مقطع مرئي اللغة الإنجليزية، يبين أن منذ بداية ظهور الإسلام ارتبط بخلق الرحمة. فقد وصف الله القرآن الذي أنزله بالرحمة فقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس:57]. وعرف بنفسه تعالى في أول سورة فيه بأنه الرحمن الرحيم فقال " الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم" ووصف رحمته بقوله: "ورحمتي وسعت كل شيء" أما نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقد قال عنه "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" نبي الرحمة ومثال الإنسانية الذي كان يصل الرحم، ويحمل الكل، ويقري الضيف، ويكسب المعدوم، ويعين على نوائب الحق. ويقول: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". قال ابن تيمية رحمه الله : إن الدين كله يدور على أمرين: الإخلاص للحق ، ورحمة الخلق. من الرفق بالضعيف، وإغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم، والتفريج عن المكروب والمهموم والمغموم. وهي رحمة لا تقتصر على البشر بل تمتد لتشمل سائر المخلوقات ففي الحديث أن الله غفر لرجل رأى كلبا يلهث يأكل الثرى من العطش فرق له فسقاه. كل ذلك يؤكد على أن الرحمة في الإسلام مُقدَّمَة بلا منازع على كل الصفات الأخرى، وأن التعامل بالرحمة هو الأصل الذي لا ينهار أبدًا.