مِنَ المَوْتِ لَزِدْتُ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ القَتْلِ هُوَ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا([393])، ثُمَّ قَالَ: مَا أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا. .. عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي،
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ. .. يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ([394]) شِلْوٍ([395]) مُمَزَّعِ
ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ عُقبَةُ بْنُ الحَارِثِ فَقَتَلَهُ، وَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ إِلَى عَاصِمٍ لِيُؤْتَوْا بِشَيْءٍ مِنْ جَسَدِهِ يَعْرِفُونَهُ، وَكَانَ عَاصِمٌ قَتَلَ عَظِيمًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِثْلَ الظُّلَّةِ([396]) مِنَ الدَّبْر([397])، فَحَمَتْهُ مِنْ رُسُلِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ).([398])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. إرساله صلى الله عليه وسلم السرايا لمعرفة ما لدى الأعداء حتى يكون على حذر واستعداد.
2. حرصه صلى الله عليه وسلم على سلامة المسلمين وأمنهم، من كيد المشركين.
3. جمع صلى الله عليه وسلم المسلمين على قائد واحد، ولذا أمّر عليهم واحداً.
الفوائد:
1. صدق نبوته صلى الله عليه وسلم حيث أخبر صحابته بما جرى لهؤلاء الذين بعثهم.
2. قوة الإيمان تعلو فوق كل شيء، ظهر ذلك في ثبات عاصم وخبيب.
3. محبة الصحابة رضي الله عنهم للصلاة، وقوة صلتهم بالله -سبحانه وتعالى-، حيث إن خبيبا رضي الله عنه طلب قبل أن يقتل أن يسمحوا له بصلاة ركعتين. وقد عَرَف المشركون هذا، فقالوا في بعض مَواجهات المسلمين: (إنه ستأتيهم صلاة هي أحبّ إليهم مِن الأولاد) !([399])
4. إكرام الله لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم وأرضاهم إكرامًا لا يوصف، ولا يقدر عليه أحد إلا الله حيث:
أ-أطعم الله خبيبًا العنب، وهو في الأسر، ولا يوجد في مكة عنب في ذلك الوقت.
ب-لما أراد الكفار أن يقطعوا من جسد عاصم شيئًا أرسل الله إليه مثل الظلة من الدبر لحمايته، فلم يستطع أحد أن يقربه.
5. غدر الكفار وعدم وفائهم وكذبهم مهما كان الأمر، وظهر هذا في مواضع كثيرة:
أ-إعطاء العهد عندما أحاطوا بسرية المسلمين، وعدم الوفاء به.
ب-نكث العهد وأسر أصحاب السرية.
ج-قتل معظم أصحاب السرية وبيع من تبقى منهم إلى أعدائهم.
6. الدعاء على المشركين بالتعميم.([400])
7. وفاء الصحابة رضي الله عنهم وعدم الغدر، ظهر ذلك في موقف خبيب رضي الله عنه، فلم يتحين خبيب الفرصة للغدر، وقد مكنه الله من أحد أفراد البيت الذي هو أسير فيه، وكان بإمكانه أن يقتله أو يتخذه رهينة حتى ينجو به، لكنه لم يفعل ذلك؛ لأن الغدر ليس من شيم المسلمين، وخاصة بالضعفاء من الأطفال والنساء.
نص الحديث (خ 3051):([401])
عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: (أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَيْنٌ([402]) مِنَ المُشْرِكِينَ وَهُوَ فِي سَفَرٍ، فَجَلَسَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ يَتَحَدَّثُ، ثُمَّ انْفَتَلَ([403])، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اطْلُبُوهُ، وَاقْتُلُوهُ». فَقَتَلَهُ([404])، فَنَفَّلَهُ([405]) سَلَبَهُ).([406])([407])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. سرعة إصدار أوامره صلى الله عليه وسلم بملاحقة المحارب من المشركين وقتله، ولا سيما أنه جاء للتجسس على المسلمين.
2. تفقده صلى الله عليه وسلم وفطنته للمشركين الذين يأتون إلى المسلمين، والغرض من مجيئهم.
3. عنايته صلى الله عليه وسلم بمصالح المسلمين، وحمايتهم.
نص الحديث (خ 3905):([408])
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: (لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ، إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَفَيِ النَّهَارِ، بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، فَلَمَّا ابْتُلِيَ المُسْلِمُونَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا نَحْوَ أَرْضِ الحَبَشَةِ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَرْكَ الغِمَادِ([409]) لَقِيَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ([410]) وَهُوَ سَيِّدُ القَارَةِ([411])، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَخْرَجَنِي قَوْمِي، فَأُرِيدُ أَنْ أَسِيحَ فِي الأَرْضِ، وَأَعْبُدَ رَبِّي، قَالَ ابْنُ الدَّغِنَةِ: فَإِنَّ مِثْلَكَ -يَا أَبَا بَكْرٍ- لاَ يَخْرُجُ وَلاَ يُخْرَجُ، إِنَّكَ تَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ، فَأَنَا لَكَ جَارٌ، ارْجِعْ وَاعْبُدْ رَبَّكَ بِبَلَدِكَ، فَرَجَعَ وَارْتَحَلَ مَعَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ، فَطَافَ ابْنُ الدَّغِنَةِ عَشِيَّةً فِي أَشْرَافِ قُرَيْشٍ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لاَ يَخْرُجُ مِثْلُهُ وَلاَ يُخْرَجُ، أَتُخْرِجُونَ رَجُلًا يَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَحْمِلُ الكَلَّ وَيَقْرِي الضَّيْفَ، وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ؟ فَلَمْ تُكَذِّبْ قُرَيْشٌ([412]) بِجِوَارِ ابْنِ الدَّغِنَةِ، وَقَالُوا: لِابْنِ الدَّغِنَةِ: مُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيَعْبُدْ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، فَلْيُصَلِّ فِيهَا وَلْيَقْرَأْ مَا شَاءَ، وَلاَ يُؤْذِينَا بِذَلِكَ وَلاَ يَسْتَعْلِنْ بِهِ، فَإِنَّا نَخْشَى أَنْ يَفْتِنَ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا، فَقَالَ ذَلِكَ ابْنُ الدَّغِنَةِ لِأَبِي بَكْرٍ، فَلَبِثَ أَبُو بَكْرٍ بِذَلِكَ يَعْبُدُ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، وَلاَ يَسْتَعْلِنُ بِصَلاَتِهِ، وَلاَ يَقْرَأُ فِي غَيْرِ دَارِهِ، ثُمَّ بَدَا لِأَبِي بَكْرٍ، فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ، وَيَقْرَأُ القُرْآنَ، فَيَنْقَذِفُ عَلَيْهِ([413]) نِسَاءُ المُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَعْجَبُونَ مِنْهُ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً، لاَ يَمْلِكُ عَيْنَيْهِ إِذَا قَرَأَ القُرْآنَ، وَأَفْزَعَ ذَلِكَ أَشْرَافَ قُرَيْشٍ مِنَ المُشْرِكِينَ، فَأَرْسَلُوا إِلَى ابْنِ الدَّغِنَةِ فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: إِنَّا كُنَّا أَجَرْنَا أَبَا بَكْرٍ بِجِوَارِكَ، عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، فَقَدْ جَاوَزَ ذَلِكَ، فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ، فَأَعْلَنَ بِالصَّلاَةِ وَالقِرَاءَةِ فِيهِ، وَإِنَّا قَدْ خَشِينَا أَنْ يَفْتِنَ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا، فَانْهَهُ، فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ فَعَلَ، وَإِنْ أَبَى إِلَّا أَنْ يُعْلِنَ بِذَلِكَ، فَسَلْهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْكَ ذِمَّتَكَ، فَإِنَّا قَدْ كَرِهْنَا أَنْ نُخْفِرَكَ([414])، وَلَسْنَا مُقِرِّينَ لِأَبِي بَكْرٍ الِاسْتِعْلاَنَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَتَى ابْنُ الدَّغِنَةِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي عَاقَدْتُ لَكَ عَلَيْهِ، فَإِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ، وَإِمَّا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيَّ ذِمَّتِي، فَإِنِّي لاَ أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ العَرَبُ أَنِّي أُخْفِرْتُ فِي رَجُلٍ عَقَدْتُ لَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَإِنِّي أَرُدُّ إِلَيْكَ جِوَارَكَ، وَأَرْضَى بِجِوَارِ اللَّهِ -عز وجل- وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلْمُسْلِمِينَ: «إِنِّي أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ، ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لاَبَتَيْنِ» وَهُمَا الحَرَّتَانِ، فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ المَدِينَةِ، وَرَجَعَ عَامَّةُ([415])مَنْ كَانَ هَاجَرَ بِأَرْضِ الحَبَشَةِ إِلَى المَدِينَةِ، وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ قِبَلَ المَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عَلَى رِسْلِكَ؛ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي»، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَهَلْ تَرْجُو ذَلِكَ بِأَبِي أَنْتَ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ([416]) نَفْسَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيَصْحَبَهُ، وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ كَانَتَا عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُرِ وَهُوَ الخَبَطُ([417])، أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ: عُرْوَةُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَبَيْنَمَا نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسٌ فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ([418])، قَالَ قَائِلٌ لِأَبِي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُتَقَنِّعًا([419])، فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِدَاءٌ لَهُ أَبِي وَأُمِّي، وَاللَّهِ مَا جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا أَمْرٌ، قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأْذَنَ، فَأُذِنَ لَهُ فَدَخَلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي بَكْرٍ: «أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ». فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ، بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَإِنِّي قَدْ أُذِنَ لِي فِي الخُرُوجِ» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: الصَّحَابَةُ بِأَبِي أَنْتَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَخُذْ - بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ - إِحْدَى رَاحِلَتَيَّ هَاتَيْنِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بِالثَّمَنِ». قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الجِهَازِ([420])، وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً([421]) فِي جِرَابٍ، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا،([422]) فَرَبَطَتْ بِهِ عَلَى فَمِ الجِرَابِ، فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ، قَالَتْ: ثُمَّ لَحِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ فِي جَبَلِ ثَوْرٍ، فَكَمَنَا([423]) فِيهِ ثَلاَثَ لَيَالٍ، يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَهُوَ غُلاَمٌ شَابٌّ، ثَقِفٌ([424]) لَقِنٌ،([425]) فَيُدْلِجُ([426]) مِنْ عِنْدِهِمَا بِسَحَرٍ، فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ، فَلاَ يَسْمَعُ أَمْرًا، يُكْتَادَانِ بِهِ([427]) إِلَّا وَعَاهُ، حَتَّى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلاَمُ، وَيَرْعَى عَلَيْهِمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ مِنْحَةً مِنْ غَنَمٍ، فَيُرِيحُهَا([428]) عَلَيْهِمَا حِينَ تَذْهَبُ سَاعَةٌ مِنَ العِشَاءِ، فَيَبِيتَانِ فِي رِسْلٍ([429]) وَهُوَ لَبَنُ مِنْحَتِهِمَا وَرَضِيفِهِمَا،([430]) حَتَّى يَنْعِقَ([431]) بِهَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بِغَلَسٍ، يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلاَثِ، وَاسْتَأْجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي الدِّيلِ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَبْدِ بْنِ عَدِيٍّ، هَادِيَا خِرِّيتًا، وَالخِرِّيتُ المَاهِرُ بِالهِدَايَةِ، قَدْ غَمَسَ حِلْفًا([432]) فِي آلِ العَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ، وَهُوَ عَلَى دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، فَأَمِنَاهُ فَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا، وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، بِرَاحِلَتَيْهِمَا صُبْحَ ثَلاَثٍ، وَانْطَلَقَ مَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَالدَّلِيلُ، فَأَخَذَ بِهِمْ طَرِيقَ السَّوَاحِلِ).([433])
خ 3906 - قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكٍ المُدْلِجِيُّ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمٍ يَقُولُ: (جَاءَنَا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، يَجْعَلُونَ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ، دِيَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، مَنْ قَتَلَهُ أَوْ أَسَرَهُ، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمِي بَنِي مُدْلِجٍ، أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ جُلُوسٌ، فَقَالَ يَا سُرَاقَةُ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ آنِفًا أَسْوِدَةً بِالسَّاحِلِ، أُرَاهَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ، قَالَ سُرَاقَةُ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ، وَلَكِنَّكَ رَأَيْتَ فُلاَنًا وَفُلاَنًا، انْطَلَقُوا بِأَعْيُنِنَا([434])، ثُمَّ لَبِثْتُ فِي المَجْلِسِ سَاعَةً، ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي أَنْ تَخْرُجَ بِفَرَسِي، وَهِيَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ، فَتَحْبِسَهَا عَلَيَّ، وَأَخَذْتُ رُمْحِي، فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ البَيْتِ، فَحَطَطْتُ بِزُجِّهِ الأَرْضَ،([435]) وَخَفَضْتُ عَالِيَهُ، حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُهَا، فَرَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي، حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُمْ، فَعَثَرَتْ بِي فَرَسِي، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، فَقُمْتُ فَأَهْوَيْتُ يَدِي إِلَى كِنَانَتِي، فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا الأَزْلاَمَ([436]) فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا: أَضُرُّهُمْ أَمْ لاَ، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي، وَعَصَيْتُ الأَزْلاَمَ، تُقَرِّبُ بِي حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ لاَ يَلْتَفِتُ، وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الِالْتِفَاتَ، سَاخَتْ يَدَا فَرَسِي فِي الأَرْضِ، حَتَّى بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، ثُمَّ زَجَرْتُهَا فَنَهَضَتْ، فَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيْهَا، فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً، إِذَا لِأَثَرِ يَدَيْهَا عُثَانٌ سَاطِعٌ فِي السَّمَاءِ مِثْلُ الدُّخَانِ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِالأَزْلاَمِ، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ، فَنَادَيْتُهُمْ بِالأَمَانِ فَوَقَفُوا، فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى جِئْتُهُمْ، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ مَا لَقِيتُ مِنَ الحَبْسِ عَنْهُمْ، أَنْ سَيَظْهَرُ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَعَلُوا فِيكَ الدِّيَةَ، وَأَخْبَرْتُهُمْ أَخْبَارَ مَا يُرِيدُ النَّاسُ بِهِمْ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمُ الزَّادَ وَالمَتَاعَ، فَلَمْ يَرْزَآنِي وَلَمْ يَسْأَلاَنِي، إِلَّا أَنْ قَالَ: «أَخْفِ عَنَّا». فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابَ أَمْنٍ، فَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ فَكَتَبَ فِي رُقْعَةٍ مِنْ أَدِيمٍ، ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.([437])
خ 3615-عن البَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، قال: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، إِلَى أَبِي فِي مَنْزِلِهِ، فَاشْتَرَى مِنْهُ رَحْلًا([438])، فَقَالَ لِعَازِبٍ: ابْعَثِ ابْنَكَ يَحْمِلْهُ مَعِي، قَالَ: فَحَمَلْتُهُ مَعَهُ، وَخَرَجَ أَبِي يَنْتَقِدُ([439]) ثَمَنَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: يَا أَبَا بَكْرٍ، حَدِّثْنِي كَيْفَ صَنَعْتُمَا حِينَ سَرَيْتَ([440]) مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟، قَالَ: نَعَمْ، أَسْرَيْنَا لَيْلَتَنَا وَمِنَ الغَدِ، حَتَّى قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ([441]) وَخَلاَ الطَّرِيقُ لاَ يَمُرُّ فِيهِ أَحَدٌ، فَرُفِعَتْ لَنَا([442]) صَخْرَةٌ طَوِيلَةٌ لَهَا ظِلٌّ، لَمْ تَأْتِ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، فَنَزَلْنَا عِنْدَهُ، وَسَوَّيْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَكَانًا بِيَدِي يَنَامُ عَلَيْهِ، وَبَسَطْتُ فِيهِ فَرْوَةً،([443]) وَقُلْتُ: نَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنَا أَنْفُضُ لَكَ مَا حَوْلَكَ([444])، فَنَامَ وَخَرَجْتُ أَنْفُضُ مَا حَوْلَهُ، فَإِذَا أَنَا بِرَاعٍ مُقْبِلٍ بِغَنَمِهِ إِلَى الصَّخْرَةِ، يُرِيدُ مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي أَرَدْنَا، فَقُلْتُ لَهُ: لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلاَمُ؟، فَقَالَ: لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ، أَوْ مَكَّةَ، قُلْتُ: أَفِي غَنَمِكَ لَبَنٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: أَفَتَحْلُبُ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَخَذَ شَاةً، فَقُلْتُ: انْفُضِ الضَّرْعَ مِنَ التُّرَابِ وَالشَّعَرِ وَالقَذَى، قَالَ: فَرَأَيْتُ البَرَاءَ يَضْرِبُ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى يَنْفُضُ، فَحَلَبَ فِي قَعْبٍ([445]) كُثْبَةً([446]) مِنْ لَبَنٍ، وَمَعِي إِدَاوَةٌ حَمَلْتُهَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْتَوِي([447]) مِنْهَا، يَشْرَبُ وَيَتَوَضَّأُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُ، فَوَافَقْتُهُ حِينَ اسْتَيْقَظَ،([448]) فَصَبَبْتُ مِنَ المَاءِ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ، فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قَالَ: «أَلَمْ يَأْنِ لِلرَّحِيلِ» قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَارْتَحَلْنَا بَعْدَمَا مَالَتِ الشَّمْسُ، وَاتَّبَعَنَا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ، فَقُلْتُ: أُتِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا» فَدَعَا عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَارْتَطَمَتْ([449]) بِهِ فَرَسُهُ إِلَى بَطْنِهَا - أُرَى - فِي جَلَدٍ([450]) مِنَ الأَرْضِ، - شَكَّ زُهَيْرٌ - فَقَالَ: إِنِّي أُرَاكُمَا قَدْ دَعَوْتُمَا عَلَيَّ، فَادْعُوَا لِي، فَاللَّهُ لَكُمَا أَنْ أَرُدَّ عَنْكُمَا الطَّلَبَ([451])، فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَنَجَا، فَجَعَلَ لاَ يَلْقَى أَحَدًا إِلَّا قَالَ: قَدْ كَفَيْتُكُمْ مَا هُنَا، فَلاَ يَلْقَى أَحَدًا إِلَّا رَدَّهُ، قَالَ: وَوَفَى لَنَا).([452])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. استئجاره صلى الله عليه وسلم للكافر على هداية الطريق إذ أمن إليه.([453])
2. صبره صلى الله عليه وسلم على ما يلاقيه من أذى كفار قريش.
3. حكمته صلى الله عليه وسلم والأخذ بالأسباب في التخفي عن المشركين، حيث جاء متقنعًا، وفي وقت الظهيرة، وطلبه صلى الله عليه وسلم من أبي بكر أن يخرج من عنده، وكل هذا مع صدق توكله على الله.
4. حسن تدبيره صلى الله عليه وسلم وترتيبه لمراحل الهجرة، ووضع التدابير التي تضمن عدم علم المشركين بهجرته.
5. تحديده صلى الله عليه وسلم وقتاً يأتيهم فيه هذا الخريت الدليل للطريق.
6. ثباته صلى الله عليه وسلم عندما لحق بهم سراقة بن مالك، فلم يلتفت إليه.
7. استماعه صلى الله عليه وسلم لطلب سراقة بأن يخرج الله فرسه من الأرض، وإجابته صلى الله عليه وسلم بأن دعا له.
8. طلبه صلى الله عليه وسلم من هذا المشرك وهو سراقة إخفاء أمرهم والتمويه على المشركين بعد دعائه صلى الله عليه وسلم له.
9. عزته واستغناؤه صلى الله عليه وسلم عما في يدي سراقة من طعام أو مال، إذ كان مشركاً.
10. وفاؤه صلى الله عليه وسلم بما وعد به سواء كان مع مسلم أو مشرك، فعندما قابل سراقة بعد سنوات قال له: (يوم وفاء وبر).([454])
الفوائد:
1. ثقته بربه في صدق توكله بأن يؤذن له في الهجرة.
2. محبته صلى الله عليه وسلم للرفقة الصالحة، وحرصه عليها، وتواضعه، فقد طلب من أبي بكر رضي الله عنه ألا يستعجل في الهجرة، لعل الله أن يأذن له.
3. محبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لنبيهم محبة عظيمة، فأصبح كل واحد يريد أن يفديه بأبيه وأمه، ولم تكن هذه المحبة خاصة بمن كان يجالسه فقط، بل شملت الصغير والكبير، والذكر والأنثى، ظهرت تلك المحبة في حديث الهجرة مع بيت أبي بكر من زوجة وأبناء وبنات، كل يسعى لتحقيق ما طلب منه، وفي مقدمتهم أبو بكر رضي الله عنه، الذي كان يفتدي بنفسه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل في الغار قبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الطريق يمشي أمامه وتارة خلفه، كل ذلك من أجل الدفاع عنه وحمايته.
4. صدق توكله صلى الله عليه وسلم على الله، وبهذا حقق الله له النجاة والتوفيق والحفظ وظهر ذلك جليًا في:
أ. حفظ الله -سبحانه وتعالى- لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم عندما لحقه سراقة، ثم دعا عليه حتى ساخت أرجل الفرس، فنجاه ربه من سراقة وغيره.
ب. تلك المعجزة الإلهية لنبيه صلى الله عليه وسلم إذ إنه خرج ووضع على رؤوس كفار قريش التراب، ولم يصبه منهم أذى، ولم يره منهم أحد.
ج. وقوف بعض المشركين بجانب الغار، وقد خشي أبو بكر رضي الله عنه من رؤيتهم لهما في الغار، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}([455]).
5. أخذه صلى الله عليه وسلم بالأسباب، فقد هاجر متخفيا، وسلك طريقا وعرا استمر فيه أياما؛ ليعلم الدعاة إلى الله أن طريق الدعوة ليس مفروشا بالورود والرياحين، بل لابد من الجد والاجتهاد، والأخذ بالأسباب في الدعوة إلى الله، ولو نالك من المشقة والتعب ما نالك.
6. آية من آيات نبوته صلى الله عليه وسلم أن سراقة بن مالك في أول النهار يطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه، وفي آخر النهار يعمّي عنهما.
نص الحديث (خ 3976):([456])
عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، (أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ صَنَادِيدِ([457]) قُرَيْشٍ، فَقُذِفُوا فِي طَوِيٍّ([458]) مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ خَبِيث([459]) مُخْبِثٍ([460])، وَكَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالعَرْصَةِ([461]) ثَلاَثَ لَيَالٍ، فَلَمَّا كَانَ بِبَدْرٍ اليَوْمَ الثَّالِثَ أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَشُدَّ عَلَيْهَا رَحْلُهَا، ثُمَّ مَشَى وَاتَّبَعَهُ أَصْحَابُهُ، وَقَالُوا: مَا نُرَى يَنْطَلِقُ إِلَّا لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، حَتَّى قَامَ عَلَى شَفَةِ الرَّكِيِّ([462])، فَجَعَلَ يُنَادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ: «يَا فُلاَنُ بْنَ فُلاَنٍ، وَيَا فُلاَنُ بْنَ فُلاَنٍ، أَيَسُرُّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمُ([463]) اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا، فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟» قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تُكَلِّمُ مِنْ أَجْسَادٍ لاَ أَرْوَاحَ لَهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ»)، قَالَ قَتَادَةُ: (أَحْيَاهُمُ اللَّهُ حَتَّى أَسْمَعَهُمْ قَوْلَهُ تَوْبِيخًا وَتَصْغِيرًا وَنَقِيمَةً([464]) وَحَسْرَةً وَنَدَمًا).([465])
م 7223- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، تَرَكَ قَتْلَى بَدْرٍ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَامَ عَلَيْهِمْ فَنَادَاهُمْ، فَقَالَ: «يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، يَا أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، يَا عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، يَا شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، أَلَيْسَ قَدْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا» فَسَمِعَ عُمَرُ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ يَسْمَعُوا وَأَنَّى يُجِيبُوا وَقَدْ جَيَّفُوا؟ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يُجِيبُوا» ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ فَسُحِبُوا، فَأُلْقُوا فِي قَلِيبِ بَدْرٍ).([466])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. اعتناؤه صلى الله عليه وسلم بالموعظة، فالحدث عظيم جداً، فأراد صلى الله عليه وسلم لهؤلاء المشركين الأسرى الذين معه وغيرهم أن يتعظوا بما حصل لهؤلاء المشركين الذين عاندوا واستكبروا عن قبول الحق، ثم رموا في القليب.
2. أمره صلى الله عليه وسلم برمي أربعة وعشرين من كفار قريش بعد معركة بدر في القليب.
3. إلقاؤه صلى الله عليه وسلم للجثث في القليب كرامة للإنسان؛ لئلا يبقى على وجه الأرض، فيتأذى الناس برائحته.
الفوائد:
1. قيامه صلى الله عليه وسلم على شفة الركي التي رُمي فيها المشركون.
2. مناداته صلى الله عليه وسلم للمشركين بأسمائهم، وأسماء آبائهم.
3. إخباره صلى الله عليه وسلم للمشركين بأنه قد وجد ما وعد ربه حقاً.
4. سؤاله صلى الله عليه وسلم للمشركين بـ "فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟".
5. على المسلم أخذ العبرة والموعظة من هذا الحديث، وهذا المشهد العظيم، وكيف كانت النهاية؟.
6. أن الباطل مهما برز وظهر وتزخرف فإن نهايته إلى الزوال والنهاية.
7. أن من عاند وكابر واستكبر عن قبول الحق، وعصى الله ورسوله، وأظهر عداوته، فستكون عاقبته الذل والصغار والخسارة والحسرة والندامة، فهل من معتبر؟
8. معجزته صلى الله عليه وسلم في مخاطبته للأموات من المشركين، وإخباره صلى الله عليه وسلم لصحابته بأنهم يسمعون كلامه.
نص الحديث(خ 4373):([467])
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: (قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يَقُولُ: إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ الأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ([468]) تَبِعْتُهُ، وَقَدِمَهَا فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِطْعَةُ جَرِيدٍ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: «لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ القِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا، وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ([469]) فِيكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ، وَإِنِّي لَأَرَاكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ، مَا رَأَيْتُ وَهَذَا ثَابِتٌ يُجِيبُكَ عَنِّي([470])» ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ).([471])
خ 4374 - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (فَسَأَلْتُ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكَ أُرَى الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا أَرَيْتُ([472]) »، فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا، فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي المَنَامِ: أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي " أَحَدُهُمَا العَنْسِيُّ([473])، وَالآخَرُ مُسَيْلِمَةُ).([474])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. سماعه صلى الله عليه وسلم هذا المشرك دون مقاطعة.
2. قوته وشجاعته صلى الله عليه وسلم مع المعاندين الكذابين المشركين حتى ولو كان معهم قومهم.
3. مخاطبته صلى الله عليه وسلم لهذا الكذاب المشرك بأنه لن يعدو أمر الله فيه، ووقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم.
4. بيانه صلى الله عليه وسلم للحق في تعامله مع الكفار، وغيرهم.
5. مجيئه صلى الله عليه وسلم بنفسه إلى من قدم يريد لقاءه من الكفار، إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين.([475])
6. استعانته صلى الله عليه وسلم بصحابته رضي الله عنهم في مخاطبة المشركين، وعدم قصر ذلك على نفسه، يقول الإمام ابن حجر -رحمه الله-: (استعانة الإمام بأهل البلاغة في جواب أهل العناد ونحو ذلك).([476])
7. مخاطبته صلى الله عليه وسلم لهذا المشرك بأقل الكلام وأقوى عبارة، كيف لا، وقد أعطي جوامع الكلم؟ عليه الصلاة والسلام.
8. رده صلى الله عليه وسلم لما جاء به هذا المشرك من طلب.
الفوائد:
1. قوة إيمانه صلى الله عليه وسلم وثقته بربه -سبحانه- حتى أخبر هذا المشرك أنه لن يعدو أمر الله، وأنه إن أعرض سوف يهلكه الله.
2. ويؤخذ من هذه القصة منقبة للصديق رضي الله عنه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم تولى نفخ السوارين بنفسه حتى طارا، فأما الأسود فقتل في زمنه، وأما مسيلمة فكان القائم عليه حتى قتله أبو بكر الصديق، فقام مقام النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.([477])
نص الحديث (م 4700):([478])
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ: (خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ بَدْرٍ، فَلَمَّا كَانَ بِحَرَّةِ الْوَبَرَةِ([479]) أَدْرَكَهُ رَجُلٌ قَدْ كَانَ يُذْكَرُ مِنْهُ جُرْأَةٌ وَنَجْدَةٌ، فَفَرِحَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَأَوْهُ، فَلَمَّا أَدْرَكَهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: جِئْتُ لِأَتَّبِعَكَ، وَأُصِيبَ مَعَكَ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «فَارْجِعْ، فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ»، قَالَتْ: ثُمَّ مَضَى حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالشَّجَرَةِ([480]) أَدْرَكَهُ الرَّجُلُ، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، قَالَ: «فَارْجِعْ، فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ»، قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ فَأَدْرَكَهُ بِالْبَيْدَاءِ، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ: «تُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ؟» قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَانْطَلِقْ»)([481])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. استماعه صلى الله عليه وسلم لطلب هذا المشرك، وهو نصرة الرسول، والإصابة من الغنائم.
2. سعة صدره صلى الله عليه وسلم لكثرة طلب وسؤال هذا المشرك.
3. عدم استعانته صلى الله عليه وسلم بالمشركين ما داموا على شركهم، حتى ولو كانوا متميزين بالشجاعة ونحوها.
4. بيانه صلى الله عليه وسلم أن الإيمان من الثوابت التي لايقبل التنازل عنها؛ ولذا كرَّرَ عليه طلب الإيمان، وأفاده بأنه لن يقبل نصرته له ما لم يؤمن بالله ورسوله، فالإيمان شرط لصحة العمل لهذا الدين.
5. توثقه صلى الله عليه وسلم من إيمان هذا الرجل بقوله: (تؤمن بالله ورسوله).
6. إجازته صلى الله عليه وسلم مشاركة هذا المشرك بعد إسلامه مع المسلمين في بدر، وأمره بالانطلاق؛ لأنه أصبح مسلمًا.
الفوائد:
1. اهتمامه صلى الله عليه وسلم أولًا وقبل كل شيء بالإيمان بالله، سبحانه.
2. ثقته بربه سبحانه، وهو مايحتاج إليه الدعاة وغيرهم اليوم، وفي كل حين.
نص الحديث (خ 2618):([482])
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: (كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثِينَ وَمِائَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ؟»، فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ، فَعُجِنَ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ، مُشْعَانٌّ([483]) طَوِيلٌ، بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " بَيْعًا أَمْ عَطِيَّةً، أَوْ قَالَ: أَمْ هِبَةً؟ "، قَالَ: لاَ بَلْ بَيْعٌ، فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً، فَصُنِعَتْ، وَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَوَادِ البَطْنِ([484]) أَنْ يُشْوَى، وَايْمُ اللَّهِ([485])، مَا فِي الثَّلاَثِينَ وَالمِائَةِ إِلَّا قَدْ حَزَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهُ حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا، إِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ([486])، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَ لَهُ، فَجَعَلَ مِنْهَا قَصْعَتَيْنِ، فَأَكَلُوا أَجْمَعُونَ([487]) وَشَبِعْنَا، فَفَضَلَتِ القَصْعَتَانِ([488])، فَحَمَلْنَاهُ عَلَى البَعِيرِ، أَوْ كَمَا قَالَ).([489])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. سؤاله صلى الله عليه وسلم لصاحب الغنم وهو مشرك، عن مجيئه بغنمه أهي على سبيل البيع، أم على سبيل العطية؟.
2. تعامله صلى الله عليه وسلم مع المشركين في البيع والشراء، وجواز ذلك إلا بيع مايستعين به أهل الحرب على المسلمين.([490])
3. قبوله صلى الله عليه وسلم الهدية من المشرك.([491]) والقبول في حق من يرجى بذلك تأنيسه وتأليفه على الإسلام، والامتناع في حق من يريد بهديته التودد والموالاة.([492])
4. إقراره صلى الله عليه وسلم على البيع دليل على أن أموال المشركين والكفار ملك لهم لا تنزع منهم إلا بحق، وإلا ما ساغ لذلك المشرك أن يبيع أو يهب النبي صلى الله عليه وسلم.
الفوائد:
1. معاملة الكفار جائزة إلا بيع مايستعين به أهل الحرب على المسلمين.([493])
2. معجزة ظاهرة وآية باهرة من تكثير القدر اليسير من الصاع ومن اللحم حتى وسع الجمع المذكور، وفضل منه.([494])
3. مشروعية التعامل الحسن مع غير المسلمين تأليفاً لقلوبهم.
نص الحديث (خ 2942):([495])
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، (سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ»، فَقَامُوا يَرْجُونَ لِذَلِكَ أَيُّهُمْ يُعْطَى، فَغَدَوْا وَكُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَى، فَقَالَ: «أَيْنَ عَلِيٌّ؟»، فَقِيلَ: يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، فَأَمَرَ، فَدُعِيَ لَهُ، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ، فَبَرَأَ مَكَانَهُ حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ شَيْءٌ، فَقَالَ: نُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ فَقَالَ: «عَلَى رِسْلِكَ،([496]) حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ،([497]) ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ([498])»)([499])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. حرصه صلى الله عليه وسلم على نشر دين الله -سبحانه- في كل مكان، ودعوة غير المسلمين إلى الإسلام.
2. تحديده صلى الله عليه وسلم للعمل الذي جاء من أجله، وهو دخول غير المسلمين في الإسلام، فإن أبوا إلا القتال قاتلهم.
3. نشره صلى الله عليه وسلم تعاليم الإسلام لغير المسلمين، وبيان مايجب عليهم، وإقامة الحجة عليهم.
4. حثه صلى الله عليه وسلم على الدعوة إلى الله، والحرص على هداية غير المسلمين إلى الإسلام، ظهر ذلك في الجائزة الكبرى لمن هدى الله على يديه، ولو رجلا واحدا.
الفوائد:
1. من معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه عندما بصق في عين علي، وهو مريض بالرمد، شفي منه تماما.
2. من معجزاته إخباره بأن الله سيفتح على هذا القائد قبل أن يعرف الصحابة من هو.
3. تطلع الصحابة رضي الله عنهم للفوز بهذه المنزلة العالية، وهي حب الله ورسوله، وبذل الأنفس والمهج في سبيل الله.
نص الحديث (خ 3329):([500])
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: (بَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلاَمٍ مَقْدَمُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ فَأَتَاهُ، فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلاَثٍ لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ قَالَ: مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ([501]) ؟ وَمَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الجَنَّةِ؟ وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَنْزِعُ الوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ؟ وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَنْزِعُ إِلَى أَخْوَالِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «خَبَّرَنِي بِهِنَّ آنِفًا جِبْرِيلُ»، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ذَاكَ عَدُوُّ اليَهُودِ مِنَ المَلاَئِكَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنَ المَشْرِقِ إِلَى المَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ([502])، وَأَمَّا الشَّبَهُ فِي الوَلَدِ: فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَشِيَ المَرْأَةَ([503]) فَسَبَقَهَا مَاؤُهُ كَانَ الشَّبَهُ لَهُ، وَإِذَا سَبَقَ مَاؤُهَا كَانَ الشَّبَهُ لَهَا " قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اليَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ،([504]) إِنْ عَلِمُوا بِإِسْلاَمِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ بَهَتُونِي عِنْدَكَ، فَجَاءَتِ اليَهُودُ وَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ البَيْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ؟» قَالُوا: أَعْلَمُنَا، وَابْنُ أَعْلَمِنَا، وَأَخْيَرُنَا، وَابْنُ أَخْيَرِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ» قَالُوا: أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ، فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالُوا: شَرُّنَا، وَابْنُ شَرِّنَا، وَوَقَعُوا فِيهِ([505]))([506])
يضم مع:
خ 3911: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه، (قَالَ: أَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى المَدِينَةِ، وَهُوَ مُرْدِفٌ أَبَا بَكْرٍ،. ...... إِذْ سَمِعَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ، وَهُوَ فِي نَخْلٍ لِأَهْلِهِ، يَخْتَرِفُ لَهُمْ، فَعَجِلَ أَنْ يَضَعَ الَّذِي يَخْتَرِفُ لَهُمْ فِيهَا، فَجَاءَ وَهِيَ مَعَهُ، فَسَمِعَ مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّ بُيُوتِ أَهْلِنَا([507]) أَقْرَبُ». فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: أَنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَذِهِ دَارِي، وَهَذَا بَابِي، قَالَ: «فَانْطَلِقْ فَهَيِّئْ لَنَا مَقِيلًا»، قَالَ: قُومَا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ، فَلَمَّا جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم([508]) جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّكَ جِئْتَ بِحَقٍّ، وَقَدْ عَلِمَتْ يَهُودُ أَنِّي سَيِّدُهُمْ وَابْنُ سَيِّدِهِمْ، وَأَعْلَمُهُمْ وَابْنُ أَعْلَمِهِمْ، فَادْعُهُمْ فَاسْأَلْهُمْ عَنِّي قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ، فَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْلَمُوا أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ قَالُوا فِيَّ مَا لَيْسَ فِيَّ. فَأَرْسَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ([509]) فَأَقْبَلُوا، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ([510])، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ اليَهُودِ، وَيْلَكُمْ، اتَّقُوا اللَّهَ، فَوَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ، إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، وَأَنِّي جِئْتُكُمْ بِحَقٍّ، فَأَسْلِمُوا»، قَالُوا: مَا نَعْلَمُهُ، قَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَهَا ثَلاَثَ مِرَارٍ، قَالَ: «فَأَيُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ؟» قَالُوا: ذَاكَ سَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا، وَأَعْلَمُنَا وَابْنُ أَعْلَمِنَا، قَالَ: «أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ؟»، قَالُوا: حَاشَى لِلَّهِ مَا كَانَ لِيُسْلِمَ، قَالَ: «أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ؟» قَالُوا: حَاشَى لِلَّهِ مَا كَانَ لِيُسْلِمَ، قَالَ: «أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ؟»، قَالُوا: حَاشَى لِلَّهِ مَا كَانَ لِيُسْلِمَ، قَالَ: «يَا ابْنَ سَلاَمٍ اخْرُجْ عَلَيْهِمْ»، فَخَرَجَ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ اليَهُودِ، اتَّقُوا اللَّهَ، فَوَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ، إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّهُ جَاءَ بِحَقٍّ، فَقَالُوا: كَذَبْتَ، فَأَخْرَجَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.([511])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. جلوسه صلى الله عليه وسلم واستماعه لأسئلة اليهود.
2. عدم تضجره صلى الله عليه وسلم من كثرة أسئلة اليهود.
3. حسن تعامله صلى الله عليه وسلم مع جميع الكفار أهل الكتاب وغيرهم.
4. اتخاذه صلى الله عليه وسلم الأسلوب البرهاني والمقنع مع الخصوم.
5. تكراره صلى الله عليه وسلم دعوة اليهود إلى الإسلام ثلاث مرات.
6. قبوله صلى الله عليه وسلم لطلب عبدالله بن سلام في الاختفاء عن اليهود، وهو وسيلة من وسائل الدعوة، وإقامة الحجة.
7. تذكيره صلى الله عليه وسلم الخصم بما عنده من يقين حتى يراجع نفسه.
8. تكراره صلى الله عليه وسلم السؤال اليقيني للخصم، وهو من أساليب الإقناع.
9. تأكيده صلى الله عليه وسلم على توحيد الألوهية باليمين وغيرها، فقال: (فو الله الذي لا إله إلا هو... إني رسول الله حقا).
الفوائد:
1. صدق توكله صلى الله عليه وسلم على الله، ولجوؤه إليه -سبحانه- بالدعاء، فهو الحافظ سبحانه.
2. من المعجزات الدالة على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم إكرام الله له، حيث أخبره جبريل بالإجابة.
3. من صفات اليهود العناد والاستكبار، ورد الحق، واتباع الهوى مع وجود الأدلة والبراهين، وعدم البقاء على حال.
نص الحديث (خ 7348):([512])
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: (بَيْنَا نَحْنُ فِي المَسْجِدِ، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «انْطَلِقُوا إِلَى يَهُودَ»([513])، فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا بَيْتَ المِدْرَاسِ([514])، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَنَادَاهُمْ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا»، فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا القَاسِمِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ذَلِكَ أُرِيدُ،([515]) أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا»، فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ([516]) يَا أَبَا القَاسِمِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ذَلِكَ أُرِيدُ»، ثُمَّ قَالَهَا الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: «اعْلَمُوا أَنَّمَا الأَرْضُ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، وَأَنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجْلِيَكُمْ مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ بِمَالِهِ شَيْئًا([517]) فَلْيَبِعْهُ، وَإِلَّا فَاعْلَمُوا أَنَّمَا الأَرْضُ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ»)([518])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. اهتمامه صلى الله عليه وسلم وعنايته بدعوة اليهود إلى الإسلام.
2. سيره صلى الله عليه وسلم بنفسه مع صحابته لدعوة اليهود إلى الإسلام.
3. بيانه صلى الله عليه وسلم لليهود أن الإسلام يتحقق به السلامة والأمن وعدم الجلاء.
4. تكراره صلى الله عليه وسلم الدعوة إلى الإسلام حتى تصل إلى كل أحد.
5. تأكيده صلى الله عليه وسلم بأن الدعوة قد بلغتهم، وسماع ذلك منهم.
6. بدؤه صلى الله عليه وسلم، بالدعوة إلى الإسلام، وحبه لنشر دين الله، وأنه الهدف الأول؛ ولذا بدأ به مع هؤلاء اليهود قبل أن يخبرهم بأنه سيجليهم.
7. تدرجه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع اليهود، فبعد دعوتهم إلى الإسلام وإعراضهم عنه قال لهم: (وإني أريد أن أجليكم منها....) ثم ضمنها بقوله: ( فاعلموا أن الأرض لله ورسوله).
8. توسعته صلى الله عليه وسلم لليهود حيث أعطاهم مهلة للبيع، وأمهلهم.
الفوائد:
1. أدبه صلى الله عليه وسلم مع ربه -سبحانه- حيث قال: (إن الأرض لله ولرسوله).
2. حسن تعامله صلى الله عليه وسلم مع المخالف.
3. العمل على تطبيق شرع الله.
نص الحديث (خ 1356):([519])
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: (كَانَ غُلاَمٌ يَهُودِيٌّ([520]) يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ: «أَسْلِمْ»، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا القَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمَ([521])، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: «الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ»)([522])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. حسن خلقه صلى الله عليه وسلم مع جميع الناس حتى مع غير المسلمين، فزيارة المريض من حسن الخلق.
2. عيادته صلى الله عليه وسلم للمريض، ولو كان من غير المسلمين إذا كان يرجى من ذلك إسلامه.
3. مبادرته صلى الله عليه وسلم بنفسه فلم يرسل أحداً، بل قام هو بالزيارة.
4. حرصه صلى الله عليه وسلم على دعوة غير المسلمين للإسلام.
5. استخدامه صلى الله عليه وسلم الصبي غير المسلم.
6. عرضه صلى الله عليه وسلم الإسلام على الصبي اليهودي.
7. تلطفه صلى الله عليه وسلم الجميل، وتواضعه بجلوسه عند رأس الطفل اليهودي.
8. إخباره صلى الله عليه وسلم للناس بإسلام هذا الغلام.
9. مكافأته صلى الله عليه وسلم لهذا الغلام الذي خدمه، بدعوته إلى الإسلام.
الفوائد:
1. فرحه صلى الله عليه وسلم بدخول هذا الغلام في الإسلام، وأن الله أنقذه من النار.
2. استحضاره صلى الله عليه وسلم لعبادة الحمد والثناء على الله في كل نعمة.
3. معرفة اليهود بأن الإسلام دين الحق، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو رسول الله حقاً؛ ولذا قال: أطع أبا القاسم.
نص الحديث (خ 1372):([523])
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: (أَنَّ يَهُودِيَّةً دَخَلَتْ عَلَيْهَا، فَذَكَرَتْ عَذَابَ القَبْرِ، فَقَالَتْ لَهَا: أَعَاذَكِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَذَابِ القَبْرِ، فَقَالَ: «نَعَمْ، عَذَابُ القَبْرِ» قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ صَلَّى صَلاَةً إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ).([524])
م 1321: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: (دَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزَانِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَتَا: إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، قَالَتْ: فَكَذَّبْتُهُمَا وَلَمْ أُنْعِمْ أَنْ أُصَدِّقَهُمَا، فَخَرَجَتَا، وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَجُوزَيْنِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ دَخَلَتَا عَلَيَّ، فَزَعَمَتَا أَنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، فَقَالَ: «صَدَقَتَا، إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ» قَالَتْ: «فَمَا رَأَيْتُهُ، بَعْدُ فِي صَلَاةٍ إِلَّا يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ»)([525])([526])
م 1319- عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: (دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي امْرَأَةٌ مِنَ الْيَهُودِ، وَهِيَ تَقُولُ: هَلْ شَعَرْتِ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ؟ قَالَتْ: فَارْتَاعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: «إِنَّمَا تُفْتَنُ يَهُودُ» قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَبِثْنَا لَيَالِيَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ شَعَرْتِ أَنَّهُ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ؟» قَالَتْ عَائِشَةُ: «فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بَعْدُ يَسْتَعِيذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ»).([527])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. إذنه صلى الله عليه وسلم لدخول المرأة اليهودية إلى بيته، للسؤال.
2. استماعه صلى الله عليه وسلم لسؤال عائشة رضي الله عنها عما قالته عجوزان من اليهود عن عذاب القبر، وإجابته لها.
3. إقراره صلى الله عليه وسلم لخبر العجوزين من اليهود.
الفوائد:
1. اهتمامه صلى الله عليه وسلم وحرصه على الاستعاذة من عذاب القبر.
2. خوفه صلى الله عليه وسلم من فتنة القبر، ظهر ذلك في قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3. إخباره صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بأنه أوحي إليه عن فتنة القبر.
4. مداومته صلى الله عليه وسلم على الاستعاذة من عذاب القبر في الصلاة.
5. إخباره صلى الله عليه وسلم أن عذاب القبر تسمعه البهائم، فقط.
6. إثبات عذاب القبر، وأنه حق.
7. تواتر الكتب السماوية على إثبات عذاب القبر؛ ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ منه.
8. أخذ الفائدة بعد التأكد منها، ولو كانت من غير مسلم.
نص الحديث:([528])
خ 3635: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، (أَنَّ اليَهُودَ جَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ وَامْرَأَةً زَنَيَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ؟». فَقَالُوا: نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ: كَذَبْتُمْ إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ فَأَتَوْا بِالتَّوْرَاةِ فَنَشَرُوهَا، فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ، فَقَرَأَ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ: ارْفَعْ يَدَكَ، فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ، فَقَالُوا: صَدَقَ يَا مُحَمَّدُ، فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ، فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرُجِمَا، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَجْنَأُ عَلَى المَرْأَةِ يَقِيهَا الحِجَارَةَ")([529])
م 4440: عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: (مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِيَهُودِيٍّ مُحَمَّمًا([530]) مَجْلُودًا، فَدَعَاهُمْ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «هَكَذَا تَجِدُونَ حَدَّ الزَّانِي فِي كِتَابِكُمْ؟»، قَالُوا: نَعَمْ، فَدَعَا رَجُلًا مِنْ عُلَمَائِهِمْ، فَقَالَ: «أَنْشُدُكَ بِاللهِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، أَهَكَذَا تَجِدُونَ حَدَّ الزَّانِي فِي كِتَابِكُمْ؟» قَالَ: لَا، وَلَوْلَا أَنَّكَ نَشَدْتَنِي بِهَذَا لَمْ أُخْبِرْكَ، نَجِدُهُ الرَّجْمَ، وَلَكِنَّهُ كَثُرَ فِي أَشْرَافِنَا، فَكُنَّا إِذَا أَخَذْنَا الشَّرِيفَ تَرَكْنَاهُ، وَإِذَا أَخَذْنَا الضَّعِيفَ أَقَمْنَا عَلَيْهِ الْحَدَّ، قُلْنَا: تَعَالَوْا فَلْنَجْتَمِعْ عَلَى شَيْءٍ نُقِيمُهُ عَلَى الشَّرِيفِ وَالْوَضِيعِ، فَجَعَلْنَا التَّحْمِيمَ، وَالْجَلْدَ مَكَانَ الرَّجْمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اللهُمَّ إِنِّي أَوَّلُ مَنْ أَحْيَا أَمْرَكَ إِذْ أَمَاتُوهُ»، فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ} إِلَى قَوْلِهِ {يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا}([531]).، يَقُولُ: ائْتُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، فَإِنْ أَمَرَكُمْ بِالتَّحْمِيمِ وَالْجَلْدِ فَخُذُوهُ، وَإِنْ أَفْتَاكُمْ بِالرَّجْمِ فَاحْذَرُوا، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}([532])، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}([533])، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}([534]) فِي الْكُفَّارِ كُلُّهَا).([535])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. فطنته صلى الله عليه وسلم لخداع اليهود عندما رآهم يحممون الوجه، ويجلدون الزاني.
2. متابعته صلى الله عليه وسلم لتنفيذ أحكام الله وشرعه حتى مع اليهود.
3. تثبته صلى الله عليه وسلم مما يقوله اليهود في دعواهم.
4. اعتماده صلى الله عليه وسلم في التثبت بسؤال أهل العلم من اليهود.
5. تغليظه صلى الله عليه وسلم القول وتثبته من اليهود بقوله صلى الله عليه وسلم: (أنشدك بالله الذي....).
6. حكمته صلى الله عليه وسلم في مخاطبته لليهود عندما سألهم بالله الذي أنزل التوراة على موسى.
الفوائد:
1. توجهه صلى الله عليه وسلم إلى ربه بقوله: «اللهم إني أول من أحيا أَمْرَكَ إِذْ أَمَاتُوهُ».
2. تنفيذه صلى الله عليه وسلم أحكام الله وحدوده دون مجاملة لأحد.
3. التوافق بين الكتب الإلهية في حد الرجم للزاني
نص الحديث:([536])
م 2656- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: (قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَوَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَسُئِلُوا عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالُوا: هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي أَظْهَرَ اللهُ فِيهِ مُوسَى، وَبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى فِرْعَوْنَ، فَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ فَأَمَرَ بِصَوْمِهِ»)([537])
م 2666- عن عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قال: (حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ» قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم).([538])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. سؤاله صلى الله عليه وسلم لليهود عن سبب صيامهم هذا اليوم التاسع من محرم.
2. إفادته صلى الله عليه وسلم لليهود بأنه أحق بموسى منهم.
3. حرصه صلى الله عليه وسلم على اجتناب التشبه باليهود.
الفوائد:
1. أدبه مع ربه -سبحانه- في تحقيق المشيئة لله -سبحانه وتعالى-.
2. الحرص على الطاعة، والمسابقة إليها.
نص الحديث (خ 3152):([539])
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ أَجْلَى اليَهُودَ، وَالنَّصَارَى مِنْ أَرْضِ الحِجَازِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا ظَهَرَ عَلَى أَهْلِ خَيْبَرَ، أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ اليَهُودَ مِنْهَا، وَكَانَتِ الأَرْضُ لَمَّا ظَهَرَ عَلَيْهَا([540]) لِلْيَهُودِ وَلِلرَّسُولِ وَلِلْمُسْلِمِينَ،([541]) فَسَأَلَ اليَهُودُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتْرُكَهُمْ عَلَى أَنْ يَكْفُوا العَمَلَ، وَلَهُمْ نِصْفُ الثَّمَرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «نُقِرُّكُمْ عَلَى ذَلِكَ مَا شِئْنَا»، فَأُقِرُّوا حَتَّى أَجْلاَهُمْ عُمَرُ فِي إِمَارَتِهِ إِلَى تَيْمَاءَ([542])، وَأَرِيحَا)([543]).([544])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. إقراره صلى الله عليه وسلم لليهود أن يقوموا بزراعة الأرض، ولهم شطر ما يخرج منها.
2. رحمته صلى الله عليه وسلم بالمخالفين، فلم يستأصل شأفتهم. بسبب أنهم رفضوا الجزية مقدماً أو الإسلام، وأبوا إلا الحرب، فلما انتصر عليهم عاملهم معاملة النبي الكريم.
3. إظهاره صلى الله عليه وسلم القوة للمسلمين في أثناء التعامل مع اليهود حيث إن بقاء هذه الاتفاقية راجع إلى المسلمين فقط.
نص الحديث:([545])
خ 2127: عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: (تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ، وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فَاسْتَعَنْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى غُرَمَائِهِ أَنْ يَضَعُوا مِنْ دَيْنِهِ، فَطَلَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ، فَلَمْ يَفْعَلُوا، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اذْهَبْ فَصَنِّفْ تَمْرَكَ أَصْنَافًا، العَجْوَةَ عَلَى حِدَةٍ، وَعَذْقَ زَيْدٍ([546]) عَلَى حِدَةٍ، ثُمَّ أَرْسِلْ إِلَيَّ»، فَفَعَلْتُ، ثُمَّ أَرْسَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ، فَجَلَسَ عَلَى أَعْلاَهُ، أَوْ فِي وَسَطِهِ، ثُمَّ قَالَ: «كِلْ لِلْقَوْمِ»، فَكِلْتُهُمْ حَتَّى أَوْفَيْتُهُمُ الَّذِي لَهُمْ، وَبَقِيَ تَمْرِي كَأَنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْءٌ. وَقَالَ فِرَاسٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنِي جَابِرٌ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «فَمَا زَالَ يَكِيلُ لَهُمْ حَتَّى أَدَّاهُ»، وَقَالَ هِشَامٌ: عَنْ وَهْبٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «جُذَّ لَهُ فَأَوْفِ لَهُ»).([547])
خ 2709: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: (تُوُفِّيَ أَبِي، وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فَعَرَضْتُ عَلَى غُرَمَائِهِ أَنْ يَأْخُذُوا التَّمْرَ بِمَا عَلَيْهِ، فَأَبَوْا، وَلَمْ يَرَوْا أَنَّ فِيهِ وَفَاءً، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «إِذَا جَدَدْتَهُ([548]) فَوَضَعْتَهُ فِي المِرْبَدِ([549]) آذَنْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم»، فَجَاءَ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ، وَدَعَا بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ قَالَ: «ادْعُ غُرَمَاءَكَ، فَأَوْفِهِمْ»، فَمَا تَرَكْتُ أَحَدًا لَهُ عَلَى أَبِي دَيْنٌ إِلَّا قَضَيْتُهُ، وَفَضَلَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ، وَسْقًا: سَبْعَةٌ عَجْوَةٌ، وَسِتَّةٌ لَوْنٌ([550]) - أَوْ سِتَّةٌ عَجْوَةٌ، وَسَبْعَةٌ لَوْنٌ - فَوَافَيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المَغْرِبَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَضَحِكَ، فَقَالَ: «ائْتِ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، فَأَخْبِرْهُمَا»، فَقَالاَ: لَقَدْ عَلِمْنَا إِذْ صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا صَنَعَ أَنْ سَيَكُونُ ذَلِكَ).([551])
خ 5443: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: (كَانَ بِالْمَدِينَةِ يَهُودِيٌّ، وَكَانَ يُسْلِفُنِي([552]) فِي تَمْرِي إِلَى الجِدَادِ، وَكَانَتْ لِجَابِرٍ الأَرْضُ الَّتِي بِطَرِيقِ رُومَةَ([553])، فَجَلَسَتْ،([554]) فَخَلاَ([555]) عَامًا، فَجَاءَنِي اليَهُودِيُّ عِنْدَ الجَدَادِ، وَلَمْ أَجُدَّ مِنْهَا شَيْئًا، فَجَعَلْتُ أَسْتَنْظِرُهُ إِلَى قَابِلٍ فَيَأْبَى، فَأُخْبِر بذلك النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ
لِأَصْحَابِهِ: «امْشُوا نَسْتَنْظِرْ لِجَابِرٍ مِنَ اليَهُودِيِّ» فَجَاءُونِي فِي نَخْلِي، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكَلِّمُ اليَهُودِيَّ، فَيَقُولُ: أَبَا القَاسِمِ، لاَ أُنْظِرُهُ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَامَ فَطَافَ فِي النَّخْلِ، ثُمَّ جَاءَهُ فَكَلَّمَهُ فَأَبَى، فَقُمْتُ فَجِئْتُ بِقَلِيلِ رُطَبٍ، فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَكَلَ، ثُمَّ قَالَ: «أَيْنَ عَرِيشُكَ([556]) يَا جَابِرُ؟» فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: «افْرُشْ لِي فِيهِ» فَفَرَشْتُهُ، فَدَخَلَ فَرَقَدَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ، فَجِئْتُهُ بِقَبْضَةٍ أُخْرَى، فَأَكَلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَ فَكَلَّمَ اليَهُودِيَّ فَأَبَى عَلَيْهِ، فَقَامَ فِي الرِّطَابِ([557]) فِي النَّخْلِ الثَّانِيَةَ،([558]) ثُمَّ قَالَ: «يَا جَابِرُ جُدَّ وَاقْضِ» فَوَقَفَ فِي الجَدَادِ، فَجَدَدْتُ مِنْهَا مَا قَضَيْتُهُ، وَفَضَلَ مِنْهُ، فَخَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَبَشَّرْتُهُ، فَقَالَ: «أَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ»)([559])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. اعتناؤه صلى الله عليه وسلم واهتمامه بحقوق الناس، ولو كانوا غير مسلمين.
2. أنه صلى الله عليه وسلم لايفرق في الديون بين مسلم وغيره فلابد من الوفاء.
3. مبادرته صلى الله عليه وسلم بالشفاعة مع أصحاب الديون في أن يضعوا شيئاً من الدين، ولو كان الدائن غير مسلم.
4. أنه صلى الله عليه وسلم لا يجبر أصحاب الديون على التخفيف، ولو كان غير مسلم.
الفوائد:
1. لجوؤه صلى الله عليه وسلم إلى ربه بالدعاء، وهو -سبحانه- قريب مجيب.
2. بركة النبي صلى الله عليه وسلم.
3. قوة اليقين عند الصديق والفاروق رضي الله عنهما.
4. عنايته صلى الله عليه وسلم بأبي بكر وعمر، وحرصه على إعلامهما بما يستجد من آيات النبوة.
نص الحديث:([560])
خ 2356: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: («مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ([561]) يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، هُوَ عَلَيْهَا فَاجِرٌ([562])، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ» فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}([563]) الآيَةَ، فَجَاءَ الأَشْعَثُ، فَقَالَ: مَا حَدَّثَكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِيَّ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، كَانَتْ لِي بِئْرٌ فِي أَرْضِ ابْنِ عَمٍّ لِي، فَقَالَ لِي: «شُهُودَكَ»، قُلْتُ: مَا لِي شُهُودٌ، قَالَ: «فَيَمِينُهُ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِذًا يَحْلِفَ، فَذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هَذَا الحَدِيثَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ذَلِكَ تَصْدِيقًا لَهُ)([564])
خ 2666 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: («مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ، لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ»، قَالَ: فَقَالَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ: فِيَّ، وَاللَّهِ كَانَ ذَلِكَ، كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنَ اليَهُودِ أَرْضٌ، فَجَحَدَنِي، فَقَدَّمْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَكَ بَيِّنَةٌ»، قَالَ: قُلْتُ: لاَ، قَالَ: فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ: «احْلِفْ»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِذًا يَحْلِفَ وَيَذْهَبَ بِمَالِي، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}([565]) إِلَى آخِرِ الآيَةِ)([566])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. عدله صلى الله عليه وسلم في القضاء حتى مع غير المسلمين، بدليل حكمه صلى الله عليه وسلم هذا في الحديث.
2. قبوله صلى الله عليه وسلم لليمين حتى من غير المسلمين، حيث طلب صلى الله عليه وسلم من اليهودي أن يحلف.
الفوائد:
1. بيانه صلى الله عليه وسلم أن من أعظم الأساليب لتربية الأمة في التحذير من أكل حقوق الغير هو الخوف من الله.
2. أنه صلى الله عليه وسلم عند الخصومة يسأل المدعي ابتداءً: هل له بينة؟.([567])
3. بناء الأحكام على الظاهر، وإن كان المحكوم له في نفس الأمر مبطلًا.
4. أن حكم الحاكم لا يبيح للإنسان مالم يكن حلالًا.([568])
5. أن التقييد بالمسلم لا يدل على عدم تحريم حق الذمي، بل هو حرام أيضا، لكن لا يلزم أن يكون فيه هذه العقوبة العظيمة.([569])
6. التحذير من أكل الحرام.
نص الحديث (خ 3414):([570])
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: (بَيْنَمَا يَهُودِيٌّ يَعْرِضُ سِلْعَتَهُ، أُعْطِيَ بِهَا شَيْئًا كَرِهَهُ، فَقَالَ: لاَ وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى البَشَرِ، فَسَمِعَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَامَ فَلَطَمَ وَجْهَهُ، وَقَالَ: تَقُولُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى البَشَرِ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَظْهُرِنَا؟ فَذَهَبَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَبَا القَاسِمِ، إِنَّ لِي ذِمَّةً وَعَهْدًا، فَمَا بَالُ فُلاَنٍ لَطَمَ وَجْهِي؟! فَقَالَ: «لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ؟» فَذَكَرَهُ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى رُئِيَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: " لاَ تُفَضِّلُوا([571]) بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ، إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ، فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِالعَرْشِ، فَلاَ أَدْرِي أَحُوسِبَ([572]) بِصَعْقَتِهِ يَوْمَ الطُّورِ([573])، أَمْ بُعِثَ قَبْلِي؟)([574])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. إقامته صلى الله عليه وسلم العدل والإنصاف بين المسلم والكافر، وإعطاء كل ذي حق حقه.
2. استماعه صلى الله عليه وسلم لشكوى اليهودي على أحد المسلمين.
3. طلبه صلى الله عليه وسلم حضور المسلم المدعى عليه من قبل اليهودي، وسؤاله عن هذه الشكوى، وهذا مما تميز به هذا الدين العظيم.
4. إخباره صلى الله عليه وسلم بما لموسى عليه الصلاة والسلام من فضل.
5. غضبه صلى الله عليه وسلم بعدما علم بلطم المسلم لليهودي بغير حق.
الفوائد:
1. عدم رضاه صلى الله عليه وسلم بتفضيله على موسى عليهم جميعا الصلاة والسلام، وإن كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء على الإطلاق.
2. عدم غضبه صلى الله عليه وسلم لنفسه، بل يغضب لحرمات الله إذا انتهكت.
3. أن غضبه صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز أن يرى ذلك في وجهه صلى الله عليه وسلم إلا إذا انتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله -عز وجل-. ([575])
4. موعظته صلى الله عليه وسلم الناس وتذكيرهم باليوم الآخر.
5. حسن تعامله صلى الله عليه وسلم مع الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام.
6. أنه صلى الله عليه وسلم مع نبوته لا يتجاوز حدود ما علمه الله؛ ولذا قال: (لا أدري)، وهذا من حسن تعامله صلى الله عليه وسلم مع ربه.
نص الحديث (خ 5295):([576])
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: (عَدَا يَهُودِيٌّ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى جَارِيَةٍ، فَأَخَذَ أَوْضَاحًا([577]) كَانَتْ عَلَيْهَا، وَرَضَخَ([578]) رَأْسَهَا، فَأَتَى بِهَا أَهْلُهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ فِي آخِرِ رَمَقٍ، وَقَدْ أُصْمِتَتْ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَتَلَكِ؟» فُلاَنٌ لِغَيْرِ الَّذِي قَتَلَهَا، فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا: أَنْ لاَ، قَالَ: فَقَالَ لِرَجُلٍ آخَرَ غَيْرِ الَّذِي قَتَلَهَا، فَأَشَارَتْ: أَنْ لاَ، فَقَالَ: «فَفُلاَنٌ» لِقَاتِلِهَا، فَأَشَارَتْ: أَنْ نَعَمْ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرُضِخَ رَأْسُهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ).([579])
خ 2413- عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: (أَنَّ يَهُودِيًّا رَضَّ رَأْسَ جَارِيَةٍ بَيْنَ حَجَرَيْنِ، قِيلَ مَنْ فَعَلَ هَذَا بِكِ، أَفُلاَنٌ، أَفُلاَنٌ؟ حَتَّى سُمِّيَ اليَهُودِيُّ، فَأَوْمَأَتْ بِرَأْسِهَا، فَأُخِذَ اليَهُودِيُّ، فَاعْتَرَفَ، «فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُضَّ رَأْسُهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ»).([580])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. تثبته صلى الله عليه وسلم في معرفة الجاني اليهودي بتكرار السؤال.
2. أمره صلى الله عليه وسلم باستيفاء القصاص في الحال من الجاني اليهودي.
3. إقامته صلى الله عليه وسلم للحدود على المسلم والكافر.
4. معاملته صلى الله عليه وسلم للجاني اليهودي بالمثل.
الفوائد:
1. دناءة اليهود وخستهم وتهاونهم بسفك الدماء.
2. الدنيا إذا وقعت في القلب مع عدم الإيمان أعمته، وجعلته يتصرف بلا وعي، ولا رشاد.
نص الحديث (خ 2069):([581])
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: (أَنَّهُ مَشَى إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِخُبْزِ شَعِير([582])، وَإِهَالَةٍ([583]) سَنِخَةٍ([584])، وَلَقَدْ رَهَنَ([585]) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دِرْعًا([586]) لَهُ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ يَهُودِيٍّ،([587])وَأَخَذَ مِنْهُ شَعِيرًا لِأَهْلِهِ، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ:([588]) «مَا أَمْسَى عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم صَاعُ بُرٍّ، وَلاَ صَاعُ حَبٍّ، وَإِنَّ عِنْدَهُ لَتِسْعَ نِسْوَةٍ»)([589])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. بيعه وشراؤه ورهنه صلى الله عليه وسلم وإجابة الدعوة حتى من غير المسلمين([590])
2. حفظه صلى الله عليه وسلم لحقوق الناس حتى ولو كانوا غير مسلمين.
الفوائد:
1. زهده صلى الله عليه وسلم في هذه الدنيا، وتقلله منها، وقناعته باليسير منها، مع قدرته عليها.([591])
2. مباشرته صلى الله عليه وسلم بنفسه شراء الحوائج، وإن كان عنده من يكفيه، ولكنه يفعل ذلك تعليماً وتشريعاً وتواضعا لله عز وجل.([592])
3. أخذه صلى الله عليه وسلم بالأسباب، فلبس الدروع لا ينافي التوكل، فهو خير المتوكلين على ربه.
4. جواز معاملة الكفار فيما لم يتحقق تحريم عين المتعامل فيه، وعدم الاعتبار بفساد معتقدهم ومعاملاتهم فيما بينهم.([593])([594])
نص الحديث (خ 3055):([595])
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، (أَنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ فِي رَهْطٍ([596]) مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ، حَتَّى وَجَدُوهُ يَلْعَبُ مَعَ الغِلْمَانِ، عِنْدَ أُطُمِ([597]) بَنِي مَغَالَةَ([598])، وَقَدْ قَارَبَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ صَيَّادٍ يَحْتَلِمُ، فَلَمْ يَشْعُرْ بِشَيْءٍ حَتَّى ضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟»، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الأُمِّيِّينَ، فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ»، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَاذَا تَرَى؟» قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «خُلِطَ عَلَيْكَ الأَمْرُ؟» قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ([599]) خَبِيئًا([600])»، قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ([601])»، قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي فِيهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنْ يَكُنْهُ، فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ، فَلاَ خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ([602])»)([603])
1354خ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَهْطٍ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ، حَتَّى وَجَدُوهُ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ، وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ الحُلُمَ، فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ لِابْنِ صَيَّادٍ: «تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟»، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الأُمِّيِّينَ، فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَرَفَضَهُ وَقَالَ: «آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِرُسُلِهِ» فَقَالَ لَهُ: «مَاذَا تَرَى؟» قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُلِّطَ عَلَيْكَ الأَمْرُ» ثُمَّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا» فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ، فَقَالَ: «اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ» فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلاَ خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ»([604])
2638 خ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ سَالِمٌ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: (انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الأَنْصَارِيُّ يَؤُمَّانِ النَّخْلَ الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، طَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، وَهُوَ يَخْتِلُ([605]) أَنْ يَسْمَعَ مِنْ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ، وَابْنُ صَيَّادٍ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا رَمْرَمَةٌ - أَوْ زَمْزَمَةٌ - فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، فَقَالَتْ لِابْنِ صَيَّادٍ: أَيْ صَافِ، هَذَا مُحَمَّدٌ، فَتَنَاهَى ابْنُ صَيَّادٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ»)([606])([607])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. حرصه صلى الله عليه وسلم على دعوة غير المسلمين إلى الإسلام.
2. ذهابه صلى الله عليه وسلم إلى المخالفين لدين الإسلام، ودعوتهم ومحاورتهم.
3. استماعه صلى الله عليه وسلم لأسئلة المعاند، وإجابته بالإجابة الحق.
4. اختباره صلى الله عليه وسلم لأهل الكهانة؛ ليبين لصحابته تمويههم؛ لئلا يلتبس حالهم على ضعيف لم يتمكن في الإسلام.([608])
5. حكمته صلى الله عليه وسلم وبعد نظره في عدم موافقته عندما طلب منه الفاروق رضي الله عنه أن يقتل ابن صياد.
6. حرصه صلى الله عليه وسلم في التثبت من ابن صياد، ووقوفه على حقيقة أمره.
7. دعوته صلى الله عليه وسلم للصبيان غير المسلمين إلى الإسلام.([609])
الفوائد:
1. اهتمامه بالأمور التي يخشى منها الفساد والتنقيب عنها.([610])
2. إظهار كذب المدعي الباطل، وامتحانه بما يكشف حاله.([611])
3. إخباره صلى الله عليه وسلم بأن ابن صياد لن يتجاوز قدره.
4. أن اليهود الذين كان ابن صياد منهم كانوا معترفين ببعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن يدعون أنها مخصوصة للعرب.([612])
نص الحديث:([613])
خ 1311: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: (مَرَّ بِنَا جَنَازَةٌ، فَقَامَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقُمْنَا بِهِ،([614]) فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ، قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ الجِنَازَةَ، فَقُومُوا»)([615])
خ 1312: عن عَمْرو بْن مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: (كَانَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قَاعِدَيْنِ بِالقَادِسِيَّةِ، فَمَرُّوا عَلَيْهِمَا بِجَنَازَةٍ، فَقَامَا، فَقِيلَ لَهُمَا إِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ أَيْ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ، فَقَالاَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ، فَقَالَ: «أَلَيْسَتْ نَفْسًا»)([616])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. قيامه صلى الله عليه وسلم إذا مرَّت به جنازة، ولو كانت جنازة غير مسلم.
الفوائد:
1. أن الكفر لا يغير من هيبة الموت.
2. تعظيمه صلى الله عليه وسلم لشأن الموت وفزعه منه، سواء كان الميت مسلماً أو كافراً.
3. اتباع الصحابة رضي الله عنهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم، وشدة حرصهم على تطبيق سنته.
نص الحديث (خ 3169):([617])
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: (لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ([618]) لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اجْمَعُوا إِلَيَّ مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ يَهُودَ» فَجُمِعُوا لَهُ، فَقَالَ: «إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ، فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ؟»، فَقَالُوا: نَعَمْ، قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَبُوكُمْ؟»، قَالُوا: فُلاَنٌ، فَقَالَ: «كَذَبْتُمْ، بَلْ أَبُوكُمْ فُلاَنٌ»، قَالُوا: صَدَقْتَ، قَالَ: «فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُ عَنْهُ؟»، فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِمِ، وَإِنْ كَذَبْنَا عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا، فَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ أَهْلُ النَّارِ؟»، قَالُوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا، ثُمَّ تَخْلُفُونَا فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اخْسَئُوا([619]) فِيهَا، وَاللَّهِ لاَ نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا»، ثُمَّ قَالَ: «هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ؟»، فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِمِ، قَالَ: «هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سُمًّا؟»، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟»، قَالُوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا نَسْتَرِيحُ، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ).([620])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. جمعه صلى الله عليه وسلم من هم على غير الإسلام لمخاطبتهم وحدهم.
2. حواره صلى الله عليه وسلم مع اليهود، والذي تبين فيه كذبهم، وخداعهم، ومحاولتهم قتل الرسول صلى الله عليه وسلم.
3. إخباره صلى الله عليه وسلم لليهود بأنه سيسألهم عن شيء، ويطلبهم الصدق في إجابته.
4. حلمه صلى الله عليه وسلم حتى مع اليهود الذين أرادوا قتله.
5. سعة صدره صلى الله عليه وسلم باستماعه لإجابة اليهود مع أنه بدا منهم الكذب.
6. صبره صلى الله عليه وسلم على كلامهم الاستفزازي.
الفوائد:
1. أن اليهود أهل كذب وغدر حتى مع أشرف الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2. جرأة اليهود على إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم وتكذيبه.
3. صدق رسالته صلى الله عليه وسلم وأنه نبي يوحى إليه.
نص الحديث (م 716):([621])
عَنْ زَيْدٍ، يَعْنِي أَخَاهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ، أَنَّ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُ قَالَ: (كُنْتُ قَائِمًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ حِبْرٌ([622]) مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ، فَدَفَعْتُهُ دَفْعَةً كَادَ يُصْرَعُ مِنْهَا، فَقَالَ: لِمَ تَدْفَعُنِي؟ فَقُلْتُ: أَلَا تَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: إِنَّمَا نَدْعُوهُ بِاسْمِهِ الَّذِي سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اسْمِي مُحَمَّدٌ الَّذِي سَمَّانِي بِهِ أَهْلِي»، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَيَنْفَعُكَ شَيْءٌ إِنْ حَدَّثْتُكَ؟» قَالَ: أَسْمَعُ بِأُذُنَيَّ، فَنَكَتَ([623]) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعُودٍ مَعَهُ، فَقَالَ: «سَلْ»، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «هُمْ فِي الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ([624])» قَالَ: فَمَنْ أَوَّلُ النَّاسِ إِجَازَةً([625])؟ قَالَ: «فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ»، قَالَ الْيَهُودِيُّ: فَمَا تُحْفَتُهُمْ([626]) حِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: «زِيَادَةُ كَبِدِ النُّونِ([627])»، قَالَ: فَمَا غِذَاؤُهُمْ([628]) عَلَى إِثْرِهَا؟ قَالَ: «يُنْحَرُ لَهُمْ ثَوْرُ الْجَنَّةِ الَّذِي كَانَ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِهَا»، قَالَ: فَمَا شَرَابُهُمْ عَلَيْهِ؟ قَالَ: «مِنْ عَيْنٍ فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا([629])»، قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: وَجِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ رَجُلٌ أَوْ رَجُلَانِ. قَالَ: «يَنْفَعُكَ إِنْ حَدَّثْتُكَ؟»، قَالَ: أَسْمَعُ بِأُذُنَيَّ. قَالَ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنِ الْوَلَدِ؟ قَالَ: «مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَضُ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ، فَإِذَا اجْتَمَعَا، فَعَلَا مَنِيُّ الرَّجُلِ مَنِيَّ الْمَرْأَةِ، أَذْكَرَا([630]) بِإِذْنِ اللهِ، وَإِذَا عَلَا مَنِيُّ الْمَرْأَةِ مَنِيَّ الرَّجُلِ، آنَثَا([631]) بِإِذْنِ اللهِ». قَالَ الْيَهُودِيُّ: لَقَدْ صَدَقْتَ، وَإِنَّكَ لَنَبِيٌّ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَذَهَبَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ سَأَلَنِي هَذَا عَنِ الَّذِي سَأَلَنِي عَنْهُ، وَمَا لِي عِلْمٌ بِشَيْءٍ مِنْهُ، حَتَّى أَتَانِيَ اللهُ بِهِ»)([632])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. استقباله صلى الله عليه وسلم لحبر من أحبار اليهود، واستماعه لأسئلته.
2. تواضعه صلى الله عليه وسلم لمناداة اليهود له باسم محمد دون رسول الله، رجاء إسلامهم.
3. حرصه صلى الله عليه وسلم على تحقيق النفع من استماع الحديث بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (أينفعك شيء إن حدثتك)، قال ذلك أكثر من مرة.
4. سعة صدره وحلمه صلى الله عليه وسلم ورجاؤه وأمله في تحقيق النفع مع أن اليهودي قال: (أسمع بأذني).
الفوائد:
1. حسن أدبه صلى الله عليه وسلم مع ربه -سبحانه- وأنه لا يعلم شيئاً عن هذه الأسئلة، وإنما الله -سبحانه- هو الذي علمه.
2. إكرام الله -سبحانه- لنبيه صلى الله عليه وسلم حيث أعلمه بالإجابة في حينها.
3. حاجة الدعاة إلى الصبر والتحمل والتواضع ولين الجانب مع المدعوين، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة ،كما في هذا الحديث.
نص الحديث (خ 371):([633])
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزَا خَيْبَرَ، فَصَلَّيْنَا عِنْدَهَا صَلاَةَ الغَدَاةِ([634]) بِغَلَسٍ، فَرَكِبَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَكِبَ أَبُو طَلْحَةَ، وَأَنَا رَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ، فَأَجْرَى([635]) نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي زُقَاقِ([636]) خَيْبَرَ، وَإِنَّ رُكْبَتِي لَتَمَسُّ فَخِذَ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ حَسَرَ الإِزَارَ عَنْ فَخِذِهِ حَتَّى إِنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ فَخِذِ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا دَخَلَ القَرْيَةَ قَالَ: " اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ([637]) خَيْبَرُ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ([638]) قَوْمٍ { فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ}([639]) " قَالَهَا ثَلاَثًا، قَالَ: وَخَرَجَ القَوْمُ إِلَى أَعْمَالِهِمْ، فَقَالُوا: مُحَمَّدٌ، قَالَ عَبْدُالعَزِيزِ: وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: وَالخَمِيسُ([640])- يَعْنِي الجَيْشَ - قَالَ: فَأَصَبْنَاهَا عَنْوَةً، فَجُمِعَ السَّبْيُ، فَجَاءَ دِحْيَةُ الكَلْبِيُّ رضي الله عنه، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَعْطِنِي جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ، قَالَ: «اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً»، فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، سَيِّدَةَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ، لاَ تَصْلُحُ إِلَّا لَكَ، قَالَ: «ادْعُوهُ بِهَا» فَجَاءَ بِهَا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «خُذْ جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ غَيْرَهَا»، قَالَ: فَأَعْتَقَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَتَزَوَّجَهَا، فَقَالَ لَهُ([641]) ثَابِتٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، مَا أَصْدَقَهَا ؟ قَالَ: نَفْسَهَا، أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالطَّرِيقِ، جَهَّزَتْهَا لَهُ أُمُّ سُلَيْمٍ، فَأَهْدَتْهَا([642]) لَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَصْبَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَرُوسًا، فَقَالَ: «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ فَلْيَجِئْ بِهِ» وَبَسَطَ نِطَعًا،([643]) فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالتَّمْرِ، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالسَّمْنِ، قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَدْ ذَكَرَ السَّوِيقَ([644])، قَالَ: فَحَاسُوا حَيْسًا([645])، فَكَانَتْ وَلِيمَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).([646])
خ 610: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: (أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا غَزَا بِنَا قَوْمًا، لَمْ يَكُنْ يَغْزُو بِنَا حَتَّى يُصْبِحَ وَيَنْظُرَ، فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا كَفَّ عَنْهُمْ، وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَخَرَجْنَا إِلَى خَيْبَرَ، فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِمْ لَيْلًا، فَلَمَّا أَصْبَحَ وَلَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا رَكِبَ، وَرَكِبْتُ خَلْفَ أَبِي طَلْحَةَ، وَإِنَّ قَدَمِي لَتَمَسُّ قَدَمَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَخَرَجُوا إِلَيْنَا بِمَكَاتِلِهِمْ([647]) وَمَسَاحِيهِمْ، فَلَمَّا رَأَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ، مُحَمَّدٌ وَالخَمِيسُ، قَالَ: فَلَمَّا رَآهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ { فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ }([648]). )([649])
خ 2893: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الصُّبْحَ بِغَلَسٍ، ثُمَّ رَكِبَ فَقَالَ: " اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ: فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ }([650]). " فَخَرَجُوا يَسْعَوْنَ فِي السِّكَكِ، وَيَقُولُونَ: مُحَمَّدٌ وَالخَمِيسُ - قَالَ: وَالخَمِيسُ الجَيْشُ - فَظَهَرَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَتَلَ المُقَاتِلَةَ، وَسَبَى الذَّرَارِيَّ، فَصَارَتْ صَفِيَّةُ([651]) لِدِحْيَةَ الكَلْبِيِّ، وَصَارَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ تَزَوَّجَهَا، وَجَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَهَا " فَقَالَ عَبْدُ العَزِيزِ، لِثَابِتٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَنْتَ سَأَلْتَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: مَا أَمْهَرَهَا؟ قَالَ: أَمْهَرَهَا نَفْسَهَا، فَتَبَسَّمَ.([652])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. مشاركته صلى الله عليه وسلم لصحابته رضي الله عنهم في غزو اليهود في خيبر.
2. أنه صلى الله عليه وسلم لا يريد القتل ولا يتمناه؛ ولذا بادر بالانتظار حتى يسمع الأذان.
3. أنه صلى الله عليه وسلم إذا أراد الغزو، وسمع أذانا كف عنهم.
4. أنه صلى الله عليه وسلم في قتاله للمشركين يقاتل المُقاتلة فقط، وأما النساء والذراري فيسبون.([653])
الفوائد:
1. تعظيمه صلى الله عليه وسلم لربه -سبحانه- عندما رأى اليهود قد خرجوا بمكاتلهم قال: (الله أكبر) أكثر من مرة.
2. مشاركته صلى الله عليه وسلم لصحابته في هذه الوليمة كلٌ بما معه, فمنهم من جاء بالتمر, ومنهم من جاء بالسمن, ومنهم من جاء بالسويق.
نص الحديث (م 7059):([654])
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: (بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَرْثٍ([655])، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى عَسِيبٍ([656])، إِذْ مَرَّ بِنَفَرٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، فَقَالُوا: مَا رَابَكُمْ إِلَيْهِ؟([657]) لَا يَسْتَقْبِلُكُمْ بِشَيْءٍ تَكْرَهُونَهُ([658])، فَقَالُوا: سَلُوهُ، فَقَامَ إِلَيْهِ بَعْضُهُمْ فَسَأَلَهُ عَنِ الرُّوحِ، قَالَ: فَأَسْكَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم([659])، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، قَالَ: فَقُمْتُ مَكَانِي، فَلَمَّا نَزَلَ الْوَحْيُ قَالَ: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا }([660]). )([661])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. استماعه صلى الله عليه وسلم لأسئلة اليهود.
2. سكوته صلى الله عليه وسلم بعد سؤال اليهودي، ولم يرد عليه شيئاً.
3. إخباره صلى الله عليه وسلم بالإجابة عن السؤال بعدما نزل عليه الوحي.
4. صبره وحلمه صلى الله عليه وسلم على تعنت اليهود في سؤالهم.
الفوائد:
1. حسن أدبه صلى الله عليه وسلم مع ربه في سكوته، وعدم الرد على اليهود.
2. إكرام الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالوحي إليه.
نص الحديث (خ 4811):([662])
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قَالَ: (جَاءَ حَبْرٌ([663]) مِنَ الأَحْبَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّا نَجِدُ([664]): أَنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ([665])، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالمَاءَ وَالثَّرَى([666]) عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الخَلاَئِقِ عَلَى إِصْبَعٍ، فَيَقُولُ أَنَا المَلِكُ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ؛([667]) تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الحَبْرِ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ}([668]). }.([669]) ([670])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. استقباله صلى الله عليه وسلم لمن يأتيه، مسلماً كان، أو كافراً.
2. استماعه صلى الله عليه وسلم لأسئلة اليهود، واستفساراتهم.
3. تواضعه صلى الله عليه وسلم حيث أجابه، وهو يناديه باسمه الشريف محمد.
4. ضحكه صلى الله عليه وسلم تصديقاً لقول الحبر.
5. استشهاده صلى الله عليه وسلم بالقرآن حيث إن اليهود ما قدروا الله حق قدره.
الفوائد:
1. أن الكتب الإلهية يصدق بعضها بعضا، وأنها كلها تقر بالوحدانية، ومتفقة على وصفه -سبحانه- بصفات الكمال.
2. أن اليهود تعرف أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق، لكن نعوذ بالله من العناد، والاستكبار.
نص الحديث (خ 6520):([671])
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قال: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: («تَكُونُ الأَرْضُ يَوْمَ القِيَامَةِ([672]) خُبْزَةً وَاحِدَةً،([673]) يَتَكَفَّؤُهَا([674]) الجَبَّارُ بِيَدِهِ كَمَا يَكْفَأُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ فِي السَّفَرِ([675])، نُزُلًا([676]) لِأَهْلِ الجَنَّةِ» فَأَتَى رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ، فَقَالَ: بَارَكَ الرَّحْمَنُ عَلَيْكَ يَا أَبَا القَاسِمِ، أَلاَ أُخْبِرُكَ بِنُزُلِ أَهْلِ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ: «بَلَى» قَالَ: تَكُونُ الأَرْضُ خُبْزَةً وَاحِدَةً، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْنَا، ثُمَّ ضَحِكَ([677]) حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَلاَ أُخْبِرُكَ بِإِدَامِهِمْ([678])؟ قَالَ: إِدَامُهُمْ بَالاَمٌ([679]) وَنُونٌ، قَالُوا: وَمَا هَذَا؟ قَالَ: ثَوْرٌ وَنُونٌ،([680]) يَأْكُلُ مِنْ زَائِدَةِ كَبِدِهِمَا([681]) سَبْعُونَ أَلْفًا).([682])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. استقباله صلى الله عليه وسلم لمن يأتيه مسلما،ً كان أو كافرا.
2. استماع النبي صلى الله عليه وسلم لطلب اليهودي بإخباره بنزل أهل الجنة، ثم مرة أخرى بإخباره بإدام أهل الجنة.
3. ضحكه صلى الله عليه وسلم وسروره بموافقة أهل الكتاب لما كان يحدث به أصحابه.
4. تواضعه صلى الله عليه وسلم في أن يسمع من اليهودي خبراً هو يعلمه.
الفوائد:
1. ألا يستنكف طالب العلم والداعية عن الخير والعلم النافع.
نص الحديث ( خ 5765):([683])
عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُحِرَ، حَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلاَ يَأْتِيهِنَّ، قَالَ سُفْيَانُ: وَهَذَا أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ السِّحْرِ، إِذَا كَانَ كَذَا، فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ، أَعَلِمْتِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ([684]) فِيهِ؟ أَتَانِي رَجُلاَنِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِي لِلْآخَرِ: مَا بَالُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ([685])، قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ - رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ([686]) حَلِيفٌ لِيَهُودَ كَانَ مُنَافِقًا - قَالَ: وَفِيمَ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ([687]) وَمُشَاقَةٍ، قَالَ: وَأَيْنَ؟ قَالَ: فِي جُفِّ طَلْعَةٍ([688]) ذَكَرٍ، تَحْتَ رَاعُوفَةٍ([689]) فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ([690]) "قَالَتْ: فَأَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم البِئْرَ حَتَّى اسْتَخْرَجَهُ، فَقَالَ: هَذِهِ البِئْرُ الَّتِي أُرِيتُهَا، وَكَأَنَّ مَاءَهَا، نُقَاعَةُ الحِنَّاء([691])ِ، وَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ، قَالَ: فَاسْتُخْرِجَ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَفَلاَ؟ - أَيْ تَنَشَّرْتَ([692]) - فَقَالَ: أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ شَفَانِي، وَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ شَرًّا([693]))([694])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. حسن تدبيره صلى الله عليه وسلم وحكمته في معالجته لما أقدم عليه اليهود، من سحرهم له صلى الله عليه وسلم.
2. صبره صلى الله عليه وسلم على ما أقدم عليه اليهود من أذية.
3. عدم الانتقام لنفسه صلى الله عليه وسلم من اليهود عندما تكالب اليهود على سحره صلى الله عليه وسلم.
الفوائد:
1. إكرام الله -سبحانه- لنبيه صلى الله عليه وسلم حيث أرسل إليه رجلين لإخباره بمكان السحر.
2. لجوؤه صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى بالدعاء، والتضرع إليه سبحانه
3. كمال توحيده صلى الله عليه وسلم حيث لم يطلب حل السحر بالطرق المحسوسة المعروفة (النشرة)، بل لجأ إلى الله في طلب كشفه.
4. تكراره صلى الله عليه وسلم الدعاء ثلاثا.
5. أخذه صلى الله عليه وسلم بالأسباب، وهو علاج المرض.
6. تحقيقه صلى الله عليه وسلم للتوحيد، فنسب الشفاء والعافية لله.
7. بين لأمته صلى الله عليه وسلم أنه كغيره من البشر (يعتريه من الأمراض والأذى)، ما يعتري سائر البشر دون أن يقدح ذلك في تبليغ الرسالة.([695])
8. إكرام الله -سبحانه- لنبيه صلى الله عليه وسلم.
9. خبث اليهود ومكرهم وشدة أذيتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
10. إيثاره صلى الله عليه وسلم مصالح الإسلام العامة على مصلحته الخاصة.
11. حفظ الله لرسالاته، فمهما كاد اليهود لرسوله صلى الله عليه وسلم فإن مكرهم وكيدهم لم يبلغ مقام الرسالة.
نص الحديث (خ 6030):([696])
عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها: (أَنَّ يَهُودَ أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: عَلَيْكُمْ، وَلَعَنَكُمُ اللَّهُ، وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ. قَالَ: «مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ([697])، وَإِيَّاكِ وَالعُنْفَ وَالفُحْشَ» قَالَتْ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ: «أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ؟ رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ، فَيُسْتَجَابُ لِي فِيهِمْ، وَلاَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيَّ»)([698])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. استقباله صلى الله عليه وسلم لمن يأتيه، ولو كان من غير المسلمين.
2. استماعه صلى الله عليه وسلم لما زعموا أنه سلام، وإجابته لهم بعبارات مختصرة وافية، تضمنت الرد عليهم بما يليق بهم.
3. رفقه صلى الله عليه وسلم مع من يتعامل معه، وإن كان من اليهود.
4. حلمه صلى الله عليه وسلم وصبره على ما يلقاه من اليهود.
الفوائد:
1. خبث اليهود ووقاحتهم في تعاملهم مع من يعلمون أنه نبي، نسأل الله السلامة والعافية.
2. الدعاة بحاجة للصبر والتحمل والفطنة.
نص الحديث (خ 7192):([699])
عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ أَخْبَرَهُ هُوَ وَرِجَالٌ مِنْ كُبَرَاءِ قَوْمِهِ: (أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةَ خَرَجَا إِلَى خَيْبَرَ، مِنْ جَهْدٍ([700]) أَصَابَهُمْ، فَأُخْبِرَ مُحَيِّصَةُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قُتِلَ، وَطُرِحَ فِي فَقِير([701]) أَوْ عَيْنٍ([702])، فَأَتَى يَهُودَ، فَقَالَ: أَنْتُمْ، وَاللَّهِ، قَتَلْتُمُوهُ، قَالُوا: مَا قَتَلْنَاهُ وَاللَّهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى قَوْمِهِ، فَذَكَرَ لَهُمْ، وَأَقْبَلَ هُوَ وَأَخُوهُ حُوَيِّصَةُ - وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ - وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ، فَذَهَبَ لِيَتَكَلَّمَ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ بِخَيْبَرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِمُحَيِّصَةَ: «كَبِّرْ كَبِّرْ» يُرِيدُ السِّنَّ، فَتَكَلَّمَ حُوَيِّصَةُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَيِّصَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِمَّا أَنْ يَدُوا صَاحِبَكُمْ، وَإِمَّا أَنْ يُؤْذِنُوا بِحَرْبٍ»، فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ بِهِ، فَكُتِبَ مَا قَتَلْنَاهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِحُوَيِّصَةَ وَمُحَيِّصَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ: «أَتَحْلِفُونَ، وَتَسْتَحِقُّونَ دَمَ صَاحِبِكُمْ؟»، قَالُوا: لاَ، قَالَ: «أَفَتَحْلِفُ لَكُمْ يَهُودُ؟»، قَالُوا: لَيْسُوا بِمُسْلِمِينَ، فَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عِنْدِهِ مِائَةَ نَاقَةٍ حَتَّى أُدْخِلَتِ الدَّارَ، قَالَ سَهْلٌ: فَرَكَضَتْنِي مِنْهَا نَاقَةٌ).([703])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. استقباله صلى الله عليه وسلم لمجموعة من اليهود، واستماعه إلى شكواهم.
2. بذله صلى الله عليه وسلم المال استئلافاً لليهود وطمعًا في دخولهم الإسلام، وقيل: إن سبب إعطائه ديته من عنده إنما هو تطييب لقلوب أهله، ويحتمل أن يكون كل منهما سبباً لذلك.([704])
3. عدله صلى الله عليه وسلم التام بين المتخاصمين، وهم مسلمون ويهود.
الفوائد:
1. مشروعية القسامة.([705])
2. العناية بتقديم الأكبر.([706])
3. التأنيس والتسلية لأولياء المقتول.([707])([708])
نص الحديث (خ 7195):([709])
عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه: (أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ أَنْ يَتَعَلَّمَ كِتَابَ اليَهُودِ، حَتَّى كَتَبْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كُتُبَهُ([710])، وَأَقْرَأْتُهُ([711]) كُتُبَهُمْ، إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ، وَقَالَ عُمَرُ وَعِنْدَهُ عَلِيٌّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعُثْمَانُ: «مَاذَا تَقُولُ هَذِهِ؟»، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاطِبٍ: فَقُلْتُ([712]): تُخْبِرُكَ بِصَاحِبِهَا.([713]) الَّذِي صَنَعَ بِهَا، وَقَالَ أَبُو جَمْرَةَ: كُنْتُ أُتَرْجِمُ بَيْنَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَبَيْنَ النَّاسِ " وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: لاَ بُدَّ لِلْحَاكِمِ مِنْ مُتَرْجِمَيْنِ")([714])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. أمره صلى الله عليه وسلم بتعلم لغة اليهود.
2. أنه صلى الله عليه وسلم أمر بتعلم هذه اللغة لهدف، وهو: أن يوجد من المسلمين من يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم كتبه إلى اليهود، ويقرأ كتبهم الواردة منهم للنبي صلى الله عليه وسلم.
3. عنايته صلى الله عليه وسلم بتعلم لغة غير المسلمين للدعوة إلى الله.
الفوائد:
1. أن تعلم هذه اللغة لا يتحقق إلا بإتقان الترجمة حتى تقرأ، و تكتب كما حصل لزيد.
2. ليس الهدف من تعلم لغة يهود أن نتعلم منهم، بل أن نبلغهم رسالة الإسلام، ونقيم عليهم الحجة.
نص الحديث (م 5948):([715])
عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ رضي الله عنه، قَالَ: (خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ تَبُوكَ، فَأَتَيْنَا وَادِيَ الْقُرَى([716]) عَلَى حَدِيقَةٍ لِامْرَأَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اخْرُصُوهَا»([717]) فَخَرَصْنَاهَا، وَخَرَصَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةَ أَوْسُقٍ([718])، وَقَالَ: «أَحْصِيهَا([719]) حَتَّى نَرْجِعَ إِلَيْكِ، إِنْ شَاءَ اللهُ» وَانْطَلَقْنَا، حَتَّى قَدِمْنَا تَبُوكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «سَتَهُبُّ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَلَا يَقُمْ فِيهَا أَحَدٌ مِنْكُمْ، فَمَنْ كَانَ لَهُ بَعِيرٌ فَلْيَشُدَّ عِقَالَهُ» فَهَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَحَمَلَتْهُ الرِّيحُ حَتَّى أَلْقَتْهُ بِجَبَلَيْ طَيِّئٍ([720])، وَجَاءَ رَسُولُ ابْنِ الْعَلْمَاءِ([721])، صَاحِبِ أَيْلَةَ([722])، إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِكِتَابٍ، وَأَهْدَى لَهُ بَغْلَةً بَيْضَاءَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَهْدَى لَهُ بُرْدًا([723])، ثُمَّ أَقْبَلْنَا حَتَّى قَدِمْنَا وَادِيَ الْقُرَى، فَسَأَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَرْأَةَ عَنْ حَدِيقَتِهَا «كَمْ بَلَغَ ثَمَرُهَا؟» فَقَالَتْ عَشَرَةَ أَوْسُقٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي مُسْرِعٌ، فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ فَلْيُسْرِعْ مَعِيَ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيَمْكُثْ» فَخَرَجْنَا حَتَّى أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: «هَذِهِ طَابَةُ([724])، وَهَذَا أُحُدٌ وَهُوَ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ»([725]) ،ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ خَيْرَ دُورِ الْأَنْصَارِ دَارُ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ»، فَلَحِقَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيَّرَ دُورَ الْأَنْصَارِ، فَجَعَلَنَا آخِرًا، فَأَدْرَكَ سَعْدٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، خَيَّرْتَ دُورَ الْأَنْصَارِ، فَجَعَلْتَنَا آخِرًا، فَقَالَ: «أَوَلَيْسَ بِحَسْبِكُمْ([726]) أَنْ تَكُونُوا مِنَ الْخِيَارِ([727])»)([728])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. استقباله صلى الله عليه وسلم لمن يأتي إليه، وتسلمه للرسائل الواردة إليه.
2. مشاركته صلى الله عليه وسلم بنفسه في كثير من الغزوات، وإن كان في ذلك مخاطرة بنفسه.
3. قبوله صلى الله عليه وسلم الهدية من الكافر، قال الشيخ عبد العزيز الباز رحمه الله: (ذا كانت الهدية لا تتضمن شراً على مسلم، لا يتسلط بها الكافر عليه، أو لا يتجرأ بها على المسلمين، ولا يترتب عليها شر، فإنه يقبلها المسلم، ويكافئ عليها، يكافئ عليها مثلها أو أحسن منها.
والنبي ﷺ قبل من قوم، ورد على قوم من المشركين بعض الهدايا، فإذا كان قبولها أصلح، يترتب عليها تأليف قلبه، ومحبته للمسلمين، ويثيب عليها أكثر من المهدى إليه، قبلها، فإن كان قبولها يسبب شرا على المسلمين، أو أن هذا المهدي يتجرأ على المسلمين، أو يؤذيهم، أو يفعل أشياء تضرهم بسبب هذه الهدية، أو المهدى إليه هذه الهدية تفضي إلى محبته للكافر المهدي، والتعاون معه فيما يضر المسلمين، لم يقبلها، لئلا تضره، ولئلا تجره إلى الباطل). ([729])
4. مكافأته صلى الله عليه وسلم لمن أهدى إليه، فقد أعطى مالك آيلة بردة، وهذا من كرمه صلى الله عليه وسلم.
الفوائد:
1. أخذه صلى الله عليه وسلم الحذر مما يتوقع الخوف منه.([730])
2. مشروعية الخرص([731])
3. فضل المدينة والأنصار.([732])
4. مشروعية المفاضلة بين الصحابة بالإجمال والتعيين.([733])
5. صدق نبوته صلى الله عليه وسلم بإخباره عن الريح ووقوع ذلك فعلا.([734])
6. مشروعية الهدية، والمكافأة عليها.([735])
7. فائدة الخرص التوسعة على أرباب الثمار في التناول منها، والبيع من زهوها، وإيثار الأهل والجيران والفقراء؛ لأن في منعهم منها تضييقا لا يخفى.([736])
8. الإسراع في السير أثناء العودة إلى البلد.
نص الحديث (خ 7):([737])
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَخْبَرَهُ: (أَنَّ هِرَقْلَ([738]) أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِي رَكْبٍ([739]) مِنْ قُرَيْشٍ، وَكَانُوا تُجَّارًا بِالشَّأْمِ فِي المُدَّةِ([740]) الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَادَّ فِيهَا أَبَا سُفْيَانَ وَكُفَّارَ قُرَيْشٍ، فَأَتَوْهُ([741]) وَهُمْ بِإِيلِيَاءَ([742])، فَدَعَاهُمْ فِي مَجْلِسِهِ، وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ، ثُمَّ دَعَاهُمْ وَدَعَا بِتَرْجُمَانِهِ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا بِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَقُلْتُ: أَنَا أَقْرَبُهُمْ نَسَبًا([743])، فَقَالَ: أَدْنُوهُ مِنِّي، وَقَرِّبُوا أَصْحَابَهُ فَاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ([744])، ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: قُلْ لَهُمْ: إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ، فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ. فَوَاللَّهِ لَوْلاَ الحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا([745]) عَلَيَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عَنْهُ. ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَنْ قَالَ: كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ؟ قُلْتُ: هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ، قَالَ: فَهَلْ قَالَ هَذَا القَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَهُ؟ قُلْتُ: لاَ. قَالَ: فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ؟ قُلْتُ: لاَ، قَالَ: فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ فَقُلْتُ: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ. قَالَ: أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ قُلْتُ: بَلْ يَزِيدُونَ. قَالَ: فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ قُلْتُ: لاَ. قَالَ: فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ قُلْتُ: لاَ. قَالَ: فَهَلْ يَغْدِرُ؟ قُلْتُ: لاَ، وَنَحْنُ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ لاَ نَدْرِي مَا هُوَ فَاعِلٌ فِيهَا، قَالَ: وَلَمْ تُمْكِنِّي كَلِمَةٌ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا([746]) غَيْرُ هَذِهِ الكَلِمَةِ، قَالَ: فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ؟ قُلْتُ: الحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالٌ([747])، يَنَالُ مِنَّا وَنَنَالُ مِنْهُ. قَالَ: مَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ قُلْتُ: يَقُولُ: اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاَةِ وَالصِّدْقِ وَالعَفَافِ وَالصِّلَةِ........ ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي بَعَثَ بِهِ دِحْيَة([748]) إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى، فَدَفَعَهُ إِلَى هِرَقْلَ، فَقَرَأَهُ فَإِذَا فِيهِ " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ([749]): سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى([750])، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ([751]) فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ([752]) " وَ { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }([753]).([754])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. اهتمامه صلى الله عليه وسلم بدعوة غير المسلمين إلى الإسلام، ونشر دين الله قبل قتالهم.([755])
2. كتابته صلى الله عليه وسلم الرسائل إلى النصارى، ودعوتهم إلى الإسلام.
3. تصديره صلى الله عليه وسلم الكتاب بـ بسم الله الرحمن الرحيـم، وإن كان المبعوث إليه كافرا.([756])
4. تواضعه صلى الله عليه وسلم وعدم تجاوزه حدود ما سماه به ربه، فقال: (من محمد ابن عبدالله ورسوله إلى عظيم الروم).
5. مخاطبته صلى الله عليه وسلم بكلمة عظيم الروم لعل ذلك أدعى لاستجابته لقبول الحق وملاطفته.([757])
أنه صلى الله عليه وسلم أتى بنوع من الملاطفة، فقال: عظيم الروم، أي: الذي يعظمونه ويقدمونه، وقد أمر الله تعالى بإلانة القول لمن يدعى إلى الإسلام، فقال تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ}([758]).([759])
6. توقيّه صلى الله عليه وسلم في المكاتبة، واستعمال الورع فيها فلا يُفْرِط ولايُفَرِّط، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (إلى هرقل عظيم الروم).([760])
7. استفتاح كتبه صلى الله عليه وسلم بقوله (سلام على من اتبع الهدى) ؛ لأنه يسلم من عذاب الله من أسلم.
8. تحذيره وتخويفه صلى الله عليه وسلم لمن يكتب لهم إذا أصروا، أو امتنعوا عن قبول الحق بأنهم سيتحملون إثم من تبعهم وانقادوا لهم، وماتوا على الضلال { وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ ۖ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ}([761]).([762])
9. إرساله صلى الله عليه وسلم الرسل إلى أرض العدو للمصلحة كالدعوة إلى الله.([763])
10. إيجازه وبلاغته صلى الله عليه وسلم وتحري الألفاظ الجزلة في المكاتبة, كيف لا وقد أعطي جوامع الكلم؟.([764])
11. صدقه صلى الله عليه وسلم في الحديث مع جميع من يتعامل معه، بدليل شهادة الكفار له.
12. وفاؤه صلى الله عليه وسلم وعدم الغدر حتى مع الكفار، كما شهد بذلك أعداؤه.
الفوائد:
1. جواز السفر إلى أرض العدو بالآية والآيتين ونحوهما.([765])
2. أن من أدرك من أهل الكتاب نبينا صلى الله عليه وسلم فآمن به فله أجران.([766])
3. استحباب (أما بعد) في الخطب والمكاتبات.([767])
نص الحديث (خ 65):([768])
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: (كَتَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كِتَابًا - أَوْ أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ - فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ لاَ يَقْرَءُونَ كِتَابًا إِلَّا مَخْتُومًا([769])، فَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، نَقْشُهُ([770]): مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِهِ فِي يَدِهِ، فَقُلْتُ([771]) لِقَتَادَةَ مَنْ قَالَ: نَقْشُهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنَسٌ).([772])
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث:
1. اتخاذه صلى الله عليه وسلم الخاتم لتوثيق المكاتبات الرسمية بينه وبين المشركين.
الفوائد:
1. أنه صلى الله عليه وسلم اكتفى باتخاذ خاتم من فضة، حيث لا يجوز استعمال الذهب للرجال.
2. قبوله صلى الله عليه وسلم النصيحة ممن هو دونه، والعمل بموجبها.
([1]) سورة الأحزاب:21.
([2]) سورة القلم:4.
([3]) سورة فصلت:33.
([4]) سورة النحل:125.
([5]) سورة الأنبياء:107.
([6]) سورة آل عمران:31.
([7]) أطرافه: [حديث: 7065 – النووي (9/17)/143، البخاري رقم 4958/8/608 ].
([8]) (هل يعفر محمد وجهه) أي: يسجد، ويلصق وجهه بالعفر، وهو التراب. شرح النووي على صحيح مسلم (9/17/143)
([9]) (فجئهم) بكسر الجيم، ويقال -أيضا-: فجأهم بفتحها لغتان، أي: بغتهم. تعليق فؤاد عبدالباقي على صحيح مسلم (4/2154)
([10]) (ينكص على عقبيه) أي: رجع على عقبيه يمشي على ورائه. شرح النووي على صحيح مسلم (9/17/143).
([11]) (أن رآه استغنى) أي: رأى نفسه، والإنسان لجهله وظلمه إذا رأى نفسه غنيا طغى وبغى وتبختر عن الهدى. تيسير الكريم الرحمن (7/651).
([12]) (إن إلى ربك الرجعى) أي: المرجع، أي: إن المرجع إلى الله وحده دون غيره. تعليق فؤاد عبدالباقي على صحيح مسلم (4/2154)
([13]) (أرأيت) كلمة أرأيت صارت تستعمل في معنى: أخبرني على أنها لا يقصد بها في مثل هذه الآية الاستخبار الحقيقي، ولكن يقصد بها إنكار الحالة المستخبر عنها وتقبيحها. تعليق فؤاد عبدالباقي على صحيح مسلم (4/2154)
([14]) (كلا لئن لم ينته) لئن لم يرجع عما هو فيه من الشقاق والعناد. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير ص1520, (لنسفعا بالناصية) أخذا عنيفا، وهي حقيقة بذلك. تيسير الكريم الرحمن، للسعدي (7/652).
([15]) (ناصية كاذبة خاطئة) كاذبة في قولها، خاطئة في فعلها. تيسير الكريم الرحمن، للسعدي (7/652).
([16]) (فليدع) هذا الذي حق عليه العذاب. (ناديه) أهل مجلسه وأصحابه، ومن حوله ليعينوه على مانزل به. تيسير الكريم الرحمن، للسعدي (7/652).
([17]) (سندع الزبانية) أي: خزنة جهنم لأخذه وعقوبته، فلينظر: أيُّ الفريقين أقوى وأقدر. تيسير الكريم الرحمن، للسعدي (7/652).
([18]) سورة العلق:6-19.
([19]) صحيح مسلم ص 1155.
([20]) سورة غافر:51.
([21]) سورة الصافات:171-173.
([22]) أطرافه: [3678/7/27، 3856/7/203، 4815/8/426].
([23]) (حجر الكعبة) وهو ما يسمى بحجر إسماعيل عليه السلام. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (5/46). قال الشيخ محمد العثيمين -رحمه الله-: (العوام يقولون: هذا حجر إسماعيل، إسماعيل ما يدري عنه، ولا يعلم عنه، ولا دفن فيه). وقال -رحمه الله-: (أود أن أبين أن كثيرا من الناس يطلقون على هذا الحجر اسم (حجر إسماعيل) والحقيقة: أن إسماعيل لا يعلم به، وأنه ليس حجرا له، وإنما هذا الحجر حصل حين قصرت النفقة على قريش). اهـ. فتاوى ابن عثيمين (12/398).
([24]) سورة غافر:28 .
([25]) صحيح البخاري (2/18)
([26]) أطرافه: [البخاري240/1/416، 520/1/707، 2934/6/124، 3185/6/326، 3854/7/202، 3960/7/341، ومسلم 1794/3/6/49، 4649/6/12/160].
([27]) (قال بعضهم لبعض) القائل أبو جهل، سماه مسلم من رواية زكريا. الفتح (1/417).
([28]) (سلى جزور) الجزور من الإبل: مايجزر، أي: يقطع، وهو بفتح الجيم. والسلى: مقصور بفتح المهملة هي الجلدة التي يكون فيها الولد، يقال لها ذلك من البهائم، وأما من الآدميات فالمشيمة. الفتح (1/417).
([29]) (فانبعث) أسرع. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (1/57).
([30]) (أشقى القوم) أكثرهم خبثا، وهو عقبة بن أبي معيط. وقد اشتركوا في الأمر والرضا، وانفرد عقبة بالمباشرة. الفتح (1/418).
([31]) (منعة) قال النووي: المنعة بفتح النون القوة. الفتح (1/417).
([32]) (يحيل) ينسب كل منهم الفعل للآخر تهكما. ولمسلم من رواية زكريا (ويميل) أي: من كثرة الضحك. الفتح (1/417).
([33]) (عليك بقريش) أي: بإهلاك قريش، والمراد الكفار منهم، أو من سمى منهم. الفتح (1/418).
([34]) (فشق عليهم)، وفي مسلم (فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته). الفتح (1/418).
([35]) (البلد) مكة. الفتح (1/418).
([36]) (القليب) هي البئر التي لم تطو، وقيل: العادية القديمة التي لايعرف صاحبها. الفتح (1/419).
([37]) صحيح البخاري (1/ 244)
([38]) صحيح البخاري برقم: 3854، (2/18)
([39]) صحيح مسلم برقم: 4649 ص 769
([40]) الفتح (1/419) بتصرف
([41]) الفتح (1/419)
([42]) الفتح (1/420)
([43]) أطرافه: [2937/6/126، 4392/7/704، 6397/11/99،، ومسلم 6450/8/16/76].
([44]) صحيح البخاري (2/128).
([45]) الفتح (6/126) بتصرف، ويرجع إلى (11/199).
([46]) سورة الأنبياء:107.
([47]) أطرافه: [1007/2/573، 4774/8/381، 4822/8/446، 1020/2/592، 4809/8/419، 4823/8/446، 4693/8/223، 4820/8/444، 4824/8/447، 4767/8/365، 4821/8/445، 4825/8/447، ومسلم 7066/9/17/144].
([48]) (سنة) بفتح السين، أي: أصابهم القحط. الفتح (2/573)
([49]) (حصت) بفتح الحاء والصاد، أي: استأصلت النبات حتى خلت الأرض منه. الفتح (2/573)
([50]) (وإن قومك قد هلكوا) يعني: والذين هلكوا بدعائك من ذوي رحمك، فينبغي أن تصل رحمك بالدعاء لهم. الفتح (2/593).
([51]) سورة الدخان:10.
([52]) (بدخان مبين) بعذاب شديد يجعلهم يرون ما بينهم وبين السماء كالدخان من شدة الجهد والجوع، وقيل غير ذلك. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/26).
([53]) سورة الدخان:16.
([54]) صحيح البخاري (1/387).
([55]) (إنك لجريء) أي: أتأمرني أن أستسقي لمضر مع ما هم عليه من المعصية والإشراك به. الفتح (8/445)
([56]) سورة الدخان:15.
([57]) سورة الدخان:-10-11.
([58]) سورة الدخان:16.
([59]) صحيح مسلم برقم: 7066، ص1155. النووي (9/17/144).
([60]) حديث رقم 4774 من صحيح البخاري (2/241)
([61]) حديث رقم 3231 من صحيح البخاري (1/844).
([62]) الفتح (2/572).
([63]) سورة نوح:13.
([64]) أطرافه [1360/3/263، 3884/7/233، 4772/8/375، 4675/8/199، 6681/11/575، ومسلم 133/1/1/218].
([65]) (لما حضرت أبا طالب الوفاة) قال ابن حجر -رحمه الله-: قال الكرماني: (المراد حضرت علامات الوفاة، وإلا فلو كان انتهى إلى المعاينة لم ينفعه الإيمان لو آمن. ويدل على أنه قبل المعاينة محاورته للنبي صلى الله عليه وسلم وكلامه مع كفار قريش). الفتح (8/376)
([66]) قوله: وعبد الله بن أبي أمية، أي: ابن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وهو أخو أم سلمة التي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، وقد أسلم عبد الله هذا يوم الفتح، واستشهد في تلك السنة في غزاة حنين. الفتح (7/235)
([67]) (ويعودان له) على التثنية لأبي جهل، وابن أبي أمية. شرح النووي على صحيح مسلم (1/1/220)
([68]) (قال أبو طالب آخر ما كلمهم به هو على ملة عبد المطلب) فهذا من أحسن الآداب والتصرفات، وهو أن من حكى قول غيره القبيح أتى به بضمير الغيبة؛ لقبح صورة لفظه الواقع. شرح النووي على صحيح مسلم (1/1/220)
([69]) سورة التوبة:113.
([70]) قوله تعالى: {مَنْ أَحْبَبْتَ} يكون على وجهين: أحدهما: معناه من أحببته لقرابته، والثاني: من أحببت أن يهتدي. شرح النووي على صحيح مسلم (1/1/222)
([71]) سورة القصص:56.
([72]) صحيح البخاري (1/455)
([73]) سورة القصص:56.
([74]) الفتح (7/236)
([75]) سورة القصص:56.
([76]) أطرافه: [3883/7/232، 6208/10/608، 6572/11/426، ومسلم 510/2/3/80، 512/2/3/81].
([77]) (أبو طالب) واسمه عند الجميع عبد مناف، واشتهر بكنيته، وكان شقيق عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك أوصى به عبد المطلب عند موته إليه، فكفله إلى أن كبر، واستمر على نصره بعد أن بعث، إلى أن مات أبو طالب، وكان يذب عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويرد عنه كل من يؤذيه، وقد مات بعد خروجهم من الشعب في آخر السنة العاشرة من المبعث. الفتح (7/233) بتصرف
([78]) (يحوطك) بضم الحاء المهملة من الحياطة، وهي: المراعاة. الفتح (7/234)
([79]) (ضحضاح) الضحضاح من الماء: ما يبلغ الكعب، ويقال أيضا: لما قرب من الماء، وهو ضد الغمرة، والمعنى: أنه خفف عنه العذاب. ووقع في حديث ابن عباس عند مسلم (إن أهون أهل النار عذابا أبو طالب، له نعلان يغلي منهما دماغه). الفتح (7/234)
([80]) (الدَرَك) طبق من أطباق جهنم، وأسفل كل شيء ذي عمق، ويقال لما انخفض: درك، كما يقال لما ارتفع: درج. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (5/52).
([81]) صحيح البخاري (2/24)
([82]) أطرافه: [1394/3/305، 3525/6/637، 3526/6/637، 4770/8/370، 4801/8/411، 4971/8/622، 4972/8/622، 4973/8/623، ومسلم 504/2/3/77، 2753/5/449، 3527/6/637، 4771/8/370، ومسلم 504/2/3/77، 501/2/3/76، 502/2/3/77، 503/2/3/77].
([83]) سورة الشعراء:214.
([84]) (أرأيتكم) لو أخبرتكم إلخ، أراد بذلك تقريرهم بأنهم يعلمون صدقه إذا أخبر عن الأمر الغائب، ووقع في حديث علي (ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة). الفتح (8/372)
([85]) قوله: قال: فإني نذير لكم أي: منذر. الفتح (8/372)
([86]) وأبو لهب هو ابن عبد المطلب، واسمه عبد العزى، وأمه خزاعية، وكني أبا لهب، إما بابنه لهب، وإما بشدة حمرة وجنته، ومات أبو لهب بعد وقعة بدر، ولم يحضرها، بل أرسل عنه بديلا، فلما بلغه ماجرى لقريش مات غما. الفتح (8/622).
([87]) سورة المسد:2.
([88]) الفتح (6/637)
([89]) سورة الكهف:28.
([90]) سورة الشعراء:214.
([91]) أطرافه: [1001/2/568، 1002/2/568، 1003/2/568، 1300/3/199، 2801/6/23، 2814/6/37، 3064/6/209، 3170/6/314، 4088/7/445، 4089/7/445، 4090/7/445، 4091/7/445، 4092/7/445، 4094/7/450، 4095/7/450، 4096/7/450، 6394/11/197، 7341/13/317، ومسلم 1546/3/5/181].
([92]) (بني سليم) قال ابن حجر -رحمه الله-: (قال الدمياطي هو: وهم؛ فإن بني سليم مبعوث إليهم، والمبعوث هم القراء، وهم من الأنصار. قلت: التحقيق أن المبعوث إليهم بنو عامر، وأما بنو سليم فغدروا بالقراء المذكورين). الفتح (6/24)
([93]) (فأنفذه) أصابه بجراحة نفذت من جوفه إلى الجانب الآخر من بدنه. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/18).
([94]) (نقرأ) أي: نزل المذكور قرآنا في حقهم، ثم نسخت تلاوته. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/18).
([95]) (أربعين صباحا) في قنوت صلاة الفجر. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/18).
([96]) (رعل) بكسر الراء وسكون المهملة بطن من بني سليم. الفتح (6/24)
([97]) صحيح البخاري (1/756)
([98]) صحيح مسلم ص 294
([99]) أطرافه: [64/1/185، 2939/6/127، 4424/7/732، 7264/ (13/254)].
([100]) (رجلا) هو عبد الله بن حذاقة السهمي. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (1/23).
([101]) (عظيم البحرين) أميرها المنذر بن ساوى. الفتح (1/187)
([102]) (كسرى) هو أبرويز بن هرمز بن أنوشروان. الفتح (1/187)
([103]) (فحسبت) القائل هو ابن شهاب راوي الحديث. الفتح (1/187)
([104]) صحيح البخاري (1/209)
([105]) الفتح (6/127) "بتصرف"
([106]) الفتح (7/735)
([107]) أطرافه: [344/1/533، 348/1/545، 3571/6/671]
([108]) (أسرينا) من السرى، وهو السير أكثر الليل، وقيل: السير كل الليل. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (1/76). قيل: إن هذا السفر كان بعد رجوعهم من خيبر، وقيل: من الحديبية، وقيل: بطريق تبوك. الفتح (1/534) بتصرف.
([109]) (وقعنا وقعة) نمنا نومة. حاشية صحيح البخاري (1/263).
([110]) (ما يحدث له في نومه) أي: من الوحي، وكانوا يخافون من إيقاظه قطع الوحي. الفتح (1/535).
([111]) (جليدا) هو من الجلادة بمعنى الصلابة. الفتح (1/534).
([112]) (الذي أصابهم) أي: من نومهم عن صلاة الصبح حتى خرج وقتها. الفتح (1/535).
([113]) (انفتل) انصرف. حاشية صحيح البخاري (1/263).
([114]) (فدعا فلانا) هو عمران بن حصين. الفتح (1/538).
([115]) (مزادتين) المزادة بفتح الميم والزاي: قربة كبيرة، يزاد فيها جلد من غيرها، وتسمى أيضا السطيحة. الفتح (1/538).
([116]) (نفرنا) ما دون العشرة. الفتح (1/538).
([117]) (خلوف) بضم الخاء واللام جمع خالف. والمراد: أن رجالها تخلفوا لطلب الماء. الفتح (1/538).
([118]) (فاستزلوها عن بعيرها) إنما أخذوها واستجازوا أخذ مائها؛ لأنها كانت كافرة حربية، وعلى تقدير أن يكون لها عهد فضرورة العطش تبيح للمسلم الماء المملوك لغيره على عوض، وإلا فنفس الشارع تفدى بكل شيء على سبيل الوجوب. الفتح (1/539).
([119]) (أوكأ) ربط. الفتح (1/539).
([120]) (العزالي) هي مصب الماء من الرواية، ولكل مزادة عزلاوان من أسفلها. الفتح (1/539).
([121]) (دقيقة وسويقة) طحين الحنطة والشعير وغيرهما. حاشية صحيح البخاري (1/264).
([122]) (وقالت بأصبعيها) أي: أشارت. الفتح (1/540)
([123]) (الصرم) بكسر المهملة أبيات مجتمعة من الناس. الفتح (1/540).
([124]) (يدعونكم عمدا) والمعنى: الذي أعتقده أن هؤلاء يتركونكم عمدا، لا غفلة ولا نسيانا، بل مراعاة لما سبق بيني وبينهم، وهذه الغاية في مراعاة الصحبة اليسيرة، وكان هذا القول سببا لرغبتهم في الإسلام. الفتح (1/540)
([125]) صحيح البخاري (1/263)
([126]) قال الإمام ابن حجر -رحمه الله-: (محصل القصة أن المسلمين صاروا يراعون قومها على سبيل الاستئلاف لهم حتى كان ذلك سببا لإسلامهم) الفتح (1/540)
([127]) الفتح (1/535)
([128]) الفتح (1/537).
([129]) الفتح (1/536) بتصرف
([130]) الفتح (1/537)
([131]) أطرافه: [2987/6/153، 4566/8/81، 5663/10/127، 5964/10/409، 6207/10/608، 6254/11/41].
([132]) (فدكية) أي: كساء غليظ منسوب إلى فدك، وهي: بلد مشهور على مرحلتين من المدينة. الفتح (8/82)
([133]) (عجاجة) غبارها. الفتح (8/82)
([134]) (رحلك) منزلك. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (6/39).
([135]) (فاغشنا) فأتنا. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (6/39).
([136]) (يتثاورون) أي: يتواثبون، أي: قاربوا أي: يثب بعضهم على بعض فيقتتلوا. الفتح (8/83)
([137]) (البحيرة) والمراد به هنا المدينة المنورة، وهذا اللفظ يطلق على القرية وعلى البلد. الفتح (8/83)
([138]) (يتوجوه) يعني يرئسوه عليهم، ويسوده. الفتح (8/83)
([139]) (فيعصبوه بالعصابة) وسمى الرئيس معصبا؛ لما يعصب برأسه من الأمور، أو لأنهم يعصبون رؤوسهم بعصابة لاتنبغي لغيرهم يمتازون بها. الفتح (8/83)
([140]) (شرق) أي: غص به، وهو كناية عن الحسد. الفتح (8/83)
([141]) سورة آل عمران:186.
([142]) سورة البقرة:109.
([143]) (يتأول العفو) يفسر العفو بما أمر الله به من الصبر والاحتمال قبل الإذن بالقتال. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (6/39).
([144]) (حتى أذن الله فيهم) أي: في قتالهم. الفتح (8/84)
([145]) صحيح البخاري (2/4566)
([146]) أطرافه: [2620/5/277-2183/6/324-5978/10/427-5979/10/427- م2325/4/7/97].
([147]) (قدمت أمي): قال الزبير: أم أسماء وعبد الله ابني أبي بكر قيلة بنت عبد العزى. الفتح (5/276)
([148]) (مع ابنها): ذكر الزبير أن اسم ابنها المذكور الحارث بن مدرك بن عبيد بن عمرو بن مخزوم ولم أر له ذكرا في الصحابة فكأنه مات مشركا. الفتح (5/276)
([149]) (راغبة): المعنى: أنها قدمت طالبة لبر ابنتها لها، خائفة من ردها إياها خائبة، هكذا فسره الجمهور. الفتح (5/277)
([150]) صحيح البخاري (2/489)
([151]) سورة لقمان:15.
([152]) الفتح (10/427).
([153]) وسترد مثل هذه المواقف كثيراً في سلسلة تعامله صلى الله عليه وسلم مع المستفتين. "والتي ستصدر لاحقاً، إن شاء الله"
([154]) أطرافه: [2711/5/368، 2712/5/368، 2732/5/388، 2731/5/388، 1694/3/634، 1811/4/13، 2712/5/368، 2731/5/388، 4158/7/509، 4178/7/519، 4181/7/519= ممكن يضم مع
1695/3/634 ،2732/5/388 ،4157/7/509، 4179/7/518، 4180/7/519، 1694/3/634، 2712/5/368، 4158/7/509، 4181/7/519،4179/7/519، 1695/3/634، 2732/5/388، 4178/7/519، 2711/5/368، 4180/7/519]
([155]) (امتعضوا) شق عليهم، وغضبوا منه. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (3/188).
([156]) (عاتق) الأنثى الشابة، أو ما أدركت، أي: بلغت. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (3/188).
([157]) سورة الممتحنة:10
([158]) صحيح البخاري (1/733)
([159]) (الغميم) واد بينه وبين مكة مرحلتان. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([160]) (طليعة) مقدمة الجيش. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([161]) (بقترة الجيش) الغبار الأسود الذي أثارته حوافر خيل الجيش. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([162]) (بالثنية) هي الطريق في الجبل. وقيل: هي موضع بين مكة والمدينة من طريق الحديبية. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([163]) (حل حل) صوت تزجر به الدابة لتحمل على السير. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([164]) (فألحت) لزمت مكانها، ولم تنبعث. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([165]) (خلأت) حرنت وتصعبت. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([166]) (القصواء) من القصو، وهو قطع طرف الأذن سميت به ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن طرف أذنها كان مقطوعا. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([167]) (حابس الفيل) الله تعالى- الذي حبس الفيل حين جيء به لهدم الكعبة. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([168]) (خطة) حالة وقضية. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([169]) (يعظمون فيها حرمات الله) يكفون فيها عن القتال تعظيما لحرم الله تعالى. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([170]) (فعدل عنهم) ولى راجعا. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([171]) (الحديبية) اسم مكان قريب من مكة. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([172]) (ثمد) في الصحاح: الماء القليل الذي لا مادة له. أي: ليس له ما يغذيه. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([173]) (يتبرضه) يأخذونه قليلا قليلا. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([174]) (فلم يلبثه) لم يتركوه يثبت ويقيم. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([175]) (يجيش) يفور. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([176]) (عيبة نصح) محل نصحه وموضع سره وأمانته، والعيبة في الأصل ما يوضع فيه الثياب لحفظها، والنصح الخلوص من الشوائب. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([177]) (أعداد) جمع عد وهو الماء الذي لا انقطاع له، والمراد: الكثرة. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([178]) (العوذ) النوق التي ولدت حدثيا، فهي ذات لبن. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([179]) (المطافيل) النوق التي معها أولادها، وأصله الأمهات التي معها أطفالها، والمراد من قوله: (معهم العوذ المطافيل) أنهم خرجوا معهم بذوات الألبان يتزودون من ألبانها، ولا يرجعون حتى يناجزوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويمنعوه من الدخول إلى مكة. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([180]) (ماددتهم مدة) جعلت بيني وبينهم مدة صلح وهدنة. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([181]) (أظهر) غلبت عليهم. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([182]) (جموا) استراحوا من جهد الحرب. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([183]) (تنفرد سالفتي) ينفصل مقدم عنقي، أي: حتى أقتل. قال ابن قتيبة :السالفتان ناحيتا مقدم العنق من لدن معلق القرط إلى الترقوة وأراد حتى يفرق بين رأسي وجسدي. غريب الحديث لابن الجوزي (1/492)
([184]) (بالوالد) مثل الوالد في الشفقة والمحبة. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([185]) (بالولد) مثل الولد في النصح لوالده. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([186]) (بلحوا) امتنعوا. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([187]) (اجتاح) أهلك واستأصل. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([188]) (أشوابا) أخلاطا. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([189]) (خليقا) حقيقا. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([190]) (امصص ببظر اللات) البظر: قطعة لحم تبقى بعد الختان في فرج المرأة. وكان من عادة العرب الشتم بذلك، لكن بلفظ الأم، فأراد أبو بكر رضي الله عنه المبالغة في سب عروة بإقامة من كان يعبد مقام أمه، وحمله على ذلك ما أغضبه من نسبة المسلمين إلى الفرار. واللات: اسم لأحد الأصنام التي كانت قريش وثقيف يعبدونها. الفتح (5/401) .
([191]) (المغفر) بكسر الميم، وسكون العجمة، وفتح الفاء: زرد ينسج منه الدروع على قدر الرأس. الفتح (4/72)، وهو ما غطى الرأس من السلاح كالبيضة وشبهها من حديد كان أو من غيره. حاشية صحيح البخاري (1/553).
([192]) (رجل) هو الحليس بن علقمة الحارثي. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([193]) (يعظمون البدن) أي: لا يستحلونها، ولا يعتدون عليها، والبدن جمع بدنة، وهي: ما يهدى للحرم من الإبل أو البقر. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974). .
([194]) (فابعثوها له) أثيروها أمامه. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([195]) (ضغطة) مفاجأة وقهرا. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([196]) (يرسف) يمشي مشيا بطيئا بسبب القيود. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([197]) (الدنية) النقيصة والمذلة. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([198]) (بغرزه) ما يكون للإبل بمنزلة الركاب للفرس، والمعنى: تمسك بأمره، ولا تخالفه. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([199]) (حالقه) هو خراش بن أمية الخزاعي. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974)..
([200]) سورة الممتحنة:10.
([201]) (بعصم الكوافر) بعصم، جمع عصمة، وهي: ما يعتصم به من عقد الزواج، والكوافر جمع كافرة، والمراد: المشركة، والمعنى: لا تقيموا على نكاحهن، ولا تتمسكوا بالزوجية بينكم وبينهن. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([202]) (رجلين) هما خنيس بن جابر، ومولى يقال له: كوثر، والذي أرسلهما في طلبه الأخنس بن شريق. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([203]) (فلان) هو خنيس. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([204]) (فاستله) أخرجه من غمده. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([205]) (الآخر) صاحب السيف. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([206]) (فأمكنه منه) أعطاه إياه بيده حتى تمكن منه. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([207]) (برد) كناية عن أنه مات؛ لأن البرودة من لوازم الموت. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([208]) (وإني لمقتول) سيقتلني إن لم تردوه عني. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([209]) (قد والله أوفى الله ذمتك) ليس عليك عتاب منهم فيما صنعت أنا. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([210]) (ويل أمه) الويل العذاب، وهي كلمة أصلها دعاء عليه، ولكنها استعملت هنا للتعجب من عمله. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([211]) (مسعر حرب) محرك لها وموقد لنارها، والمسعر في الأصل العود الذي تحرك به النار. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([212]) (لو كان له أحد) لو وجد معه أحد ينصره ويعاضده. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([213]) (سيف البحر) ساحله. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([214]) (عصابة) جماعة أربعون فما فوق. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([215]) (بعير) بخبر عير، وهي القافلة من الإبل المحملة بالبضائع والأموال. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([216]) (تناشده) تسأله وتطلب منه بإلحاح. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/974).
([217]) { أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ } أي: من بعد ما قدرتم عليهم، وصاروا تحت ولايتكم بلا عقد ولا عهد. تيسير الكريم الرحمن، للسعدي، ص 514.
([218]) سورة الفتح:24.
([219]) سورة الفتح:26.
([220]) طرفه: [3732].
([221]) الفتح (5/395).
([222]) الفتح (5/397)
([223]) الفتح (5/399)
([224]) الفتح (5/399)
([225]) الفتح (5/399) "بتصرف"
([226]) الفتح (5/401).
([227]) الفتح (5/415) بتصرف
([228]) الفتح (5/415) بتصرف.
([229]) الفتح (5/401).
([230]) أطرافه: [1781/3/702، 1844/4/70، 2698/5/357، 2699/5/357، 2700/5/358، 3184/6/325، 4251/7/570].
([231]) (حتى قاضاهم) على أن يقيم بها ثلاثة أيام، أي: من العام المقبل. الفتح (7/574)
([232]) (فلما دخلها): أي: العام المقبل. الفتح (7/576)
([233]) (ومضى الأجل) أي: الأيام الثلاثة. الفتح (7/576)
([234]) (ابنة حمزة) اسمها عمارة. وقيل: فاطمة. وقيل: أمامة. وقيل: أمة الله. وقيل: سلمى. والأول هو المشهور. الفتح (7/577)
([235]) (تنادي يا عم) كأنها خاطبت النبي صلى الله عليه وسلم بذلك إجلالا له، وإلا فهو ابن عمها، أو بالنسبة إلى كون حمزة، وإن كان عمه من النسب فهو أخوه من الرضاعة. الفتح (7/577)
([236]) (دونك) هي كلمة من أسماء الأفعال تدل على الأمر بأخذ الشيء المشار إليه. الفتح (7/577)
([237]) (وخالتها تحتي) أي: زوجتي، واسم خالتها أسماء بنت عميس، وصرح باسمها في حديث علي عند أحمد، وكان لكل من هؤلاء الثلاثة فيها شبهة، أما زيد فللأخوة التي ذكرتها، ولكونه بدأ بإخراجها من مكة، وأما علي فلأنه ابن عمها وحملها مع زوجته، وأما جعفر فلكونه ابن عمها وخالتها عنده، فيترجح جانب جعفر باجتماع قرابة الرجل والمرأة منها دون الآخرين. الفتح (7/578)
([238]) (وقال: الخالة بمنزلة الأم) أي: في هذا الحكم الخاص؛ لأنها تقرب منها في الحنو والشفقة والاهتداء إلى ما يصلح الولد لما دل عليه السياق. الفتح (7/579)
([239]) (وقال لعلي): أنت مني وأنا منك، أي: في النسب والصهر والسابقة والمحبة، وغير ذلك من المزايا. الفتح (7/579)
([240]) (وقال لزيد): أنت أخونا أي: في الإيمان ومولانا، أي: من جهة أنه أعتقه. الفتح (7/580)
([241]) (قال علي) أي: للنبي صلى الله عليه وسلم: ألا تتزوج بنت حمزة قال: (إنها بنت أخي) أي: من الرضاعة، ووقع في رواية أبي سعيد السكري فدفعناها إلى جعفر، فلم تزل عنده حتى قتل، فأوصى بها جعفر إلى علي، فمكثت عنده حتى بلغت، فعرضها علي على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها، فقال: (هي ابنة أخي من الرضاعة). الفتح (7/580)
([242]) صحيح البخاري (2/101)
([243]) أطرافه: [3139/6/280، 4024/7/376].
([244]) (كلمني) طلب مني، وتشفع أن أطلقهم. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/91).
([245]) (النتنى) جمع نتن، وهو: ذو الرائحة الكريهة، والمراد هنا النتن المعنوي، وهو كفرهم وضلالهم. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/91)، وهم: أسارى بدر من المشركين. الفتح (7/376).
([246]) صحيح البخاري (1/823)
([247]) 4639/6/12/153.
([248]) (وأبي حسيل) هو حسيل بحاء مضمومة ثم سين مفتوحة مهملتين ثم ياء، ثم لام، ويقال له أيضا: حسل، بكسر الحاء وإسكان السين، وهو والد حذيفة، واليمان لقب له، والمشهور في استعمال المحدثين أنه اليمان بالنون من غير ياء بعدها وهي لغة قليلة، والصحيح اليماني بالياء. شرح النووي على صحيح مسلم (6/12/153)
([249]) صحيح مسلم ص 767
([250]) أطرافه: [462/1/661، 469/1/667، 2422/5/90، 2423/5/91، 4372/7/688، ومسلم 4589/6/12/93].
([251]) (بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد) أي: بعث فرسان خيل إلى جهة نجد. الفتح (7/689)
([252]) (من بني حنيفة) وهي قبيلة كبيرة شهيرة ينزلون اليمامة بين مكة واليمن. وأما حنيفة فهو ابن لجيم –بجيم- بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وأما ثمامة بن أثال فأبوه بضم الهمزة وبمثلثة خفيفة بن النعمان بن مسلمة الحنفي، وهو من فضلاء الصحابة. الفتح (7/688).
([253]) (ماعندك) أي شيء عندك، ويحتمل أن تكون ما استفهامية، وذا موصولة وعندك صلته أي ما الذي استقر في ظنك أن أفعله بك، فأجاب بأنه ظن خيرا. الفتح (7/689)
([254]) (إن تقتل تقتل ذا دم) أي: صاحب دم، لدمه موقع يشتفي قاتله بقتله، ويحتمل أن يكون المعنى أنه عليه دم، وهو مطلوب به فلا لوم عليك في قتله. الفتح (7/689)
([255]) (نجل) أي: ماء. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (5/170).
([256]) (فبشره) أي: بخيري الدنيا والآخرة، أو بشره بالجنة، أو بمحو ذنوبه وتبعاته السابقة. الفتح (7/690)
([257]) (صبوت) ملت إلى دين غير دينك ودين آبائك. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (5/170).
([258]) (قال: لا، ولكن أسلمت مع محمد) كأنه قال لا ما خرجت من الدين؛ لأن عبادة الأوثان ليست دينا، وقوله: مع محمد، أي: وافقته على دينه، فصرنا متصاحبين في الإسلام أنا بالابتداء، وهو بالاستدامة. الفتح (7/690)
([259]) (لا تأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم) زاد ابن هشام، ثم خرج إلى اليمامة، فمنعهم أن يحملوا إلى مكة شيئا، فكتبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: إنك تأمر بصلة الرحم، فكتب إلى ثمامة أن يخلي بينهم وبين الحمل إليهم. الفتح (7/690)
([260]) صحيح البخاري (2/124)
([261]) شرح النووي على صحيح مسلم (6/12/95) "بتصرف".
([262]) الفتح (7/690)
([263]) الفتح (7/690)
([264]) أطرافه: [2910/6/113-114، 2913/6/114، 4134/7/490، 4135/7/490، 4136/7/491، 4139/7/494، ومسلم 1949/3/6/133، 5950-5951/8/15/45]
([265]) صحيح البخاري (2/78)
([266]) (العضاه) هي كل شجرة يعظم له شوك. الفتح (7/492)
([267]) (رجلا) هو غوث بن الحارث. الفتح (7/493)
([268]) (صلتا) بفتح المهملة وسكون اللام، أي: مجرداً عن غمده. الفتح (7/492)
([269]) (فشام السيف) المراد هنا: أغمده. الفتح (7/491)
([270]) صحيح مسلم ص352
([271]) شرح النووي على صحيح مسلم (8/15/45) بتصرف
([272]) شرح النووي على صحيح مسلم (8/15/45) بتصرف
([273]) أطرافه: [3231/6/360-363، 7389/13/384، ومسلم 4653/6/12/163]
([274]) (يوم العقبة) أي: كان ما لاقاه عندها. وقيل: المراد بالعقبة جمرة العقبة التي بمنى، وقيل: مكان مخصوص في الطائف، ولعل هذا أولى. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/115).
([275]) ويقال: اسم بن عبد ياليل مسعود. الفتح (6/363)
وكان ابن عبد ياليل من أكابر أهل الطائف من ثقيف، وقد روى عبد بن حميد في تفسيره من طريق بن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [سورة الزخرف:31]. قال نزلت في عتبة بن ربيعة وابن عبد ياليل الثقفي. الفتح (6/363)
وقد ذكر موسى بن عقبة وابن إسحاق أن كنانة بن عبد ياليل وفد مع وفد الطائف سنة عشر فأسلموا، وذكره ابن عبد البر في الصحابة لذلك، لكن ذكر المديني أن الوفد أسلموا إلا كنانة، فخرج إلى الروم ومات بها بعد ذلك. والله أعلم، وذكر موسى بن عقبة في المغازي عن ابن شهاب أنه صلى الله عليه وسلم لما مات أبو طالب توجه إلى الطائف رجاء أن يؤوه فعمد إلى ثلاثة نفر من ثقيف، وهم سادتهم، وهم إخوة: عبد ياليل، وحبيب، ومسعود بنو عمرو، فعرض عليهم نفسه، وشكا إليهم ما انتهك منه قومه، فردوا عليه أقبح رد. وكذا ذكره ابن إسحاق بغير إسناد مطولا، وذكر ابن سعد أن ذلك كان في شوال سنة عشر من المبعث، وأنه كان بعد موت أبي طالب وخديجة. الفتح (6/363)
([276]) (على وجهي) باتجاه الجهة المواجهة لي. الفتح (6/364)
([277]) (ملك الجبال) أي: الموكل بها. الفتح (6/364)
([278]) (الأخشبين) هما جبلا مكة: أبو قبيس والذي يقابله، وكأنه قعيقعان، وسميا بذلك لصلابتهما وغلظ حجارتهما، يقال: رجل أخشب: إذا كان صلب العظام، قليل اللحم، والمراد بإطباقهما: أن يلتقيا على من بمكة، ويحتمل أن يريد أنهما يصيران طبقا واحدا. الفتح (6/364)
([279]) صحيح البخاري (1/844)
([280]) أطرافه [3012/6/170، ومسلم 4549/6/12/53
3013/6/170، 2370/5/54، ومسلم 4511/6/12/53
3014/6/172، 3015/6/172، ومسلم 4547/6/12/52]
([281]) صحيح البخاري (1/797)
([282]) صحيح البخاري (1/788) برقم: 2966
([283]) أطرافه: [3041/6/189، 4194/7/525، ومسلم 4677/6/12/183].
([284]) (خرجت قبل أن يؤذن بالأولى) يعني صلاة الصبح، ويدل عليه قوله في رواية مسلم: (... أنه تبعهم من الغلس إلى غروب الشمس). الفتح (7/526)
([285]) (اللقاح) ذوات الدر من الإبل، واللقوح الحلوب. الفتح (7/526)
([286]) (بذي قرد) اسم مكان فيه ماء على مسيرة ليلتين من المدينة بينها وبين خيبر على طريق الشام، القرد في اللغة الصوف الرديء، وما تساقط من الوبر والصوف. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (5/130).
([287]) (فلقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف) قال ابن حجر: لم أقف على اسمه، ويحتمل أن يكون هو رباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في رواية مسلم. الفتح (7/526)
([288]) (غطفان) وعند مسلم قدمنا الحديبية، ثم قدمنا المدينة، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره مع رباح غلامه، وأنا معه، وخرجت بفرس لطلحة أندبه، فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن الفزاري. وللطبراني من وجه آخر عن سلمة خرجت بقوسي ونبلي، وكنت أرمي الصيد، فإذا عيينة بن حصن قد أغار على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستاقها، ولا منافاة؛ فإن كلا من عيينة وعبد الرحمن بن عيينة كان في القوم. الفتح (7/526)
([289]) (يا صباحاه) هو منادى مستغاث، والألف للاستغاثة، والهاء للسكت، وكأنه نادى الناس استغاثة بهم في وقت الصباح. الفتح (6/190)
([290]) (ثم اندفعت على وجهي) أي: لم ألتفت يمينا ولا شمالا، بل أسرعت الجري، وكان شديد العدو. الفتح (7/526)
([291]) (واليوم يوم الرضع) جمع راضع، وهو: اللئيم، فمعناه اليوم يوم اللئام، أي: اليوم يوم هلاك اللئام. الفتح (7/526)
([292]) (أرتجز) أقول شعرا من بحر الرجز. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (5/130).
([293]) (استلبت) أخذت قهرا عنهم. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (5/130). وعند مسلم في هذا الموضع: (فأقبلت أرميهم بالنبل وأرتجز)، وفيه (فألحق رجلا منهم فأصكه بسهم في رجله فخلص السهم إلى كعبه فما زلت أرميهم، وأعقرهم، فإذا رجع إلي فارس منهم أتيت شجرة فجلست في أصلها ثم رميته فعقرت به، فإذا تضايق الخيل فدخلوا في مضايقة علوت الجبل، فرميتهم بالحجارة، وعند ابن إسحاق: وكان سلمة مثل الأسد، فإذا حملت عليه الخيل فر، ثم عارضهم، فنضحها عنه بالنبل). الفتح (7/527)
في رواية مسلم: (فما زلت كذلك حتى ما خلق الله من ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعير إلا خلفته وراء ظهري، ثم اتبعتهم أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين بردة وثلاثين رمحا يتخففون بها). الفتح (7/528)
([294]) (بردة) كساء مخطط يلتحف به. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (5/130).
([295]) (حميت القوم الماء) منعتهم من الشرب. الفتح (7/528)
([296]) (فأسجح) بهمزة قطع أي: أحسن أو ارفق. الفتح (6/190)
([297]) صحيح البخاري (2/90)
([298]) أطرافه: [5393/9/446، 5394/9/446، ومسلم 5395/9/447، 5372/7/14/24، 5374/7/14/25
596/9/446، 5397/9/446، ومسلم 5378/7/14/26، 5379/7/14/26]
([299]) (إن رجلا كان يأكل أكلا كثيرا فأسلم) وقع في رواية مسلم من طريق أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضافه ضيف، وهو كافر فأمر له بشاة فحلبت فشرب حلابها، ثم أخرى ثم أخرى حتى شرب حلاب سبع شياه، ثم إنه أصبح، فأسلم فأمر له بشاة فشرب حلابها ثم بأخرى فلم يستتمها. الفتح (9/448)
([300]) المراد بسبعة أمعاء: ذكر الإمام ابن حجر -رحمه الله- في ذلك سبعة أقوال: منها أن المؤمن يسمي الله –تعالى- عند طعامه وشرابه، فلا يشركه الشيطان، فيكفيه القليل، والكافر لايسمي، فيشركه الشيطان. الفتح (9/449)
([301]) صحيح البخاري (2/392)
([302]) صحيح مسلم ص882
([303]) [2008/3/6/164].
([304]) (يرقي) من الرقية، وهي العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة. شرح محمد فؤاد عبد الباقي على صحيح مسلم (2/593)
([305]) (من هذه الريح) المراد بالريح هنا: الجنون، ومس الجن. شرح النووي على صحيح مسلم (3/6/162)
([306]) (فهل لك؟) أي: فهل لك رغبة في رقيتي؟ وهل تميل إليها؟. شرح محمد فؤاد عبد الباقي على صحيح مسلم (2/593)
([307]) (ناعوس البحر) قيل: قاعوس. قال أبو عبيد: قاموس البحر وسطه. وقال أبو مروان ابن سراج: فناعوس البحر: لجته التي تضطرب أمواجها، ولا تستقر مياهها، وهي لفظة عربية صحيحة. وقال صاحب كتاب العين: قعره الأقصى. شرح النووي على صحيح مسلم (3/6/163).
([308]) (ضماد): بكسر الضاد المعجمة، وشنوءة بفتح الشين وضم النون وبعدها مدة. شرح النووي على صحيح مسلم. (3/6/162)
([309]) صحيح مسلم ص 360.
([310]) أطرافه: [4245/6/11/103].
([311]) (وأصابوا معه العضباء) أي: أخذوها، وهي: ناقة نجيبة كانت لرجل من بني عقيل ثم انتقلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. شرح محمد فؤاد عبد الباقي على صحيح مسلم (3/1262).
([312]) (سابقة الحاج) أراد بها العضباء فإنها كانت لا تسبق، أو لا تكاد تسبق معروفة بذلك. شرح محمد فؤاد عبد الباقي على صحيح مسلم (3/1262).
([313]) (لو قلتها وأنت تملك أمرك) معناه: لو قلت كلمة الإسلام قبل الأسر حين كنت مالك أمرك أفلحت كل الفلاح، وأما إذا أسلمت بعد الأسر، فيسقط الخيار في قتلك، ويبقى الخيار بين الاسترقاق والمن والفداء. شرح النووي على صحيح مسلم (6/11/103)
([314]) (وناقة منوقة) أي: مذللة. شرح النووي على صحيح مسلم (6/11/103)
([315]) (ونذروا بها) أي: علموا. شرح النووي على صحيح مسلم (6/11/103)
([316]) صحيح مسلم ص692
([317]) أطرافه: [4810/8/421 ومسلم 322/1/2/139].
([318]) (لما عملنا) في الجاهلية من آثام. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (6/125).
([319]) سورة الفرقان:68.
([320]) سورة الفرقان:74.
([321]) صحيح البخاري (2/253)
([322]) أطرافه: [3039/6/188، 4043/7/405، 4561/8/78، 3986/7/357 ،4067 /7/422].
([323]) (لقينا المشركين يومئذ) في رواية لأبي نعيم لما كان يوم أحد لقينا المشركين. الفتح (7/405)
([324]) (الرماة) وكانوا خمسين رجلا. الفتح (7/405)
([325]) (وأمر عليهم عبد الله) عبد الله بن جبير. الفتح (7/405)
([326]) (رأيت النساء يشتددن) أي: يسرعن المشي. الفتح (7/405)
([327]) (رفعن عن سوقهن) جمع ساق أي: ليعينهن ذلك على سرعة الهرب. الفتح (7/406)
([328]) (فلما أبوا صرفت وجوههم) تحيروا، فلم يدروا أين يتوجهون. وزاد زهير في روايته: فذلك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم، فلم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رجلا. الفتح (7/406)
([329]) (مثلة) بضم الميم وسكون المثلثة، ويجوز فتح أوله، وقال ابن التين: بفتح الميم وضم المثلثة، قال ابن فارس: مثل بالقتيل إذا جدعه، قال ابن إسحاق: حدثني صالح بن كيسان قال خرجت هند والنسوة معها يمثلن بالقتلى يجدعن الآذان والأنف حتى اتخذت هند من ذلك حزما وقلائد، وأعطت حزمها وقلائدها أي: اللاتي كن عليها، لوحشي جزاء له على قتل حمزة، وبقرت عن كبد حمزة فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها. الفتح (7/408)
([330]) (لم آمر بها ولم تسؤني) أي: لم أكرهها، وإن كان وقوعها بغير أمري. الفتح (7/408)
([331]) صحيح البخاري (2/60)
([332]) سورة النور:52.
([333]) أطرافه: [3036/6/187، 3076/6/218، 3823/7/172، 4355/7/669، 4356/7/669، 4357/7/669، 6089/10/519، 6333/11/140، ومسلم 6366/8/16/35].
([334]) (تريحني) تريح قلبي وذهني من الضلال بسببه. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/62).
([335]) (ذي الخلصة) بيت أصنام كانت تعبدها دوس وخثعم وبجيلة، ومن كان ببلادهم. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/62).
([336]) (أحمس) قبيلة من العرب. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/62). قال ابن حجر: وهم إخوة بجيله بفتح الموحدة، وكسر الجيم: رهط جرير ينتسبون إلى أحمس بن الغوث بن أنمار، وبجيلة امرأة نسبت إليها القبيلة المشهورة، ومدار نسبهم أيضا على أنمار. اهـ الفتح (7/672)
([337]) (أجرب) أي: مطلي بالقطران من الجرب أي: أنها اسودت من الإحراق. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/62).
([338]) صحيح البخاري (2/121)
([339]) الفتح (8/72).
([340]) شرح النووي على صحيح مسلم (8/16/268).
([341]) أطرافه: [2808/6/29، ومسلم 4941/7/13/47].
([342]) (رجل) قال ابن حجر -رحمه الله-: لم أقف على اسمه. الفتح (6/30)
([343]) (مقنع) بفتح القاف والنون مشددة وهو كناية عن تغطية وجهه بآلة الحرب. الفتح (6/31)
([344]) (وأجر كثيرا) بالضم على البناء، أي: أجر أجرا كثيرا، وفي هذا الحديث أن الأجر الكثير قد يحصل بالعمل اليسير فضلا من الله وإحسانا. الفتح (6/31)
([345]) صحيح البخاري (1/758)
([346]) سورة الفرقان:23.
([347]) للاستزادة الرجوع إلى الفتح (6/30)
([348]) أطرافه: [1602/3/548، 4256/7/581، 4257/7/581، ومسلم 3059/5/9/14].
([349]) (يثرب) اسم المدينة في الجاهلية. الفتح (7/582).
([350]) (يرملوا) يهرولوا، والهرولة: المشي السريع مع تقارب الخطى. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/150).
([351]) (الركنين) أي: اليمانيين. الفتح (7/582)
([352]) (الإبقاء عليهم) الرفق بهم والإشفاق عليهم. الفتح (7/582).
([353]) الفتح (3/549) بتصرف.
([354]) صحيح مسلم برقم: 3055، ص 521
([355]) صحيح مسلم برقم: 3056، ص 521
([356]) الفتح (3/549)
([357]) أطرافه: [1846/4/75، 3044/6/191، 4286/7/609، 5808/10/286، ومسلم 3308/5/9/138]
([358]) (المغفر) بكسر الميم، وسكون العجمة، وفتح الفاء: زرد ينسج منه الدروع على قدر الرأس. الفتح (4/72)، وهو ما غطى الرأس من السلاح كالبيضة وشبهها من حديد كان أو من غيره. حاشية صحيح البخاري (1/553)
([359]) (ابن خطل) إنما أمر بقتل ابن خطل؛ لأنه كان مسلما، فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقا، وبعث معه رجلا من الأنصار، وكان معه مولى يخدمه، وكان مسلما، فنزل منزلا فأمر المولى أن يذبح تيسا ويصنع له طعاما، فنام واستيقظ، ولم يصنع له شيئا، فعدا عليه فقتله، ثم ارتد مشركا، وكانت له قينتان تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم. الفتح (4/73)
([360]) صحيح البخاري (1/553).
([361]) الفتح (4/74)، (7/609) بتصرف.
([362]) الفتح (4/75) بتصرف.
([363]) الفتح (4/75) .
([364]) الفتح (4/74)
([365]) أطرافه: [2537/5/199، 3048/6/193، 4018/7/373 ].
([366]) (رجالا من الأنصار): أي: ممن شهد بدرا؛ لأن العباس كان أسر ببدر، وكان المشركون أخرجوه معهم إلى بدر. الفتح (7/374)
([367]) (لابن أختنا عباس) أي: ابن عبد المطلب، وأم العباس ليست من الأنصار، بل جدته أم عبد المطلب هي الأنصارية، فأطلقوا على جدة العباس أختا؛ لكونها منهم، وعلى العباس ابنها؛ لكونها جدته، وهي سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد من بني عدي بن النجار، ثم من بني الخزرج، وأما أم العباس فهي نتيلة. الفتح (7/374)
([368]) (لا تدعون): أي: لا تتركون من الفداء شيئاً. الفتح (7/374)
([369]) صحيح البخاري (1/694)
([370]) الفتح (5/200)
([371]) أطرافه: [2780/5/480].
([372]) (تميم.. عدي) كانا نصرانيين عندما حدثت القصة المذكورة في الحديث، وتميم أسلم بعد ذلك رضي الله عنه، وأما عدي فلم يسلم. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/13).
([373]) (فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم) في رواية الكلبي: فمرض السهمي، فأوصى إليهما، وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله. قال تميم: فلما مات أخذنا من تركته جاما، وهو أعظم تجارته، فبعناه بألف درهم، فاقتسمتها أنا وعدي. الفتح (5/482)
([374]) (فلما قدما بتركته) في رواية ابن جريج عن عكرمة: أن السهمي المذكور مرض، فكتب وصيته بيده، ثم دسها في متاعه، ثم أوصى إليهما، فلما مات فتحا متاعه، ثم قدما على أهله، فدفعا إليهم ما أرادا ففتح أهله متاعه، فوجدوا الوصية، وفقدوا أشياء، فسألوهما عنها فجحدا، فرفعوهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية إلى قوله: {إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الْآثِمِينَ}، فأمرهم أن يستحلفوهما. الفتح (5/482)
([375]) (جاما) كأسا. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/13).
([376]) (مخوصا) بخاء معجمة وواو ثقيلة بعدها مهملة، أي: منقوشا فيه صفة الخوص، ووقع في بعض نسخ أبي داود مخوضا بالضاد المعجمة، أي: مموها، والأول أشهر، ووقع في رواية ابن جريج عن عكرمة: إناء من فضة منقوش بذهب، وزاد في روايته أن تميما وعديا لما سئلا عنه قالا: اشتريناه منه، فارتفعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت: {فَإِنْ عُثِرَ عَلَىٰ أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا} [سورة المائدة:107]. ووقع في رواية الكلبي عن تميم، فلما أسلمت تأثمت، فأتيت أهله، فأخبرتهم الخبر، وأديت إليهم خمسمائة درهم، وأخبرتهم أن عند صاحبي مثلها. الفتح (5/482)
([377]) (أوليائه) قال ابن حجر -رحمه الله-: وسمى مقاتل بن سليمان في تفسير الآخر المطلب بن أبي وداعة. وهو سهمي أيضا، لكنه سمى الأول عبدالله بن عمرو بن العاص. الفتح (5/482)
([378]) سورة المائدة:106.
([379]) صحيح البخاري (1/752).
([380]) أطرافه: [3045/6/192، 3989/ (7/359)، 4086/ (7/437)، 7402/13/393]
([381]) (سرية) قطعة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة تبعث إلى العدو، وهذه السرية تسمى سرية الرجيع، وكانت في صفر سنة أربع من الهجرة، والرجيع: اسم لماء بين مكة وعسفان. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/67)
([382]) (عينا) جاسوسا يستطلع أخبار العدو. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/67).
([383]) (حتى إذا كانوا بين عسفان ومكة) وهي على سبعة أميال من عسفان. الفتح (7/440)
([384]) (فاقتصوا آثارهم) أي: اتبعوها، في رواية أبي معشر في مغازيه، فنزلوا بالرجيع سحرا، فأكلوا تمر عجوة فسقطت نواة بالأرض، وكانوا يسيرون الليل، ويكمنون النهار، فجاءت امرأة من هذيل ترعى غنما فرأت النواة، فأنكرت صغرها، وقالت: هذا تمر يثرب، فصاحت في قومها أتيتم، فجاؤوا في طلبهم فوجدوهم قد كمنوا في الجبل. الفتح (7/440)
([385]) (فدفد) موضع مرتفع أو مكان مشرف. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/67).
([386]) (في سبعة) في جملة سبعة. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/67).
([387]) (وبقي خبيب وزيد ورجل آخر) في رواية ابن إسحاق فأما خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة وعبد الله بن طارق فاستأسروا، وعرف منه تسمية الرجل الثالث، وأنه عبد الله بن طارق. الفتح (7/441)
([388]) (حتى باعوهما بمكة) في رواية ابن إسحاق وابن سعد: فأما زيد فابتاعه صفوان بن أمية، فقتله بأبيه. الفتح (7/441)
([389]) (موسى) سكينا صغيرة من حديد. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/67).
([390]) (يستحد) من الاستحداد، وهو حلق شعر العانة، وهي: ما ينبت حول الفرج. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/67).
([391]) (قالت: فغفلت عن صبي لي) وفي رواية بريدة بن سفيان: وكان لها ابن صغير، فأقبل إليه الصبي، فأخذه فأجلسه عنده، فخشيت المرأة أن يقتله فناشدته. وعند أبي الأسود عن عروة: فأخذ خبيب بيد الغلام، فقال: هل أمكن الله منكم، فقالت ما كان هذا ظني بك، فرمى لها الموسى، وقال: إنما كنت مازحا. الفتح (7/442)
([392]) (ما بي) صلاتي واستمهالي. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/67).
([393]) (أحصهم عددا) استأصلهم بالهلاك، ولا تبق منهم أحدا. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/67).
([394]) (أوصال) جمع وصل، وهو: المفصل، أو مجتمع العظام. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/67).
([395]) (شلو) عضو أو قطعة من اللحم. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/67).
([396]) (مثل الظلة) السحابة المظلة. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/67).
([397]) (الدبر) ذكور النحل أو الزنابير، واحد دبرة. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/67).
([398]) صحيح البخاري (2/67)
([399]) حديث رقم: 1946، صحيح مسلم ص 351
([400]) الفتح (7/444).
([401]) أطرافه: [3051/6/194، ومسلم 4572/6/12/67].
([402]) (عين) الجاسوس، سمي الجاسوس عينا؛ لأن جل عمله بعينه، أو لشدة اهتمامه بالرؤية واستغراقه فيها، كأن جميع بدنه صار عينا. الفتح (6/195)
([403]) (انفتل) انصرف. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/69).
([404]) (فقتله) أي: سلمة بن الأكوع رضي الله عنه. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/69).
([405]) (فنفله) أعطاه، والنفل: ما يشترطه الإمام لمن يقوم بعمل ذي خطر. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/69).
([406]) (سلبه) هو كل ما يكون مع المقتول من مركب أو سلاح أو متاع. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/69).
([407]) صحيح البخاري (1/804)
([408]) أطرافه: [476/1/671، 2138/4/412، 2263/4/517، 2264/4/518، 2297/4/556، 3905/7/271، 4093/7/449، 5807/10/285، 6079/10/513
2439/5/112، 3615/6/719، 3652/7/10، 3908/7/282، 3917/7/300، 5607/10/72، ومسلم 7522/9/18/141، 5239/7/13/191
3906/7/281]
([409]) (برك الغماد) موضع على خمس ليال من مكة إلى جهة اليمن. الفتح (7/273)
([410]) (الدغنة) قيل: هي أمه، وقيل: أم أبيه، وقيل: دابته، ومعنى الدغنة: المسترخية، وأصلها الغمامة الكثيرة المطر. الفتح (7/274)
([411]) (وهو سيد القارة) وهي قبيلة مشهورة من بني الهون، بالضم والتخفيف ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر. الفتح (7/274)
([412]) (فلم تكذب قريش): أي لم ترد عليه قوله في أمان أبي بكر. الفتح (7/274)
([413]) (فينقذف عليه) يتدافعون ويزدحمون. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (5/58).
([414]) (نخفرك) بضم أوله وبالخاء المعجمة وكسر الفاء، أي: نغدر بك. الفتح (7/275)
([415]) (عامة) معظم. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (5/58).
([416]) (فحبس) أي: منعها من الهجرة. الفتح (7/276)
([417]) (الخبط) كل ماله ظل ثخين، وقيل: السمر ورق الطلح، والخبط: ما يخبط بالعصا فيسقط من ورق الشجر. الفتح (7/276)
([418]) (نحر الظهيرة) أي: أول الزوال، وهو أشد مايكون في حرارة النهار. الفتح (7/277)
([419]) (متقنعا) مغطيا رأسه. الفتح (7/277)
([420]) (أحث الجهاز) من الحث وهو الإسراع، والجهاز: ما يحتاج إليه في السفر. الفتح (7/278)
([421]) (سفرة في جراب) أي: زاد في جراب؛ لأن الأصل في السفرة في اللغة: الزاد الذي يصنع للمسافر، ثم استعمل في وعاء الزاد. الفتح (7/278)
([422]) (نطاقها) النطاق مايشد به الوسط. الفتح (7/278)
([423]) (فكمنا) أي: اختفيا فيه. الفتح (7/279)
([424]) (ثقف) الحاذق فطن. الفتح (7/279)
([425]) (لقن) السريع الفهم. الفتح (7/279)
([426]) (فيدلج) أي: يخرج بسَحَر إلى مكة. الفتح (7/279)
([427]) (يكتادان به) أي: يطلب لهما فيه المكروه، وهو من الكيد. الفتح (7/280)
([428]) (فيريحها) من الرواح، وهو السير في العشي. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (5/58).
([429]) (رسل) اللبن الطري. الفتح (7/280)
([430]) (رضيفهما) هو اللبن المرضوف الذي وضعت فيه الحجارة المحماة بالشمس أو النار لينعقد وتزول رخاوته. الفتح (7/280)
([431]) (ينعق) النعيق: صوت الراعي إذا زجر الغنم. الفتح (7/280)
([432]) (قد غمس حلفاً) أي: كان حليفاً. الفتح (7/280)
([433]) صحيح البخاري (2/29) .
([434]) (بأعيننا): أي: في نظرنا معاينة يبتغون ضالة لهم. الفتح (7/283)
([435]) (الزج): بضم الزاي، وهي: الحديد الذي في أسفل الرمح. الفتح (7/284)
([436]) (الأزلام): هي الأقداح، وهي السهام التي لا ريش لها ولا نصل. الفتح (7/284)
([437]) صحيح البخاري (2/30)
([438]) (رحلا) بفتح الراء وسكون المهملة هو: للناقة كالسرج للفرس. الفتح (6/720)
([439]) (ينتقد) يستوفي ويأخذ. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/201).
([440]) (سريت) سرت في الليل. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/201).
([441]) (قائم الظهيرة) أي: نصف النهار، وسمي قائما؛ لأن الظل لا يظهر حينئذ؛ فكأنه واقف. الفتح (6/720)
([442]) (فرفعت لنا) ظهرت. الفتح (6/721)
([443]) (فروة) هي الجلد الذي يلبس. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/201).
([444]) (أنفض لك ما حولك) أي: من الغبار حتى لا يثيره عليه الريح، وقيل: معنى النفض هنا الحراسة. الفتح (6/721)
([445]) (قعب) قدح من خشب. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/201).
([446]) (كثبة) أي: قدر حلبة خفيفة. الفتح (6/722)
([447]) (يرتوي) يستقي. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/201).
([448]) (فوافقته حين استيقظ) وافق مجيئي وقت استيقاظه. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/201).
([449]) (فارتطمت) غاصت قوائمها في تلك الأرض الصلبة. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/201).
([450]) (جلد) هو الصلب المستوي من الأرض. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/201).
([451]) (الطلب) جمع طالب، وهو من يخرج يريدكما. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/201).
([452]) صحيح البخاري (1/925)
([453]) الفتح (4/518).
([454]) الفتح (7/285-286).
([455]) سورة التوبة:40.
([456]) أطرافه: [1370/3/274، 3980/7/351، 4026/7/376 ممكن يضم مع: 3065/6/209، 3976/7/351، ومسلم 7224/9/17/210].
([457]) (صناديد) جمع صنديد وهو السيد الشجاع، تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (5/76).
([458]) (طوي) هي البئر التي بنيت جدرانها بالحجارة. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (5/76).
([459]) (خبيث) غير طيب. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (5/76).
([460]) (مخبث) من قوله: أخبث: إذا اتخذ أصحابا خبثا أي: زاد خبثه بإلقاء هؤلاء الخبيثين فيه. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (5/76).
([461]) (العرصة) هي البقعة الواسعة بغير بناء من دار وغيرها. حاشية صحيح البخاري (2/45)
([462]) (شفة الركي) طرف البئر. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (5/76). قبل أن تطوى فإذا طويت فهي الطوى. قال القسطلاني: ويجمع بينه وبين السابق بأنها كانت مطوية، فاستهدمت فصارت كالركي. اهـ .
([463]) (أنكم أطعتم) أي: لو أنكم أطعتم. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (5/76).
([464]) (نقمة) وفي نسخة (نقيمة) وهي: المكافأة بالعقوبة. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (5/76).
([465]) صحيح البخاري (2/45)
([466]) صحيح مسلم ص1180
([467]) أطرافه: [3620/6/725، 4373/7/690، 4378/7/693، 7033/12/438، 7461/13/452، ومسلم 5935/8/15/33].
([468]) (إن جعل لي محمد الأمر من بعده) أي: الخلافة. الفتح (7/691)
([469]) (ولن تعدو أمر الله) والمراد بأمر الله حكمه. وقوله: (ولئن أدبرت) أي: خالفت الحق، وقوله: (ليعقرنك) بالقاف، أي: يهلكك. الفتح (7/691)
([470]) (وهذا ثابت بن قيس يجيبك عني) أي: لأنه كان خطيب الأنصار. الفتح (7/691)
([471]) صحيح البخاري (2/125)
([472]) (أريت) بضم أوله وكسر الراء من رؤيا المنام. الفتح (7/692)
([473]) (العنسي) وهو صاحب صنعاء، ويؤخذ منه أن السوار وسائر آلات أنواع الحلي اللائقة بالنساء تعبر للرجال بما يسوؤهم ولا يسرهم. الفتح (7/692)
([474]) صحيح البخاري (2/125)
([475]) الفتح (7/691)
([476]) الفتح (7/690)
([477]) الفتح (7/697)
([478]) أطرافه: [4700/6/12/ 208].
([479]) (بحرة الوبرة) هكذا ضبطه بفتح الباء، وكذا نقله القاضي عن جميع رواة مسلم، قال: وضبطه بعضهم بإسكانها، وهو موضع على نحو من أربعة أميال من المدينة. تعليق فؤاد عبدالباقي على صحيح مسلم (3/1449)
([480]) (حتى إذا كنا بالشجرة) هكذا هو في النسخ (حتى إذا كنا) فيحتمل أن عائشة كانت مع المودعين، فرأت ذلك، ويحتمل أنها أرادت بقولها: كنا، كان المسلمون. تعليق فؤاد عبدالباقي على صحيح مسلم (3/1449)
([481]) صحيح مسلم ص785.
([482]) أطرافه: [ 2216/4/478، 2618/5/272، 5382/9/437، ومسلم 5364/7/14/16].
([483]) (مشعان) بضم الميم وسكون المعجمة بعدها مهملة وآخره نون ثقيلة أي: طويل شعث الشعر. الفتح (4/479).
([484]) (بسواد البطن) الكبد أو كل ما في البطن من كبد وغيره. الفتح (5/274)
([485]) (وأيم الله) هو القسم. الفتح (5/274)
([486]) (أعطاها إياه) هو من القلب وأصله أعطاه إياها. الفتح (5/274)
([487]) (فأكلوا أجمعون) يحتمل أن يكونوا اجتمعوا على القصعتين؛ فيكون فيه معجزة أخرى؛ لكونهما وسعتا أيدي القوم، ويحتمل أن يريد أنهم أكلوا كلهم في الجملة أعم من الاجتماع والافتراق. الفتح (5/275)
([488]) (ففضلت القصعتان فحملناه) أي: الطعام، ولو أراد القصعتين لقال: حملناهما. الفتح (5/275)
([489]) صحيح البخاري (1/710)
([490]) الفتح (4/479).
([491]) الفتح (4/479).
([492]) الفتح (5/273) بتصرف.
([493]) الفتح (4/478).
([494]) الفتح (5/275).
([495]) أطرافه: [2942/6/130، 3701/7/86، 4210/7/544، 3009/6/168، ومسلم 6223/8/15/177، ويضم مع: 2975/6/147، 3702/7/86، 4209/7/544، ومسلم 6224/8/15/178 ]
([496]) (على رسلك) بكسر الراء، أي: على هينتك. الفتح (7/546)
([497]) (بساحتهم) الساحة المكان المتسع بين دور الحي ونحوه. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/47).
([498]) (حمر النعم) بسكون الميم من حمر، وفتح النون والعين المهملة وهو من ألوان الإبل المحمودة. الفتح (7/546)
([499]) صحيح البخاري (1/784)
([500]) أطرافه: [3329/6/417، 3911/7/294، 3938 /7/319، 4480/8/15]
([501]) (أشراط الساعة) علاماتها. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/132).
([502]) (فزيادة كبد الحوت) هي القطعة المنفردة المتعلقة بالكبد، وهي أطيبها وألذها. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/132).
([503]) (غشي المرأة) جامعها. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/132).
([504]) (بهت) جمع بهوت، وهو كثير البهتان، وهو أسوأ الكذب، أي: كذابون وممارون لا يرجعون إلى الحق. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/132).
([505]) (ووقعوا فيه) أي: ذموه، وطعنوا فيه. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/132).
([506]) صحيح البخاري (1/862)
([507]) (أهلنا) قرابتنا؛ لأن جدته صلى الله عليه وسلم من بني النجار. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (5/62).
([508]) (فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: إلى منزل أبي أيوب. الفتح (7/297)
([509]) (فأرسل نبي الله صلى الله عليه وسلم) أي: إلى اليهود، فجاؤوا. الفتح (7/297)
([510]) (فدخلوا عليه) أي: بعد أن اختبأ لهم عبد الله بن سلام. الفتح (7/297)
([511]) صحيح البخاري (2/32) .
([512]) أطرافه: [3167/6/312، 6944/12/332، 7348/13/326، ومسلم 4591/6/12/97]
([513]) (يهود) قال ابن حجر -رحمه الله-: ولم أر من صرح بنسب اليهود المذكورين، والظاهر أنهم بقايا من اليهود تأخروا بالمدينة بعد إجلاء بني قينقاع، وقريظة، والنضير، والفراغ من أمرهم. الفتح (6/313)
([514]) (بيت المدراس) بكسر أوله هو البيت الذي يدرس فيه كتابهم. الفتح (6/313)
([515]) (ذلك أريد) أي: أريد أن تقروا بأني بلغت. الفتح (13/327)
([516]) (قد بلغت) كلمة مكر ومداجاة؛ ليدافعوه بما يوهمه ظاهرها؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : (ذلك أريد). الفتح (6/313)
([517]) (وجد منكم بماله شيئا) أي: يجد مشتريا، أو من الوجد، أي: المحبة، أي: يحبه، والغرض أن منهم من يشق عليه فراق شيء من ماله مما يعسر تحويله فقد أذن له في بيعه. الفتح (6/313)
([518]) صحيح البخاري (2/735)
([519]) أطرافه: [1356/3/259، 5657/10/5657].
([520]) (كان غلام يهودي) قال الإمام ابن حجر -رحمه الله-: (لم أقف على شيء من الطرق الموصولة على تسميته). الفتح (3/262)
([521]) (فأسلم) في رواية النسائي عن إسحاق بن راهويه عن سليمان المذكور، فقال: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله). الفتح (3/262)
([522]) صحيح البخاري (1/454)
([523]) أطرافه: [1049/2/625، 1055/2/632، 1372/3/274 6366/11/178، ومسلم 1322/3/5/88، 1321/3/5/88، 2098/3/6/214]
([524]) صحيح البخاري (1/458)
([525]) قال النووي: (هذا محمول على أنهما قضيتان، فجرت القضية الأولى، ثم أعلم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، ثم جاءت العجوزان بعد، ليال فكذبتهما عائشة رضي الله عنها ولم تكن علمت نزول الوحي بإثبات عذاب القبر، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بقول العجوزين، فقال: صدقتا ،وأعلم عائشة رضي الله عنها بأنه كان قد نزل الوحي بإثباته). شرح النووي على صحيح مسلم (3/5/89)
وقولها: لم أنعم أن أصدقهما، أي:: لم تطب نفسي أن أصدقهما. اهـ. شرح النووي على صحيح مسلم (3/5/89)
([526]) صحيح مسلم ص 262
([527]) صحيح مسلم ص 262
([528]) أطرافه: [1329/3/237، 3635/6/729، 4556/8/74، 6819/12/131، 6841/12/172، 7332/13/316، 7543/13/525، ومسلم 4439/6/11/217].
([529]) صحيح البخاري (1/929)
([530]) (محمما) تحميم الوجه أي: يصب عليه ماء حار مخلوط بالرماد، والمراد تسخيم الوجه بالحميم، وهو الفحم. الفتح (12/132)
([531]) سورة المائدة:41.
([532]) سورة المائدة:44.
([533]) سورة المائدة:45.
([534]) سورة المائدة:47.
([535]) صحيح مسلم ص 726.
([536]) أطرافه: [2004/4/287، 3397/6/494، 3943/7/321، 4680/8/205، 4737/8/297، ومسلم 2658/4/8/10]
([537]) صحيح مسلم ص 459
([538]) صحيح مسلم ص 461
([539]) أطرافه: [2285/4/540، 2328/5/14، 2329/5/17، 2331/5/19، 23338/5/26، 2499/5/160، 2720/5/380، 3152/6/293 ، 4248/7/568، ومسلم 3962/5/10/208، 3967/5/10/210 ]
([540]) (ظهر عليها) غلب أهلها. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/95).
([541]) (لليهود وللرسول وللمسلمين) بعضها لليهود وبعضها للرسول صلى الله عليه وسلم ، وبعضها للمسلمين. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/95).
([542]) (تيماء) قرية على طريق المدينة إلى الشام بينها وبين المدينة 425 كم تقريبا. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/95).
([543]) (أريحا) قرية في بلاد الشام تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/95).
([544]) صحيح البخاري (1/728)
([545]) أطرافه: [2127/4/403، 2396/5/73، 2405/5/81، 2601/5/264، 2709/5/365، 2781/5/484، 3580/6/679، 4053/7/414، 6250/11/37، ويضم مع: 5443/9/477 ]
([546]) (عذق زيد) نوع من التمر الرديء. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (3/67).
([547]) صحيح البخاري (1/610)
([548]) (الجذاذ): أي: زمن قطع ثمر النخل، وهو الصرام. الفتح (9/479).
([549]) (المربد): الموضع الذي يجفف فيه التمر. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (3/187).
([550]) (ستة لون) اللون: ماعدا العجوة، وقيل: هو الدقل الرديء، وقيل: اللون اللبن واللبنة، وقيل: الأخلاط من التمر. الفتح (5/366) .
([551]) صحيح البخاري (1/732)
([552]) (يسلفني) من السلف أي: يدفع له الثمن قبل نضج الثمر واستلامه. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (7/79).
([553]) (رومة) اسم موضع قرب المدينة. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (7/79).
([554]) (فجلست) بقيت الأرض نخلا بدون ثمر، وفي رواية (فخاست) يعني: خالفت معهودها من الحمل. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (7/79).
([555]) (فخلا) من التخلية أي: تأخر وفاء السلف، وفي رواية (نخلا) أي: بقيت الأرض نخلا. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (7/79).
([556]) (عريشك) المكان الذي اتخذته في البستان تستظل به، وتقيل فيه. الفتح (9/480)
([557]) (قام في الرطاب) طاف بين النخل، وعليه ثمره. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (7/79).
([558]) (الثانية) المرة الثانية. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (7/79).
([559]) صحيح البخاري (1/399)
([560]) أطرافه: [2356/5/41، 2669/5/331، 6659/11/553، 2416/5/88، 2673/5/336، 6676/11/566، 2515/5/172 ، 2676/5/339 ، 7183/13/189، 2666/5/331، 454/8/63، 7445/13/433، ومسلم 355/1/2/159
و يضم مع:
2357/5/41، 2667/5/330، 4550/8/62، 7184/13/190، 2417/5/88، 2670/5/331، 6660/11/553، 2516/5/172، 2677/5/339، 6677/11/566]
([561]) (على يمين) يمين الصبر هي التي تلزم، ويجبر عليها حالفها، يقال: أصبره اليمين أحلفه بها في مقاطع الحق. الفتح (11/568).
([562]) (هو عليها فاجر) المراد بالفجور: لازمه، وهو الكذب. الفتح (11/568).
([563]) سورة آل عمران:77.
([564]) صحيح البخاري (1/658)
([565]) سورة آل عمران:77.
([566]) صحيح البخاري (1/723)
([567]) الفتح (11/571)
([568]) كما في حديث 7185 : (عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَتْهُ عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَبَةَ خِصَامٍ عِنْدَ بَابِهِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّهُ يَأْتِينِي الخَصْمُ، فَلَعَلَّ بَعْضًا أَنْ يَكُونَ أَبْلَغَ مِنْ بَعْضٍ أَقْضِي لَهُ بِذَلِكَ، وَأَحْسِبُ أَنَّهُ صَادِقٌ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ مُسْلِمٍ فَإِنَّمَا هِيَ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ فَلْيَأْخُذْهَا أَوْ لِيَدَعْهَا) في صحيح البخاري (2/707)
([569]) الفتح (11/572)
([570]) أطرافه: [ 2411/5/86، 4813/8/423، 7428/13/425، 3408/6/508، 6517/11/375، 7472/13/455، 3414/6/521، 6518/11/375، ومسلم 6151/8/15/131، 6153/8/15/132، 6154/8/15/133 يضم مع: 2412/5/86، 3398/6/495، 4638/8/158، 6916/12/274، 6917/12/274، 7427/13/416، ومسلم 6155/8/15/133، 6156/8/15/133]
([571]) قال ابن حجر -رحمه الله-: (قال العلماء في نهيه صلى الله عليه وسلم عن التفضيل بين الأنبياء: إنما نهى عن ذلك من يقوله برأيه لا من يقوله بدليل، أو من يقوله بحيث يؤدي إلى تنقيص المفضول، أو يؤدي إلى الخصومة والتنازع، أو المراد: لا تفضلوا بجميع أنواع الفضائل بحيث لا يترك للمفضول فضيلة، فالإمام مثلا إذا قلنا: إنه أفضل من المؤذن، لا يستلزم نقص فضيلة المؤذن بالنسبة إلى الأذان)، وقيل: (النهي عن التفضيل إنما هو في حق النبوة نفسها ،كقوله تعالى: { لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ } ولم ينه عن تفضيل بعض الذوات على بعض؛ لقوله: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ }. الفتح (6/514)
([572]) (أحوسب) اعتبرت له إحدى الصعقتين التي يصعقهما كل إنسان أو مخلوق. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/159).
([573]) (بصعقته يوم الطور) وهي المذكورة في قوله تعالى { فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا}. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/159).
([574]) صحيح البخاري (1/888)
([575]) صحيح مسلم، برقم: 6050 ، ص977
([576]) أطرافه: [2413/5/86، 6876/12/206، 6884/12/222، 2746/5/437، 6877/12/208 6885/12/222، 5295/9/345 ، 6879/12/213، ومسلم 4365/6/11/165]
([577]) (أوضاحا) جمع وضح: نوع من الحلي يصنع من الفضة سميت بها لبياضها وصفائها. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (7/51).
([578]) (رضخ) شدخ ودق. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (7/51).
([579]) صحيح البخاري (2/373)
([580]) صحيح البخاري (1/669)
([581]) أطرافه: [2068/4/354، 2096/4/374، 2200/4/466، 2251/4/506، 2252/4/506، 2386/5/65،2509/5/168،2513/5/172، 2916/6/116، 4467/7/857، ومسلم 4116/6/11/41 ويضم مع: 2508/5/166، 2069/4/354]
([582]) (بشعير): كان مقدار الشعير المذكور ثلاثين صاعاً. الفتح (5/167).
([583]) (إهالة): بكسر الهمزة، وتخفيف الهاء: ما أذيب من الشحم والألية، وقيل: هو كل دسم جامد، وقيل: ما يؤتدم به من الأدهان. الفتح (5/167).
([584]) (سنخة): بفتح المهملة وكسر النون بعدها معجمة مفتوحة أي: المتغيرة الريح.. الفتح (5/167).
([585]) (الرهن): بفتح أوله وسكون الهاء في اللغة: الاحتباس، من قولهم: رهن الشيء: إذا دام وثبت، وفي الشرع جعل مال وثيقة على دين. الفتح (5/166)
([586]) (الأدراع) جمع درع، وهو القميص المتخذ من الزرد، فدل على مشروعيته، وأن لبسها لا ينافي التوكل. الفتح (6/117)
([587]) (عند يهودي): وهذا اليهودي هو أبو الشحم من بني ظفر. الفتح (5/167)
([588]) (ولقد سمعته يقول) هو كلام أنس، والضمير في سمعته: للنبي صلى الله عليه وسلم، أي: قال ذلك لما رهن الدرع عند اليهودي، مظهرا للسبب في شرائه إلى أجل. الفتح. (4/355)
([589]) صحيح البخاري (1/597)
([590]) الفتح (5/172)
([591]) الفتح (5/168)
([592]) الفتح (4/347)
([593]) الفتح (5/168)
([594]) للاستزادة الرجوع إلى الفتح (5/168).
([595]) أطرافه: [1354/3/259، 3055 /6/199، 6173/1/577، 6618/11/522، ومسلم 7354/9/18/51 ومن أطرافه: 1355/3/259، 2638/5/295، 3033/6/185، 3056/6/199، 6174/1/577، ومسلم 7355/9/18/52]
([596]) (رهط): ما دون العشرة من الرجال، وقيل: الأربعون، ولا يكون فيهم امرأة. حاشية صحيح البخاري (1/453).
([597]) (أطم): بضمتين: بناء كالحصن. الفتح (3/261)
([598]) (مغالة) بفتح الميم والمعجمة الخفيفة بطن من الأنصار. الفتح (3/261)
([599]) (وخبأت لك): ذكر ابن حجر -رحمه الله-: (إن عند أحمد عن عبد الرزاق في حديث الباب، وخبأت له يوم تأتي السماء بدخان مبين، وأما جواب ابن صياد بالدخ، فقيل: إنه اندهش، فلم يقع من لفظ الدخان إلا على بعضه). الفتح (6/201)
([600]) (خبيئا): أي: أخفيت لك شيئا. الفتح (6/200)
([601]) (فلن تعدو قدرك): أي: لن تجاوز ما قدر الله فيك، أو مقدار أمثالك من الكهان. الفتح (6/201)
([602]) (وإن لم يكن هو فلا خير لك في قتله): قال الخطابي: (وإنما لم يأذن النبي صلى الله عليه وسلم في قتله مع ادعائه النبوة بحضرته لأنه كان غير بالغ؛ ولأنه كان من جملة أهل العهد. قلت: الثاني هو المتعين). الفتح (6/201)
([603]) صحيح البخاري (1/453)
([604]) صحيح البخاري 1/453
([605]) (وهو يختل) بمعجمة ساكنة بعدها مثناة مكسورة أي: يخدعه، والمراد أنه كان يريد أن يستغفله ليسمع كلامه وهو لا يشعر. الفتح (3/261)
([606]) (لو تركته بين): أي: أظهر لنا من حاله ما نطلع به على حقيقته. الفتح (6/202).
([607]) صحيح البخاري (1/714)
([608]) الفتح (6/201)
([609]) الفتح (6/199).
([610]) الفتح (6/202)
([611]) الفتح (6/202)
([612]) الفتح (6/200).
([613]) أطرافه: [ 1311/3/214، ومسلم 2222/4/7/32]
([614]) (به) أي: قمنا لأجل قيامه صلى الله عليه وسلم. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/85).
([615]) صحيح البخاري (1/445)
([616]) صحيح البخاري (1/445)
([617]) أطرافه: [3169/6/314، الشرح 4249/7/568، 5777/10/255]
([618]) (أهديت) المهُدِي امرأة يهودية، اسمها زينب بنت الحارث أخت مرحب اليهودي الذي قتل يوم خيبر، وقيل: قتل أيضا أبوها الحارث، وعمها بشار، وأخوها زبير، وزوجها سلام بن مشكم. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/99).
([619]) (اخسؤوا) ابعدوا وانطردوا. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (4/99).
([620]) صحيح البخاري (1/831)
([621]) أطرافه: [716/2/3/230].
([622]) (حبر) بفتح الحاء وكسرها لغتان مشهورتان، وهو العالم. شرح النووي صحيح مسلم (2/3/230).
([623]) (فنكت) معناه: يخط بالعود في الأرض، ويؤثر به فيها، وهذا يفعله المفكر. شرح النووي على صحيح مسلم (2/3/230).
([624]) (الجسر) بفتح الجيم وكسرها لغتان مشهورتان، والمراد به هنا: الصراط. شرح النووي على صحيح مسلم (2/3/230).
([625]) (إجازة) الإجازة هنا بمعنى الجواز والعبور. شرح النووي على صحيح مسلم (2/3/230).
([626]) (تحفتهم) بإسكان الحاء وفتحها لغتان وهي ما يهدي إلى الرجل ويخص به ويلاطف. شرح النووي على صحيح مسلم (2/3/230).
([627]) (النون) النون هو الحوت وجمعه نينان. شرح النووي على صحيح مسلم (2/3/230).
([628]) (غذاؤهم) روي على وجهين غذاؤهم وغداؤهم، قال القاضي عياض: هذا الثاني هو الصحيح، وهو رواية الأكثرين. شرح النووي على صحيح مسلم (2/3/230).
([629]) (سلسبيلا) قال جماعة من أهل اللغة والمفسرين: السلسبيل اسم للعين، وقال مجاهد وغيره: هي شديدة الجري، وقيل في السلسلة اللينة. شرح النووي على صحيح مسلم (2/3/230).
([630]) (أذكرا) أي: كان الولد ذكرا. شرح النووي صحيح مسلم (2/3/230).
([631]) (آنثا) أي: كان الولد أنثى، وقد روي أنثا. شرح النووي على صحيح مسلم (2/3/230).
([632]) صحيح مسلم ص180
([633]) أطرافه: [371/1/572، 947/2/507، 2228/4/489، 2235/4/494، 2610/2/107، 2889/6/98، 2893/6/101، 2943/6/130، 2943/6/130، 2944/6/130، 2945/6/130، 2991/6/156، 3085/6/29، 3086/6/223، 3367/6/469، 3647/6/732، 4083/7/436، 4084/7/437، 4197/7/534، 4198/7/534، 4199/7/534، 4200/7/536، 4211/7/547، 4212/7/547، 4213/7/547، 5085/9/31، 5159/9/132، 5169/9/140، 5387/9/440، 5425/9/465، 5528/9/570، 5968/10/412، 6185/10/584، 6363/11/177، 6369/11/182، 7333/13/316، 3497/5/10/227]
([634]) (الغداة) فيه جواز إطلاق ذلك على صلاة الصبح. الفتح (1/573).
([635]) (فأجرى) أي: أجرى مركوبه. الفتح (1/573).
([636]) (زقاق) هو السكة والطريق. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (1/83).
([637]) (خربت) فتحت. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (1/83).
([638]) (بساحة) ناحية وجهة. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (1/83).
([639]) سورة الصافات:177.
([640]) (الخميس يعني الجيش) سمي خميسا؛ لأنه خمسة أقسام: مقدمة، وساقة، وقلب، وجناحان. الفتح (1/547)
([641]) (فقال له) أي: لأنس. الفتح (1/574)
([642]) (فأهدتها) زفتها. الفتح (1/574)
([643]) (نطعا) هو ثوب متخذ من جلد يوضع عليه الطعام أو غيره. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (1/83). قال النووي: فيه أربع لغات مشهورات: فتح النون وكسرها، مع فتح الطاء وإسكانها، أفصحهن كسر النون مع فتح الطاء، وجمعه: نطوع وأنطاع. شرح النووي على صحيح مسلم (9/222)
([644]) (السويق) الدقيق. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (1/83).
([645]) (حيسا) هو خليط من التمر والسمن والأقط. الفتح (1/574)
([646]) صحيح البخاري (1/271)
([647]) (ومكاتلهم): جمع مكتل، وهو: القفة الكبيرة التي يحول فيها التراب وغيره. الفتح (7/535).
([648]) سورة الصافات:177.
([649]) صحيح البخاري (1/313)
([650]) سورة الصافات:177.
([651]) (صفية): هي بنت حيي بن أخطب بن سعية، من ذرية هارون بن عمران أخي موسى -عليهما السلام- ، وأمها برة بنت شموال من بني قريظة، وكانت تحت سلام بن مشكم القرظي، ثم فارقها فتزوجها كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق النضيري، فقتل عنها يوم خيبر. الفتح (7/536).
([652]) صحيح البخاري (1/376)
([653]) للاستزادة الرجوع إلى الفتح (6/171-172)
([654]) أطرافه: [125/1/270، 4721/8/260، 7297/13/279، 7456/13/449، 7462/13/451، ومسلم 7059/9/17/140]
([655]) (في حرث) هو موضع الزرع. شرح النووي على صحيح مسلم (9/17/140)
([656]) (عسيب) أي: عصا من جريد النخل. الفتح (1/270)
([657]) (ما رابكم إليه) أي: ما دعاكم إلى سؤاله، أو ما شككم فيه حتى احتجتم إلى سؤاله، أو ما دعاكم إلى سؤال تخشون سوء عقباه. شرح النووي على صحيح مسلم (9/17/141)
([658]) (لايستقبلكم بشيء تكرهونه) في رواية العلم (لايجيء بشيء تكرهونه) وفي الاعتصام (لايسمعكم ماتكرهون). الفتح (8/262)
([659]) (فأسكت النبي صلى الله عليه وسلم) أي: سكت، وقيل أطرق، وقيل أعرض عنه. شرح النووي على صحيح مسلم (9/17/141)
([660]) سورة الإسراء:85.
([661]) صحيح مسلم ص 1153
([662]) أطرافه: [4811/8/422، 7414/13/404، 7415/13/404، 7451/13/447، 7513/13/485، ومسلم 7046/9/17/133]
([663]) (حبر) عالم من علماء اليهود. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (6/126).
([664]) (نجد) في التوراة. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (6/126).
([665]) (إصبع) قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله-: (مذهبنا مذهب السلف: نصف الله –تعالى-: بما وصف به نفسه في كتابه، وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل). التحفة المدنية في العقيدة السلفية، حمد بن ناصر النجدي. ص 23-24
([666]) (الثرى) التراب المندى. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (6/126).
([667]) (نواجذه) جمع ناجذ بنون وجيم مكسورة ثم ذال معجمة، وهو: ما يظهر عند الضحك من الأسنان، وقيل: هي الأنياب، وقيل: الأضراس، وقيل: الدواخل من الأضراس التي في أقصى الحلق. الفتح (13/409)
([668]) سورة الزمر:67.
([669]){بِيَمِينِهِ} وما قدر هؤلاء المشركون ربهم حق قدره، ولا عظموه حق تعظيمه، بل فعلوا ما يناقض ذلك، من إشراكهم به من هو ناقص في أوصافه وأفعاله، فأوصافه ناقصة من كل وجه، وأفعاله ليس عنده نفع ولا ضر، ولا عطاء ولا منع، ولا يملك من الأمر شيئا. فسووا هذا المخلوق الناقص بالخالق الرب العظيم، الذي من عظمته الباهرة، وقدرته القاهرة، أن جميع الأرض يوم القيامة قبضة للرحمن، وأن السماوات - على سعتها وعظمها - مطويات بيمينه، فلا عظمه حق عظمته من سوَّى به غيره، ولا أظلم منه. تيسير الكريم الرحمن، للسعدي، ص 465
([670]) صحيح البخاري (2/254)
([671]) أطرافه: [6520/11/379 ومسلم 7057/9/17/138]
([672]) (تكون الأرض يوم القيامة) يعني أرض الدنيا. الفتح (11/380)
([673]) (خبزة) بضم الخاء المعجمة، وسكون الموحدة، وفتح الزاي، قال الخطابي: الخبزة الطلمة بضم المهملة وسكون اللام، وهو عجين يوضع في الحفرة بعد إيقاد النار فيها قال والناس يسمونها الملة، بفتح الميم وتشديد اللام، وإنما الملة الحفرة نفسها. الفتح (11/380)
([674]) (يتكفؤها) يميلها من كفأت الإناء إذا قلبته. الفتح (11/380)
([675]) (كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر) قال الخطابي يعني خبز الملة الذي يصنعه المسافر؛ فإنها لا تدحى كما تدحى الرقاقة، وإنما تقلب على الأيدي حتى تستوي. الفتح (11/380)
([676]) (نزلا) النزل بضم النون والزاي، وقد تسكن، ضيافة ما يقدم للضيف، وللعسكر يطلق على الرزق، وعلى الفضل، ويقال: أصلح للقوم نزلهم، أي: ما يصلح أن ينزلوا عليه من الغذاء، وعلى ما يعجل للضيف قبل الطعام، وهو اللائق هنا. الفتح (11/380)
([677]) (فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلينا ثم ضحك) يريد أنه أعجبه إخبار اليهودي عن كتابهم بنظير ما أخبر به من جهة الوحي، وكان يعجبه موافقة أهل الكتاب فيما لم ينزل عليه، فكيف بموافقتهم فيما أنزل عليه. الفتح (11/381)
([678]) (بإدامهم) أي: ما يؤكل به الخبز. الفتح (11/382)
([679]) (بالام) دل التفسير من اليهودي على انه اسم للثور. الفتح (11/382)
([680]) (قال: ثور ونون) فأما نون فهو الحوت على ما فسر في الحديث. الفتح (11/382)
([681]) (يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفا) قال عياض زيادة الكبد وزائدتها هي القطعة المنفردة المتعلقة بها، وهي أطيبه؛ ولهذا خص بأكلها السبعون ألفا، ولعلهم الذين يدخلون الجنة بغير حساب، فضلوا بأطيب النزل، ويحتمل أن يكون عبر بالسبعين عن العدد الكثير، ولم يرد الحصر. الفتح (11/382)
([682]) صحيح البخاري (2/581)
([683]) أطرافه: [3175/6/319، 3268/6/385، 5763/10/232، 5765/10/243، 5766/10/246، 6063/10/494، 6391/11/196، ومسلم 573/7/14/183]
([684]) (أفتاني فيما استفتيته) قال ابن حجر -رحمه الله-: في رواية الحميدي (أفتاني في أمر استفتيته فيه) أي: أجابني فيما دعوته، فأطلق على الدعاء استفتاء؛ لأن الداعي طالب، والمجيب مفت، أو المعنى: أجابني بما سألته عنه. الفتح (10/238)
([685]) (فقال مطبوب) أي: مسحور، يقال: كنوا عن السحر بالطب، تفاؤلا، كما قالوا للديغ: سليم. الفتح (10/239)
([686]) (وبنو زريق) بطن من الأنصار مشهور من الخزرج، وكان بين كثير من الأنصار وبين كثير من اليهود قبل الإسلام حلف وإخاء وود، فلما جاء الإسلام، ودخل الأنصار فيه تبرؤوا منهم. الفتح (10/237)
([687]) (في مشط) أما المشط فهو بضم الميم، ويجوز كسرها، وهو الآلة المعروفة التي يسرح بها شعر الرأس واللحية، وهذا هو المشهور. الفتح (10/239)
([688]) (جف طلعة) قال النووي: في أكثر نسخ بلادنا بالباء يعني في مسلم، وفي بعضها بالفاء، وهما بمعنى واحد، وهو الغشاء الذي يكون على الطلع ويطلق على الذكر والأنثى. الفتح (10/240)
([689]) (رعوفة) هي حجر يوضع على رأس البئر يقوم عليه المستقي، وقد يكون في أسفل البئر-أيضا- يجلس عليه من يقوم بتنظيفها. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (7/137).
([690]) (وأين هو؟ قال: هو في بئر ذروان) وذروان بفتح المعجمة وسكون الراء: بئر في بني زريق. الفتح (10/240)
([691]) (نقاعة الحناء) والحناء معروف، وهو بالمد، أي: أن لون ماء البئر، مثل لون الماء الذي ينقع فيه الحناء. الفتح (10/240)
([692]) (تنشرت) هي تعيين من سفيان بن عيينة لمرادها بقولها: أفلا. ومعناها من النشرة، وهي الرقية التي تحل السحر، فكأنها تنشر ما طواه الساحر، وتفرق ما جمعه. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (7/137).
([693]) (أن أثير على أحد من الناس شرا) والمراد بالناس التعميم في الموجودين. قال النووي: خشي من إخراجه وإشاعته ضررا على المسلمين من تذكر السحر وتعلمه ونحو ذلك، وهو من باب ترك المصلحة خوف المفسدة. الفتح (10/241)
([694]) صحيح البخاري (2/456)
([695]) قال المازري: أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث، وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها، قالوا: وكل ما أدى إلى ذلك فهو باطل، وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعوه من الشرائع؛ إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل، وليس هو ثم، وأنه يوحي إليه بشيء، ولم يوح إليه بشيء. قال المازري: وهذا كله مردود؛ لأن الدليل قد قام على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله تعالى، وعلى عصمته في التبليغ، والمعجزات شاهدات بتصديقه، فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل، وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها، ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له، مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين. الفتح (10/237)
([696]) أطرافه: [2935/6/125، 6030/10/466، 6024/10/463، 6401/11/203، 6256/11/44، 6927/12/293، 6395/11/198، ومسلم 5658/7/14/152]
([697]) (الرفق) بكسر الراء وسكون الفاء بعدها قاف هو: لين الجانب بالقول والفعل، والأخذ بالأسهل، وهو ضد العنف. الفتح (10/464)
([698]) صحيح البخاري (1/497)
([699]) أطرافه: [2702/5/359، 3173/6/317، 6143/10/552، 6898/12/239، 7192/13/196، ومسلم 4344/6/11/156]
([700]) (جهد) فقر وشدة وضيق عيش. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (9/75).
([701]) (فقير) الفقير: فم القناة، والحفيرة التي يغرس فيها الفسيلة. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (9/75).
([702]) (عين) مكان نبع الماء من الأرض. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (9/75).
([703]) صحيح البخاري (2/709)
([704]) الفتح (6/318).
([705]) الفتح (12/245)
([706]) الفتح (12/248) "بتصرف"
([707]) الفتح (12/248)
([708]) للاستزادة الرجوع إلى الفتح (12/247)
([709]) [7195/13/197]
([710]) (كتبه) التي أرسلها إليهم تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (9/76).
([711]) (أقرأته) كتبهم التي يكتبونها إليه. الفتح (13/198)
([712]) (فقلت) أي: مترجما عنها لعمر رضي الله عنه. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (9/76).
([713]) (بصاحبها) أي: الذي زنى بها، وهو عبد اسمه برغوس. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (9/76).
([714]) صحيح البخاري (2/709)
([715]) أطرافه: [1481/3/402، 1872/4/106، 3161/6/308، 3791/7/142، 4422/7/732، ومسلم 5948/8/15/43، 5949/8/15/44].
([716]) (وادي القرى) مدينة قديمة بين المدينة والشام. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/125).
([717]) (اخرصوها) أي: احزروا كم يجيء من تمرها. شرح النووي على صحيح مسلم (8/15/42)
([718]) (أوسق) جمع وسق، وهو: مكيال معين كان لديهم. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/125).
([719]) (أحصي) أي: احفظي عدد كيلها. الفتح (3/404)
([720]) (طيء) اسم قبيلة، والجبل منسوب إليها. الفتح (3/404).
([721]) (رسول ابن العلماء) العلماء اسمه أمه، وهو يوحنا بن روية، بضم الراء وسكون الواو. الفتح (3/405)
([722]) (أيلة) بفتح الهمزة وسكون التحتانية بعدها لام مفتوحة: بلدة قديمة بساحل البحر. الفتح (3/404)
([723]) (بردا) ثوبا مخططا. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/125).
([724]) (طابة) أي: من أسمائها، والطاب والطيب لغتان بمعنى، واشتقاقهما من الشيء الطيب. الفتح (4/106)
([725]) (جبيل يحبنا) قيل: هو مجاز، والمراد: أهل الجبل وهم الأنصار؛ لأنه لهم، ولا مانع من حمله على الحقيقة، فيكون حب النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة له؛ ولأنهم التجؤوا إليه يوم أحد وامتنعوا به من أذى المشركين. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (2/125).
([726]) (بحسبكم): أي: كافيكم. الفتح (7/144)
([727]) (من الخيار): أي: الأفاضل؛ لأنهم بالنسبة إلى من دونهم أفضل. الفتح (7/144)
([728]) صحيح مسلم ص962
([729]) موقع سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله "بتصرف" http://cutt.us/6fN7U
([730]) الفتح (3/406).
([731]) الفتح (3/406).
([732]) الفتح (3/406).
([733]) الفتح (3/406) بتصرف.
([734]) الفتح (3/406).
([735]) الفتح (3/406).
([736]) الفتح (3/403).
([737]) أطرافه: [7/1/42، 51/1/153، 2681/5/341، 2804/6/25، 2941/6/128، 2978/6/149، 3174/6/318، 4553/8/64، 5980/10/427، 6260/11/50، 7196/13/197، 7541/13/525، ومسلم 4607/6/12/110 يضم مع: 2936/6/126، 2940/6/128، ومسلم 4607/6/12/110]
([738]) (هرقل) هو ملك الروم، وهرقل اسمه، وهو بكسر الهاء وفتح الراء وسكون القاف، ولقبه: قيصر ،كما يلقب ملك الفرس كسرى ونحوه. الفتح (1/44)
([739]) (في ركب) جمع راكب كصحب وصاحب، وهم أولو الإبل العشرة فما فوقها، والمعنى: أرسل إلى أبي سفيان حال كونه في جملة الركب؛ وذاك لأنه كان كبيرهم؛ فلهذا خصه، وكان عدد الركب ثلاثين رجلا. الفتح (1/44)
([740]) (في المدة) يعني مدة الصلح بالحديبية، وكانت في سنة ست. الفتح (1/45)
([741]) (فأتوه) تقديره: أرسل إليهم في طلب إتيان الركب، فجاء الرسول يطلب إتيانهم، فأتوه. الفتح (1/45)
([742]) (بإيلياء) بهمزة مكسورة، بعدها ياء ساكنة، ثم لام مكسورة، ثم ياء أخيرة، ثم ألف مهموزة. الفتح (1/45)
([743]) (قلت: أنا أقربهم نسبا) إنما كان أبو سفيان أقرب؛ لأنه من بني عبد مناف، وعبد مناف الأب الرابع للنبي صلى الله عليه وسلم وكذا لأبي سفيان. الفتح (1/46)
([744]) (فاجعلوهم عند ظهره) أي: لئلا يستحيوا أن يواجهوه بالتكذيب إن كذب. الفتح (1/46)
([745]) (فوالله لولا الحياء من أن يأثروا) أي: ينقلوا علي الكذب لكذبت عليه، وفيه دليل على أنهم كانوا يستقبحون الكذب إما بالأخذ عن الشرع السابق أو بالعرف. الفتح (1/46)
([746]) (ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا) أي: أنتقصه به. الفتح (1/47)
([747]) (سجال) بكسر أوله أي: نوب، والسجل: الدلو، والحرب اسم جنس، وينال أي: يصيب فكأنه شبه المحاربين بالمستيقيين يستقي هذا دلوا، وهذا دلوا. الفتح (1/47)
([748]) (دحية) بكسر الدال، وحكي فتحها لغتان، ويقال إنه الرئيس بلغة أهل اليمن، وهو بن خليفة الكلبي، صحابي جليل كان أحسن الناس وجها، وأسلم قديما، وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم في آخر سنة ست بعد أن رجع من الحديبية بكتابه إلى هرقل، وكان وصوله إلى هرقل في المحرم سنة سبع، ومات دحية في خلافة معاوية. وبصرى بضم أوله والقصر: مدينة بين المدينة ودمشق وقيل هي حوران، وعظيمها هو الحارث بن أبي شمر الغساني. الفتح (1/50)
([749]) (عظيم الروم) لكنه لم يخله من إكرام لمصلحة التألف. الفتح (1/50)
([750]) (سلام على من اتبع الهدى) ...كيف يبدأ الكافر بالسلام؟ فالجواب أن المفسرين قالوا: ليس المراد من هذا التحية إنما معناه سلم من عذاب الله من أسلم؛ ولهذا جاء بعده أن العذاب على من كذب وتولى. الفتح (1/50)
([751]) (فإن توليت) أي: أعرضت عن الإجابة إلى الدخول في الإسلام. الفتح (4/51)
([752]) (الأريسيين) هو جمع أريسي وهو منسوب إلى أريس بوزن فعيل، قال ابن سيده: الأريس الأكار، أي: الفلاح عند ثعلب. الفتح (1/51)، واختلفوا في المراد بهم على أقوال، أصحها وأشهرها: أنهم الأكارون أي: الفلاحون والزراعون، ومعناه: أن عليك إثم رعاياك الذين يتبعونك وينقادون بانقيادك، ونبه بهؤلاء على جميع الرعايا؛ لأنهم الأغلب، ولأنهم أسرع انقيادا. وهذا القول هو الصحيح. شرح النووي على صحيح مسلم (6/12/117) "بتصرف"
([753]) سورة آل عمران:64.
([754]) صحيح البخاري (1/193)
([755]) شرح النووي على صحيح مسلم (6/12/115) "بتصرف"
([756]) شرح النووي على صحيح مسلم (6/12/115).
([757]) شرح النووي على صحيح مسلم (6/12/116) "بتصرف"
([758]) سورة طه:44.
([759]) شرح النووي على صحيح مسلم (6/12/116) "بتصرف"
([760]) شرح النووي على صحيح مسلم (6/12/116) .
([761]) سورة العنكبوت:13.
([762]) شرح النووي على صحيح مسلم (6/12/117). "بتصرف"
([763]) شرح النووي على صحيح مسلم (6/12/117).
([764]) شرح النووي على صحيح مسلم (6/12/117). "بتصرف"
([765]) شرح النووي على صحيح مسلم (6/12/116).
([766]) شرح النووي على صحيح مسلم (6/12/117).
([767]) شرح النووي على صحيح مسلم (6/12/117).
([768]) أطرافه: [65/1/187، 2938/6/127، 5870/10/334، 5872/10/336، 5874/10/337، 5875/10/337، 5877/10/340، 7162/13/150، -م5480/7/14/70].
([769]) (مختوما) مطبوعا عليه بتوقيع المرسل. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (1/24).
([770]) (نقشه) محفور عليه، والنقش في اللغة: التلوين. تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري (1/24).
([771]) (فقلت) القائل هو شعبة. الفتح (1/188)
([772]) صحيح البخاري (1/209)